انتفاخ في البطن، وانخفاض في الميزانية، ارتفاع في ضغط الدم، وانحصار للمال والعمل، زيادة الأدوية في المنزل ونقصان في الحركة والمشي، من 200 إلى 400 جنيها فقط للجلوس بين يدي جهاز ينخر في الجسد تحت مسمى "الغسيل الكلوي"، ولا جديد أسبوعيًا سوى نفس الألم، الذي بالتأكيد لن يقل مع زيادة سعر تكلفة الغسيل. معالم أساسية في حياة مريض الفشل الكلوي، وهو المرض الذي يعاني منه نسبة كبيرة من المواطنون المصريون بحكم موجة الامراض التي تفشت بشكل واسع خلال الفترة الاخيرة، القصة إلى هنا ربما تبدو اعتيادية، ولا تختلف عن قصة الملايين من المصريين اصحاب نفس المرض، وإنما يبدأ الجزء غير الاعتيادي باكتشاف إصابة مريض فشل كلوي في أسوان بمرض الإيدز خلال جلسة غسيل كلوي داخل أحد المراكز الطبية في محافظة أسوان. الرد الرسمي أكد الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، أن واقعة اكتشاف إصابة أحد مرضى الغسيل الكلوي بأسوان بفيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" تأتي في إطار متابعة المرضي وتأكيد إجراءات مكافحة العدوى والترصد للأمراض المعدية بالمستشفيات. وقال رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة في تصريحات للصحفيين، إنه يتم عمل تحاليل الفيروسات لجميع مرضى الغسيل الكلوي قبل إجراء الغسيل وبصورة دورية كل 3 أشهر بجميع وحدات الغسيل الكلوي بأنحاء الجمهورية، ويوجد ماكينات مخصصة وأقسام مخصصة للمرضى الإيجابيين لفيروس الالتهاب الكبدي "سي" و"بي" و"الإيدز". وأضاف عيد أن المريض المصاب بالإيدز بأسوان قام بعمل الغسيل الكلوي بمستشفى أسوان التخصصي على الماكينة المخصصة للطوارئ نظرا لتدهور حالته الصحية والحاجة العاجلة لإجراء الغسيل. وتابع: "يتم تعقيم جميع الماكينات بعد كل مريض وكل جلسة واتباع إجراءات مكافحة العدوى وهو ما يكفل عدم نقل العدوى لأي مريض آخر أو للفريق الطبي المعالج". واستكمل: "فور تأكد إيجابية المريض للإيدز قام فريق الطب الوقائي بالمديرية بالتنسيق مع فريق الوقائي بالوزارة لتحويل المريض لعمل الغسيل الكلوي على الماكينة المخصصة لمرضى الإيدز بمستشفى الحميات". إجراءات حكومية سلبية ربما لم تكن الحكومة على الجانب الصحي، سواء من خلال الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة السابق أو الحالي بقيادة الوزير الدكتورة هالة زايد أفضل حالًا في التعامل مع هذه الحالات عن سابقيهم، مع استمرار حالة التردي الكبير لمستوى خدمات الصحة بشكل عام، فالأول قرر رفع سعر جلسة الغسيل الكلوي إلى 400 جنيه بعدما كانت ب200 جنيه فقط، فيما لم تزيد زايد عن ذلك سوى قرار بفرض ترديد النشيد الوطني صباحًا على الموظفين في المستشفيات.