لم يكف هذا المرض الفيروسى الذى يصيب الكلى عن قتل المصريين بل شاركته يد الاهمال فى المراكز والمستشفيات ليكونا سببًا رئيسيًا فى ارتفاع نسبة وفاة مرضى الغسيل الكلوى، فبعد كارثة دريب نجم بمحافظة الشرقية، سيطرت حالة من الهلع والخوف بين الكثير من المرضى فى المستشفيات الحكومية والمراكز الخاصة. المواطنون بالفيوم: نخشى عودة قوائم الانتظار.. ومصير أهالى «ديرب نجم» بالشرقية «الصباح» تفتح فى هذا الملف معاناة مرضى الغسيل الكلوى فى المستشفيات الحكومية والخاصة، حيث إن العامل المشترك فى هذه المراكز والذى أجمع عليه المرضى هو عدم الاهتمام والنظافة، فضًلآ عن لجوء المرضى إلى المراكز الخاصة بسبب ارتفاع جلسات الغسيل الكلوى عليهم، فضلآ عن بُعد المسافة بين منازلهم وهذه المراكز. سيد عبدربه رجل فى العقد الخامس من العمر من محافظة أسيوط، اعتاد الذهاب إلى مركز الغسيل الكلوى مرتين أسبوعيا، حيث إنه ال يملك سوى الحذاء المتآكل، والذى الا يحمى قدميه من الوصول إلى مياه الصرف الصحى التى تنتشر بجوار المركز، ويشارك المرضى فى استنشاق الروائح الكريهة التى تؤرقهم وهم ينتظرون لساعات حتى يأتى دورهم. المرضى بأسيوط وبنى سويف: نعانى من بُعد المسافة بين المراكز.. وتوقف الماكينات يقول عبدربه ل «الصباح:» «أعانى من مرض الفشل الكلوى منذ 5 سنوات ومنذ هذا الحين، وأنا أعانى معاناة ليست من المرض فقط، بل من الفقر أيضا فعدم الاستطاعة تجعلنا نرتضى بالحالة السيئة التى نجد عليها المستشفيات الحكومية التى تحرمنا من أبسط حقوقنا فى التداوى، ونتردد على مركز الغسيل الكلوى الكائن بالدور الاول من مستشفى ديروط المركزى، هذا الدور الارضى الذى لا يرتفع سنتميترات عن الارض يجعل مياه الصرف الصحى تغزوه، والمطلوب من المريض أن يخوض هذه المياه حتى يصل إلى ماكينة الغسيل، ومن ينتظر من المرضى يضع يده فوق أنفه وفمه حتى لا يؤذى من روائح مياه الصرف. ويضيف : «معظم من يترددون على هذا المركز يقطعون عشرات الاميال للوصول إليه من المسنين والمسنات وأيضا ممن أنهكهم المرض، وحين اعترض البعض فوجئنا بعبارات: «اللى مش عاجبه ما يجيش.» يؤكد أحمد على أحد المرضى: «وحدة المياه التى يضخ بها وحدة مياه الصرف لوحدة الغسيل يضخ بها أكثر من 60 متر مكعب يوميا، وذلك يفوق طاقة البيارات التابعة للمستشفى، وأن رئيس الوحدة المحلية وأي ًضا المحافظ سبق وأن قاال: «ال حل سوى تشغيل الصرف الصحى والمشكلة القائمة منذ سنوات، وعربات شركة المياه تقوم بسحب المياه من بالعات الصرف وترمى به فى النيل.» وفى محافظة بنى سويف يتردد صباح كل يوم المرضى أمام باب من الحديد وعلى عتبات مسجد مجاور ما بين مسنات قمن بخلع أحذيتهن وافترشن التراب، يأتين من قرى ونجوع مركز الواسطى، ولم يكن المرض وحده هو الذى يلتهم أجسادهم، لكن الفقر أيضا، حيث إن توقف جهاز الغسيل الكلوى منذ شهر الا أن مازال المسنون والمسنات الذين اعتادوا الغسيل أسبوعيا التردد على هذا المبنى. وفى كل يوم يخرج إليهم القائمون على الجهاز بعبارات جديدة: «تعالوا بكرة هنصلح الجهاز» الا أن الجهاز تلف بالكامل، ودموع المسنات تنهمر يوميا إلى أين يذهبن الالم يشتد، الا أن أحد األهالى أشاروا على مدير المستشفى بجمع تبرعات خاصة من المرضى ذوى الحالات المتيسرة من أجل شراء الجهاز.
