قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء بشن حملة من الاعتداءات على رهبان كنيسة الأقباط المصرية واعتقلت أحدهم، خلال وقفة احتجاجية عند باب دير السلطان والمحاذي لمحاذاة كنيسة القيامة في القدس القديمة، كما جاءت الوقفة احتجاجا على رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي قيام الكنيسة بأعمال الترميم اللازمة داخل الدير فيما تقوم طواقم البلدية بأعمال الترميم داخله لصالح الأحباش دون موافقة الكنيسة القبطية. وأثار هذا الأمر غضب الكثير من دول العالم، وجمعيات حقوق الإنسان، وأيضاً جامعة الدول العربية، حيث استنكر الجميع تلك الاعتداءات الوحشية من قبل الاحتلال الصهيونى، ليخرج البابا تواضروس بعد ذلك مداناً هذا الاعتداء ويؤكد على أن مشكلة دير السلطان قائمة منذ عام 1820 وأنه كانت هناك محاولات للاستيلاء على الدير، وتوجهت الكنيسة إلى القضاء الذى حكم بأحقية الدير للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لافتا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية لها تواجد هناك منذ عقود عديدة، وأنه تم احتلال الدير منذ عام 1970 حيث أن السلطات هناك استغلت الوضع السياسى وقتها وقام مجموعة من الرهبان بإثيوبيا بالتواجد فى الدير، مشيرا إلى أن الدير مكانه متواجدا فى مدخل كنيسة القيامة بالقدس. لذلك يرصد "الصباح" تاريخ دير السلطان فى هذه النقاط: دير السلطان الأثرى تابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، فى حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك ميخائيل والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة، وتبلغ مساحته حوالى 1800 م2. كان الأرمن قد هاجروا من مصر وتركوا كنيسة بالفسطاط أنعم بها السلطان علي فقيه دمشقي يسمى بهاء الدين فطلبها صفي الدولة للأقباط فأعطاها صلاح الدين لهم ولما تحقق صلاح الدين من إخلاص الأقباط وهبهم أعظم مكان في بيت المقدس وهو الدير المعروف الآن بدير السلطان نسبة إليه وكانت الكنيسة القبطية قد استضافت رهبان إثيوبيا بالدير لمدة تزيد عن ثلاثة قرون، كما أن لهذا الدير أهمية خاصة عند المسيحيين لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة، وهى أقدس مزار مسيحى فى العالم لأنها تضم قبر السيد المسيح. قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلى عقب نكسة يونيو 1967 بطرد الرهبان الأقباط من الدير، وتسليمه إلى الرهبان الأحباش، مما جعل الكنيسة تقوم برفع دعوى قضائية أمام المحاكم الإسرائيلية وحصلت على حكم قضائى يقر أحقيتها فى دير السلطان. بينما فى عهد البابا شنودة الثالث وخلال جلسة المجمع المقدس 26/ 3/ 1980، قرر المجمع عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسميًا لدير السلطان بالقدس، ويسرى هذا القرار ويتجدد تلقائيًا طالما أن الدير لم يتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك، وتحت عنوان "زياراتنا للقدس مرتبطة بحل مشكلة دير السلطان"، كتبت مجلة الكرازة"4" سنة 1981، إذا كان اليهود جادين فى "تطبيع العِلاقات" فليُرْجِعوا إلى الكنيسة القبطية دير السلطان المجاوِر لكنيسة القيامة فى القدس، والذى اغتصبوه منها وسلَّموه للأحباش بعد نكسة يونيو 1967 م، نتيجة للموقف الوطنى الذى وقفه مطراننا نيافة الأنبا باسيليوس الذي لم يجامل اليهود وقتذاك فى دخولهم القدس، وقد أصدرت المحكمة اليهودية العُليا حكمها فى صالِحنا، وغرمت وزير الشرطة وأسقف الأحباش، وأمرت بإرجاع الدير إلى الكنيسة القبطية، ولكن السلطات اليهودية لم تنفذ قرار القضاء الإسرائيلى.