روسيا تفرض سياسة جديدة وتجبر أمريكا على التراجع سمير غطاس: الرفض الفلسطينى قلب الطاولة على ترامب كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن إجماع عربى بشأن رفض صفقة القرن التى لم يعلن عنها بشكل رسمى، وأن هناك تشاورًا تم بين السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية التى أجمعت على الرفض، وأن كل الجهود تعمل الآن على إنجاز عملية المصالحة الفلسطينية فى أقرب وقت، خاصة بعدما لجأت إسرائيل إلى خطط بديلة عن صفقة القرن وهى سياسة الأمر الواقع التى تسعى من خلالها إلى فرض السيطرة على مساحات من الأراضى الفلسطينية لتنفيذ ما كانت تتضمنه صفقة القرن من خلال إجبار الطرف الآخر على القبول بها، وأن الأمر لم يعد يقتصر على الموقف العربى فى مواجهة السياسة الأمريكية، وأن روسيا تمكنت من فرض سياسة جديدة فى الأراضى السورية انعكست على القضية الفلسطينية. علق الدكتور سمير غطاس عضو مجلس النواب المصرى، بأن الحديث عما يسمى بصفقة القرن منذ البداية لم يكن رسميًا خاصة أن الإعلان عنها تأجل لعشرات المرات، خاصة بعد زيارات صهر ترامب جاريد كوشنر للشرق الأوسط، إلا أن بعض الخطوات التى نفذتها الإدارة الأمريكية كشفت ملامح تلك الصفقة التى تسعى واشنطن إلى تطبيقها، حيث تمثل الإجراء الأول فى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيونى، وهو ما قوبل بالرفض من معظم دول العالم كما رفضته الدول العربية، خاصة أن هذا الإجراء كان يحاول أن يستبق الإجراءات، كما أنه يخالف القانون الدولى الذى يعتبر القدسالشرقية أرضًا محتلة، أما الملف الثانى هو محاولة إزاحة ملف اللاجئين عن المفاوضات، خاصة أن عددهم يفوق 7 ملايين حيث حاولت واشنطن إزاحتهم قبل أية إجراءات أو محادثات بشأن القضية، وتمثل التحرك الثالث نحو عزل قطاع غزة عن الدولة الفلسطينية، لتوجيه ضربة قوية للدولة، وكان الهدف من هذا الأمر الذى أطلق عليه تحسين مستوى المعيشة فى غزة أن يكون على حساب سيناء. وأكد أن الدور الأمريكى تراجع فى عملية صفقة القرن، وأنه لم يعد أمامها سوى طى صفحة صفقة القرن، أو البحث عن شروط أخرى للصفقة، خاصة بعد تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه مجرد تعبير إعلامى يستخدم، وهو ما تزامن تأكيد الملك سلمان بأنه طمأن الأشقاء العرب، بأنه لا حديث عن قضية فلسطين دون حدود 67 والقدس عاصمة فلسطين، فكان موقف القيادة الفلسطينية راسخًا وقويًا فى رفض الصفقة، وهو ما دفع معظم الدول على رفض الأمر حيث لم يعد أمامها أية فرصة فى الحديث عن خيارات الصفقة فى ظل التمسك الفلسطينى بحدود 67 . وأضاف أن السياسة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط تراجعت إلى حد كبير بعد عودة روسيا للمنطقة التى فرضت الكثير من شروطها على المشهد السياسى، لاسيما فى سوريا بعد أن تمكنت من دفع واشنطن لرفع يديها عن بعض الأقليات التى كانت تدعمهم فى الداخل السورى. بينما كشف الدكتور صلاح أبوختلة القيادى بحركة فتح عن تحركات جديدة للولايات المتحدة وإسرائيل بديلة عن صفقة القرن، بعد أن تأكد لها الرفض العربى، حيث لجأت إسرائيل إلى سياسة الأمر الواقع الذى تسعى من خلاله إلى تهويد الضفة الغربية وجعلها أراضى إسرائيلية، مؤكدًا أن السياسة الروسية فرضت واقعًا مغايرًا للسياسة على الأرض فى منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت الولاياتالمتحدة تسعى إلى فرض صفقة القرن فى عدة دول منها سوريا والعراق وفلسطين، إلا أن التواجد الروسى والتفاهمات الأخيرة وضعت حدًا للخطة الأمريكية-الإسرائيلية فى المنطقة وشجعت العرب على اتخاذ موقف معارض للسياسات الأمريكية. وكانت صحيفة «معاريف » الإسرائيلية، نشرت الأسبوع الماضى بما يفيد أن الرسالة التى بعثت بها السعودية حول رفضها ل «صفقة القرن »، التى لا تعالج ملفى القدس واللاجئين الفلسطينيين، أحبطت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقضت إكلينيكيًا على «الصفقة الأمريكية .