يقول عبدالعال سلمان، أحد المرضى: «أخضع لجلستين فى األسبوع، وسعر الجلسة 370 جنيها، بعد تلف جهاز الغسيل الكلوى بالمستشفى التى نتبعها جغرافيا، أين نذهب فالمستشفى العام الاتكفى لسد احتياجات 250 مريضا من كل مركز من السبعة مراكز بالمحافظة، كما أن قرية أبو صير بعيدة عن المستشفى بما يقارب 61 كيلو من الصحراء يوميا للوصول لهذا المركز لاجراء الجلسة، وأنا رجل مسن فلاح ليس لدى من المال ما يسد نفقات المواصلات، من التوك توك الذى يتقاضى 52 جنيها بعد غلاء أسعار البنزين، ونفقات الجلسة ومع كل هذا تلف جهاز الغسيل الكلوى.
تلتقط أطراف الحديث ابتسام لملوم: «أسكن بمنطقة العرب بقرية أبويط التى تبعد 41 كيلو عن المركز، مرمطة يومية للوصول بوالدتى لاجراء جلسة الغسيل الكلوى ورغم ارتفاع سعر الجلسة فإن المرضى ارتضوها، والدتى لا تكف عن البكاء يوميا، حتى أصبحت تتمنى الموت لتتخلص من البهدلة التى نشهدها. وتضيف فايزة عباس: «مرض زوجى بالفشل الكلوى منذ 5 أعوم ومنذ هذا الحين وأنا أقوم بمرافقته على المستشفيات لاجراء الجلسات، نتحمل ما نراه من سواء معاملة، لكن بعد توقف الجهاز واحتراقه أصبح الامر صعبا، توجهت بزوجى إلى المستشفى العام بالمحافظة ومن سوء الحظ لم أتوصل لاجراء جلسة واحدة لزوجى، إذ إن الاعداد المنتظرة كبيرة، استنفذت فى الخمس سنوات كل ما تبقى من أرثى التى وضعته لكفالة مرض زوجى، الا أنى لا أستطيع سد جلسات الغسيل الكلوى فى المراكز الخاصة. ويقول عبد الظاهر حسين: «نقوم بتجميع مبلغ من الاهالى المقتدرة وذلك من أجل شراء جهاز جديد، بعد أن علمنا أن لا نية من قبل المستشفى فى شرائه، الا أن سعر الجهاز قد يجعلنا ننتظر الكثير.» وفى الفيوم تغير الامر نسبيا خاصة بعد التوسعات التى جرت الفترات الماضية وافتتاح وحدات جديدة فى مركز سنورس، وقرية فيديمن، الامر الذى أدى إلى تخفيف الضغط على المستشفى العام فى الفيوم ذاتها والتى كانت تشهد زحاما كبيرا إثر زيادة أعداد المرضى.
