أزمة كبيرة تشهدها دولة رواندا الأفريقية بعد الحرب التجارية التى شنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على عدد من البلدان، بفرض رسوم جمركية على السلع التى تصدرها لبلاده، على رأسها الاقتصاديات الكبرى الصين والاتحاد الأوروبى والمكسيك والهند وغيرها، ومنها رواندا. «ترامب » يهدد بإلغاء اتفاقية وصول دول أفريقية إلى السوق الحرة الأمريكية تجارة الملابس المستعملة هى كلمة السر فى حرب «ترامب » على رواندا هذا البلد صاحبة معدل النمو الأكبر فى أفريقيا بعد سنين من المجازر، والتى تحاول أن تقول كلمتها فى العالم التجارى، حيث هدد «ترامب » بإلغاء اتفاقية ضمن قانون النمو والفرص فى أفريقيا)أجوا(، الذى يسمح لهذه الدول بالوصول إلى السوق الأمريكية والتصدير الحر لهذه البلاد رداً على وقف تلك الدول استيراد الملابس المستعملة، لتأثيرها السلبى على صناعة النسيج داخل بلادها. ويأتى التصعيد الأمريكى فى وقت تسعى فيه الحكومة الرواندية إلى دعم الصناعة المحلية بفرض رسوم عالية القيمة على الملابس المستعملة القادمة من أمريكا مما يزيد من إنتاج الملابس داخلها، خاصة أن حجم الملابس المستعملة التى يتم تصديرها تقدر بحوالى 4 مليارات دولار سنويًا يتم بيعها فى السوق الأفريقية الفقيرة. ورفعت الحكومة الرواندية القيمة الجمركية، على الملابس الأمريكية من 0.25 دولار إلى2.50 دولار على كل كيلوجرام، وهو الأمر الذى أزعج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإدارته، وقررت منع الاستيراد تمامًا من واشنطن، فى غضون العام المقبل. وأعلن مكتب الممثل التجارى الأمريكى أن الرئيس دونالد ترامب أوقف حق رواندا فى تصدير ملابسها المعفاة من الرسوم الجمركية إلى الولاياتالمتحدة بسبب قرار كيجالى بزيادة التعريفات الجمركية على الواردات من الملابس والأحذية المستعملة. وقد اعتبر الكثيرون فى واشنطن وأفريقيا هذه الخطوة، تنبئ بالكيفية التى خططت بها إدارة ترامب لتطبيق عقيدتها التجارية«أمريكا فيرست » فى القارة، على الرغم من احتفاظ رواندا بفوائدها الأخرى المعفاة من الرسوم بموجب قانون النمو والفرص فى أفريقيا ) AGOA (، وهو التشريع التجارى الأمريكى الرئيسى لأفريقيا. «نأسف لهذه النتيجة ونأمل أن تكون مؤقتة »، هذا ما قاله نائب المندوب الأمريكى سى جيه ماهونى فى بيان له، مضيفًا أن هذه الخطوة ستؤثر على نحو1.5 مليون دولار فى الصادرات الرواندية، أو نحو ثلاثة بالمائة من إجمالى صادراتها إلى الولاياتالمتحدة. وقالت كلير أكامانزى، الرئيس التنفيذى لمجلس التنمية فى رواندا، فى تصريحات صحفية، الثلاثاء الماضى، إن الشركات المنتجة للملابس الجاهزة للتصدير تقترب بالفعل من المشترين الأوروبيين، مضيفة «نتوقع أن تتأثر بعض الشركات الرواندية،ولدينا خطة لهم، لقد شاركناهم وسنساعد فى الانتقال إلى أسواق جديدة .» وفى شوارع كيجالى، يقول السكان إن زيادة الرسوم على واردات الملابس المستعملة أدت إلى ارتفاع الأسعار. وأكد الرئيس الرواندى بول كاجامى، أن باده تمضى قدمًا فى خطط خفض استيراد الملابس المستعملة على الرغم من التهديدات الأمريكية بأن هذه الخطوة، قد تؤدى إلى إعادة النظر فى أحقية الوصول الحر إلى السوق الأمريكية. ولا تزال أحقية رواندا وأوغندا وتنزانيا فى التجارة مع الولاياتالمتحدة قيد المراجعة، وذلك فى أعقاب تحرك المنطقة لتخفيض استيراد الملابس المستعملة. وقد تساهم هذه الخطط أيضًا فى خسارة رواندا وجيرانها حرية الوصول إلى السوق الأمريكية بموجب قانون النمو والفرص فى إفريقيا )أجوا(، ومع ذلك قال الرئيس كاجامى: إن الوضع يدفع رواندا إلى الاختيار بين استيراد الملابس المستعملة وتطوير صناعة الغزل والنسيج المحلى.