بلقيس ..أيتها الشهيدة والقصيدة .. والمعطرة النقية .. سبأ تفتش عن ملكتها.. فردي للجماهير التحيه يا أعظم الملكات .. يا امرأة تجسد كل امجاد العصور السومرية ..بلقيس يا عصفورتي الاحلى ..ويا ايقونتي الاغلى ..ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية.. "نزار قباني"
عندما انتحرت شقيقته من أجل الرجل الذي أحبته قال : "صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي... كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة"، وعن هدفه في الحياة قال :" إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره".
هذه فاتنتي تلبس فستانٍ من الورد ربيعياً وتوصيني ان أمسكها من يدها كي لا أضيع وهي تدري أنني من يوم ميلادي ببحر الحب ضائع وهي تدري أنني أعشقها من رأسها حتى الأصابع
نزار توفيق القباني، شاعر أندلسي وُلد في 21 مارس 1923، في مدينة دمشق عاصمة سوريا، لعائلة أدبية تجارية، ورث عن والدة حب الشعر ، وكانت والدته سيدة متدينة تحب الأولياء والعبادات، وجده كان محباً للفن.
أتحدى من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين.. أتحدى كل من عاشرتهم من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
هوجم نزار قباني بسبب كلماته الجريئة في اشعارة، فسمي بالشاعر الإباحي، وتحديدا بعد صدور أولي دواوينه الشعرية عام 1944وهو "قالت لي السمراء"، وهو الديوان الذي طبعه على نفقته الخاصة، وأثار جدلآ كبيراً، قال نزار عن مهاجمة النقاد له :"لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي طرياً".
قاسية الوصال إلي ردي لهيب عواطفي وجحيم حسي لقد دمرت أيامي وعمري فجفت دمعتي وانبح همسي أعيديني إلى أصلي جميلاً فمهما كنت أجمل منك نفسي فما أنا عبد سيدة وكأسِ
تزوج نزار قباني مرتين الأولى كانت ابنة خاله زهراء آقبيق، وأنجب منها هدباء وتوفيق الذي توفى عام 1973 وكان طالباً بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، وهو ما أثر في نزار بشدة ونعاه بقصيدة "الأمير الخرافي توفيق قباني". سأخبركم عن أميري الجميل عن المكان مثل المرايا نقاء.. ومثل السنابل طولا.. ومثل النخيل.. وكان صديق الخراف الصغيرة.. كان صديق العصافير كان صديق الهديل.. سأخبركم عن بنفسج عينيه.. هل تعرفون زجاج الكنائس؟ هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل.. وهل تعرفون نوافير روما؟ وحزن المراكب قبل الرحيل
ثم تزوج نزار من بلقيس الراوي، عراقية الأصل، كان قد التقى بها في أمسية شعرية ببغداد، ولكنها ماتت أثناء الحرب الأهلية في لبنان، عندما تم استهداف السفارة العراقية في بيروت، التي كانت تعمل بها في ذلك الوقت، ورثاها نزار بقصيدة "بلقيس" ولم يتزوج بعدها.
وإني أحبك.. لكن أخاف التورط فيك، أخاف التوحد فيك، أخاف التقمص فيك، فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء، وموج البحار
بعد مقتل بلقيس، قرر نزار مغادرة لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن، واستقر بها، وظل ينشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرولون».
ها نحن يا بلقيس ندخل مرة اخرى لعصر الجاهلية هانحن ندخل في التوحش والتخلف والبشاعة والوضاعة ندخل مرة اخرى عصور البربرية حيث الكتابة رحلة بين الشظية والشظية حيث اغتيال فراشة في حقلها صار القضية
عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي، ثم توفي عام 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن، بسبب ازمة قلبية، وكانت وصيته والتي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته: «الرحم الذي علمني الشعر, الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين»