"مفاجأة سارة بالنسبة لي أن أجد قراءتي لأول ديوان لرفعت سلام "وردة الفوضى الجميلة" ضمن الكتاب الاستثنائي " النهار الآتي" الجامع لدراسات عدد من كبار نقادنا حول أعمال شاعرنا الكبير رفعت سلام. القراءة مسجلة من شريط صوتي أذيع في برنامج " كتابات جديدة" بالبرنامج الثاني في 11 سبتمبر عام 1988، أى من 30 سنة بالتمام والكمال . ويرجع الفضل في تسجيلها وتفريغ محتواها والاحتفاظ بها طوال هذه السنوات إلى رفعت سلام، وطبعا الفضل يرجع أيضا لأحمد سراج الذي أعد الكتاب، وقام بتحريره ليخرج في هذه الصورة الباهرة". هكذا صرحت الكاتبة اعتدال عثمان تعقيبًا على صدور النهار الآتي. اعتدال عثمان، قاصة وناقدة مصرية لها دور فعال في دفع أعمال الأديبات الناشيئات وتقديم النقد النسوي الغربي إلى الكتاب العربي، لها مجموعات قصصة: "يونس والبحر" "وشم الشمس" من أعمالها النقدية: " إضاءة النص: قراءة في الشعر العربي الحديث" وأضافت أثناء وجودها في ندوة الكتاب الأولى المقامة في أتيليه القاهرة: كان من المدهش أن أعود إلى قراءة هذه الدراسة بعد كل هذا الوقت بعيون القارئ لكي أستمتع من جديد بالإبداع الشعري لرفعت سلام في هذه المحطة الأولى من مسيرته الشعرية الحافلة، وحتى ننطلق منها إلى علاماتها التالية في مراحل النضج والفرادة المتواصلة. وصرحت عثمان أنه: " يسعدني أن أستعيد معكم اليوم عددا من النقاط الأساسية في هذه الإطلالة المسجلة صوتيا، التي تختلف بحكم طابعها عن الدراسة المكتوبة للنشر، كما تشير إشارات سريعة إلى بعض ملامح العالم الشعري لدى رفعت سلام". ومما جاء فيها: "ينتمي رفعت سلام إلى تيار في الشعر العربي الحديث يتمثل طموحه الأساسي في بلورة مسارات جديدة في الحركة الشعرية المصرية والعربية. ورفعت سلام في طليعة أبناء ذلك الجيل (جيل السبعينيات) الذي حمل راية التمرد الرافض، الطامح في الوقت نفسه إلى إعادة بناء عالم، والانغراس في أرضه، بالرغم من فداحة المعاناة. وختمت عثمان بتصريحها: "باختصار أقول: إن "الوردة" – طبقا لهذا التصور- تساوي القصيدة، و"الفوضى" تساوي تغيير ترتيب العلاقات اللغوية، و"الجميلة" تساوي القصيدة الجديدة. لقد استمتعت بإعادة القراءة والدليل أن الوردة / القصيدة ما تزال جميلة بعد ثلاثين عاما. يذكر أن دراسة اعتدال عثمان صدرت ضمن كتاب النهار الآتي الذي أعده الشاعر أحمد سراج عن تجربة رفعت سلام الشعرية.