«الوزارة» تسعى لإنشاء مصنع جديد لإنتاج الأدوية محليا بطاقة 7.5 ملايين حقنة سنويا 95 % من الأدوية مستوردة وتحتكرها شركات متعددة الجنسية.. والسوق السوداء تحتكر الأصناف "رخيصة السعر" بين 100 ألف مواطن يوجد 114 حالة مريض بالسرطان، وفقا لإحصائيات السجل القومى للأورام، في ظل توقعات بزيادة حالات الإصابة حتى عام 2050 لتصل إلى 170 حالة لكل 100 ألف مواطن.. هؤلاء المرضى لا يعانون فقط من ويلات المرض اللعين لكنهم يعانون أيضا في رحلة البحث عن الأدوية التي تخفف آلامهم وتمنحهم أملا في الشفاء. الإحصائيات ذاتها تشير أيضا إلى أن 95% من أدوية مضادات الأورام التي يتم تداولها في الأسواق مستوردة من الخارج تحتكر إنتاجها الشركات الأدوية متعددة الجنسيات، وتسيطر على الإنتاج اثنتان من أكبر الشركات في العالم كله، نظرا لأنها تحتاج إلى تكنولوجيا مرتفعة في إنتاجها لذلك مصر لم تستطع طوال السنوات الماضية إنتاج أدوية للأورام في مصر. ونظرا للأزمة الطاحنة التي تشهدها البلاد المتمثلة في نقص العملة الصعبة (الدولار الأمريكي) وجد المستوردون صعوبة في توفير العملة الصعبة لاستيراد هذه الأدوية من الخارج ما جعل بيعها متقصرا على سلاسل الصيدليات الكبرى التي تبيعها بأسعار باهظة. "فيتو" تواصلت مع عدد من الصيادلة وأساتذة علاج الأورام الذين أكدوا وجود نقص في بعض الأصناف، واختفاء عدد آخر منها، وغالبية الأدوية المختفية تدخل في كافة البروتوكولات العلاجية له، وتشمل تلك الأدوية "سيكلوفوسفاميد" بأسمائه التجارية المختلفة لعلاج ليمفوما، سرطان الدم، سرطان الثدي، سرطان المبيض، "ميتومايسين"، أيضا يستخدم لعلاج سرطانات الثدي، القولون، المعدة، البنكرياس، الكبد، الرئة، المثانة وأنواع أخرى من السرطان، و"ميثوتريكسات" بأسمائه التجارية "فلورويوراسيل"، "فينكريستين" "ستربتوزوسين"، "هيرسيبتين"، "بروكاربازين"، "كيتوكونازول"، "ديكساميتازون". من جانبه قال الدكتور محيى حافظ عضو غرفة صناعة الدواء: مصر لا تنتج أدوية أورام وجميعها مستوردة من الخارج ومؤخرا تم إنشاء مصنع "إيمك" ينتج نسبة ضئيلة من علاج الأورام تصل إلى 10% من حجم استهلاك أدوية الأورام والنسبة الباقية يتم استيرادها من الخارج، مع الأخذ في الاعتبار أن أدوية الأورام أسعارها مرتفعة الثمن وارتفاع سعر الدولار وانخفاض سعر العملة المحلية يجعل الشركات تجد صعوبة في توفير العملة واستيراد الأدوية، وأزمة نقص الدواء خاصة في علاجات الأورام من المقرر أن يتم حلها بعد اجتماع مجلس الوزراء بغرفة صناعة الدواء والمستوردين وحصولنا على وعد بتوفير 2.6 مليار دولار لاستيراد الخامات الدوائية.. في حين قال أحمد عامر عضو مجلس نقابة الصيادلة: أهم الأدوية لعلاج السرطان يشهد السوق نقصا بها هي عقار "الإندوكسان"، وذلك لأنه عقار مستورد من الخارج ويرجع نقصه الدائم إلى أزمة توفير الدولار. أما الدكتور طارق حسين أستاذ الأورام بكلية الطب جامعة عين شمس. فأشار إلى أن عددا كبيرا من المرضى يلجأ لشراء الإندوكسان من السوق السوداء نتيجة نقصه بالصيدليات، مرجعا اختفاء تلك الأصناف لرخص سعرها في السوق، حيث يبلغ سعر كل منها، "الإندوكسان" كان ب84 جنيها و"فلورويوراسيل" 47 جنيها، موضحا وجود علاج آخر "زيلودا" أقراص بدائل للحقن يأخذها المريض في حالة نقص الحقن إلا أن سعرها أغلى يصل إلى 2000 جنيه ويحصل عليها على عدة جرعات حسب البروتوكول العلاجي. أما الصيدلى على عبد الله، مدير مركز الدراسات الدوائية فقد أوضح أن "أغلب أدوية السرطان الناقصة في السوق تباع مهربة في سلاسل الصيدليات الكبرى بآلاف الأسعار تصل أسعارها إلى 25 ألف جنيه تؤخذ على جرعات حسب حالة المريض"، مؤكدا أنه نظرا لارتفاع سعر أدوية علاج الأورام يوجد منها كميات مغشوشة كبيرة لأنها تدر عائد ربح على تجار الأدوية المغشوشة، فضلا عن تهريبها من دول مثل قبرص واليونان ودول أوروبا، موضحا مثالا على عقار "جليفيك" يباع بسعر 12 ألف جنيه للعبوة والمستوردون المهربون يستوردونه ب4 آلاف جنيه.