الشكاوى التى لم تكن تلقى أى رد خلال الفترات الماضية باتت تحتل الاهمية الكبرى بين الاطباء ومراكز الكلى خاصة بعد حادث مستشفى درب نجم، وبحسب مصدر مطلع بالمستشفى العام بالفيوم أكد مدير الطب العلاجى، بمديرية الصحة بالفيوم، يقوم بإجراء مرور يومى على وحدات الغسيل الكلوى، بالمستشفيات الحكومية، لمتابعتها والتأكد من صيانتها، وعمل خزانات المياه، حفاظا على المرضى، وأنه يستمع بنفسه إلى شكاوى المرضى، الامر الذى خلق حالة من الاسراع فى إنهاء كل العمليات المتعلقة بغسيل الكلى، كما أنه يدون الشكاوى والملاحظات ويأمر بالعمل عليها فورا، خاصة وأن وكيل وزارة الصحة بالفيوم كلف مديرى المستشفيات برفع تقرير يومى لها عن حالة وحدات الغسيل الكلوى، والتأكد من الصيانة وخزانات المياه ويجرى المراجعة على هذه التقارير ميدانيا للتأكد من حسن سير العمل فى وحدات الغسيل الكلوى. وتؤكد المصادر أن مديرية الصحة تنظم حملات على مراكز الكلى الخاصة البالغ عددها 10 مراكز على مستوى المحافظة، للتأكد من تقديم الخدمة للمرضى بالشكل المناسب، ومتابعة أعمال الصيانة وخزانات المياه، وأن وحدات غسيل الكلى تشبه حالة الطوارئ القصوى. يقول «أحمد، س» أحد المرضى: إن المعاملة اختلفت كثيرا فى الايام الاخيرة، وأنهم لم يعرفوا سر هذا التغير، وأن ساعات الانتظار التى كانت تتم، وكذلك عدم الاهتمام بنظافة المكان بالدرجة الكبرى تغيرت خلال الايام الاخيرة، وأن الوضع الان يبدو جيدا الا أنه متخوف من أن تعود المعاملة كما كانت فى وقت سابق. يوضح «سيد، ع»، أحد المرضى بمركز سنورس أن المعاملة وعدم النظافة هى كانت أهم ما تؤرقهم فى الماضى، وأنهم اشتكوا منها كثيرا الا أنها لم تكن تنظر، وأن قوائم الانتظار كانت أحد العوامل أيضا، الا أن الظرف الراهن تغير كثيرا، وتمنى أن تستمر المعاملة بالشكل الرهن والا تعود ساعات الانتظار وعدم النظافة، وعدم حرص العاملين على إنهاء المراحل على أكمل وجه، ونخشى مصير مرضى ديرب نجم، خاصة وأن الامر انتشر بين المرضى وخلق حالة من الفزع بينهم. وشهدت المحافظة أزمة كبرى بسبب تطوير وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى التأمين الصحى مطلع العام الجارى 8102، دون الاهتمام بتوزيع 150 مريضا بالكلى على مستشفيات أخرى، الا أنها حلت بعد التواصل مع المحافظ السابق جمال .سامى المحافظة أن بالفيوم الصحة فى مصدر يوضح غسيل ويجرون الكلوى، بالفشل مريض2000 بها غسيل وحدات 4 خلال من أسبوعيا مرات 3 كلوى حكومية بمدينة الفيوم، وواحدة فى مركز إطسا،وأخرى فى سنورس، وواحدة فى فيديمن، وواحدة فى أبشواى، وواحدة فى طامية، وواحدة فى مركز يوسف الصديق. وأكد عدد من المرضى أن األعطال التى تحدث فى ماكينات الغسيل نتيجة عدم الصيانة الدورية تعد أحد أبرز الازمات التى تعرض حياتهم للخطر، خاصة فى ظل تهالك بعض ماكينات الغسيل الكلوى التى لم يتم تغييرها منذ فترة طويلة. با إلاضافة إلى تعطل الاسانسير ما يضطر أهالى المرضى للصعود بهم حاملينهم على ظهورهم، كما أن المستشفى حتى وقت قريب كان يعانى من نقص الفلاتر والمحاليل والابر المستخدمة فى ويتابع أحد أهالى المرضى أنه يضطر إلى حمل والدته أثناء تعطل الاسانسير، وأن السلم بالعادة يكون مزدحما ما يكلفه الكثير من العناء حتى يصل بها إلى وحدة الغسيل الكلوى. الغسيل. يكشف الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، عن أن واقعة مستشفى ديرب نجم فردية ولا يجب تعميمها على باقى المستشفيات، وسيتم التعامل مع المقصرين بكل حزم، مشيرا إلى أن ماكينات الغسيل الكلوى على مستوى الجمهورية آمنة، ولا تهاون فى حياة المرضى، مضيفا أنه يتم عمل 11 مليون جلسة غسيل كلوى شهريا بمستشفيات وزارة الصحة على مستوى الجمهورية.