«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقة القرن الأمريكية في ضوء ورقة عمل لمؤتمر العدالة لفلسطين
نشر في شباب مصر يوم 29 - 07 - 2018


المقدمة :
لاشك بأنني أنطلقت في بحثي هذا تحت عنوان ‘‘الصفقة النهائية‘‘ حسب المفهوم الأميركي (لصفقة القرن) المتداولة عربياً في ضوء الرؤية الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية خصوصاً ومحور الصراع العربي الصهيوني بشكل عام.
لذا فإن الأجدى أن يطلق على تلك الصفقة ( بالصفقة الأمريكية), لأن الرئيس الأمريكي ‘‘دونالد ترامب‘‘هو الذي قام بتسويق رؤيته لحل الصراع الإقليمي وبالتالي تسوية القضية الفلسطينية طبقاً لإستراتيجية سياته الخارجية بشكل إنفرادي بعيداً عن المشاركة الدولية وتجاوزاً للقرارات العديدة التي أصدرتها المؤسسات الرسمية الدولية التي مهدت الطريق لمعالجةالحلول التي تتعلق بالقضية الفلشسطينية وبالتالي السلام و الإستقرار العالمي.
لاشك بأن ظهور مصطلخ صفقة القرن قد ظهر بالثالث من نيسان 2017 أثر زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتهنئة دونالد ترامب بفوزه في الإنتخابات الرئاسية, حيث أكد –الرئيس عبدالفتاح السيسي- دعم إستراتيجية -ترامب المستقبلية في المنطقة وفي جهوده لإيجاد صيغة سياسية لحل القضية الفلسطينية. ومنذ توقيت هذا التصريح أصبح مصطلح "صفقة القرن"يتداول عالمياً في إشارة إلى تسوية القضية الفلسطينية وبالتالي إعادة ترتيب الأوضاع بالمنطقة العربية وفي الشرق الأوسط عموما, مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الرئيس المصري – عبدالفتاح السيسي وضع الرئيس الأمريكي بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وهو مفتاح الإستقرار العالمي .
إن دونالد ترامب من حيث خلفيته الفكرية نجد بأنه مولعٌ بمفهوم الصفقات بمناسبة إدارة أعماله كونه رجل إقتصادي ورأس مال أمريكي إذ إستمر معه هذا المفهوم بعد ما نجح في الإنتخابات الرئاسية , وهذا مانشاهده عند تتبعنا لمواقفه السياسية وكيفية إدارة سياسته الخارجيه بشكل عام .
Trump: The Art of the Deal في 1987 نشر دونالد ترامب كتابه في الصفقة
بالتعاون مع الصحفي "توني شوارتز",في مجلة نيويورك تايمز مستعرضاً أفكاره وفلسفته في إدارة الأعمال والإقتصاد, حيث حقق الكتاب المركز الأول في قائمة نيورك تايمز من بين الأكثر كتب مبيعاً إذ أعتبر هذا الكتاب بمثابة نقطة إنطلاق في بناء استراتيجياته وخططه .
حتى بعدما تسلم مهامه الرئاسية ظل ملتزماً بأفكاره كرجل أعمال في تسيير شؤونه الشاملة
وهذا ما تم ملاحظته أيضاَ من خلال إستنساخ تجربته التجارية والإقتصادية ونقلها إلى عالم السياسة, فهذا الرجل ينظر إلى وضع فلسفته في الحكم بما يتسق مع مفهوم (الصفقة) بمعنى آخر يدرس مدى إمكانية الربح والخسارة بما يحقق مصالحه الحيوية بالدرجة الأولى .
لذا سأستعرض في بحثي هذا العديد من النقاط التي تتعلق بصفقة القرن الإمريكية
أولا: إمكانية الدراسة
ثانياَ : مفهوم وملامح صفقة القرن
ثالثاَ: مدى إمكانية تنفيذ هذه الصفقة
رابعاَ : تحديات صفقة القرن
خامساَ : الأستنتاج والمقترحات
: أولاً:إمكانية الدراسة
1.لابد من المؤتمرات التي تتعرض لمسألة صفقة القرن الامريكية أن تحدد مصطلح صفقة القرن كمقاربة سياسية تحت عنوان صفقة القرن الأمريكية
2. تناول أهمية تدويل القضية اتلفلسطينية من حيث دور القانون الدولي والمعاهدات والإتفاقيات في حماية وضمان الحقوق الفلسطينية عن طريق حوار معمق بوجود مجموعة من الخبراء والأكاديميين في المجال القانوني والدبلوماسي والعلوم المختلفة ذات الإختصاص
3.أهمية وسائل التواصل الإجتماعي والدبلوماسية العامة والشعبية في زيادة الوعي تجاه القضية الفلسطينية
4. ماهية البدائل المطروحة لخلق الإستراتيجيات التي تصب في المصلحة الفلسطينية.
5.الدور المهم في تناول مدينة القدس للنقاش المعمق لضمان الحماية الدولية لها ضمن المواثيق الدولية التي إعترفت بالقدس عاصمة لدولة فلسطين ومحاربة قرار ترامب الذي أصدره في عام 2017 حيث جعل مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل
6.دراسة الوضع المحلي والإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية وعلى رأسها الجهود المختلفة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وبالتالي تحقيق المصالحة الفلسطينية بالإضافة لدراسة سياسة التطبيع التي تنتهجها بعض الدول العربية مع دولة الإحتلال وأثرها في مستقبل القضية الفلسطينية ودور الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وموقفها من القضية الفلسطينية من حيث تنفيذ القرارات الدولية التي صدرت بشكل إيجابي بما يتناسب مع عدالة القضية الفلسطينية.
ثانيا:مفهوم وملامح صفقة القرن
لاشك بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن يثبت للشعب الأمريكي والعالم بأن الإدارات الأمريكية السابقة قد أخطأت في معالجة المسائل الأمريكية الداخلية وكذلك السياسات الخارجية لذا يعتقد هو بأن خلق إستراتيجية إمريكية تحت إدارته ستحدث نتائج إيجابية لم يسبقها رئيس أمريكي من قبله من حيث عدم نجاعة الإدارات السابقة في إحداث تسوية سياسية في الصراع العربي الصهيوني وخصوصاً القضية الفلسطينية . فهو يعالج مسألة قضية الشرق الأوسط طبقاً لرؤيته الخاصة مهما كانت النتائج والتي تلبي طموحاته الشخصية على وجه الخصوص .
فقد أصدر رؤيته لمعالجة القضية الفلسطينية عن طريق صفقة تسمى بصفقة القرن التي يرى فيها إنجازاً عظيماً بحيث يحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك عن طريق إعادة مسار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين تحت المظلة الإقليمية و تتزامن مع هذه المفاوضات محادثات مع الدول العربية من أجل التطبيع الشامل.
2.بقاء جيش الأحتلال منتشراً على طول وادي الأردن وسيتم تأجيل المفاوضات حول مستقبل القدس إلى وقت لاحق.
3. ستسلم إسرائيل مناطق إضافية إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية من المنطقة المصنفة.
4. ستحصل السلطة الفلسطينية على مساعدات مالية ضخمة من الإدارة الأمريكية .
تجدر الإشارة إلى أن هذه النقاط تشكل الخطة الأمريكية الجديدة التي قدمها-جاريد كوشنر- مبعوث ترامب إلى الملك سلمان ليعرضها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس .
لذا فإن الطرح الأمريكي في إطار" صفقة القرن" لا يراعي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية في دولة فلسطينية على حدود 67, ويرتكزأيضاَ على فكرة دولة بلا حدود مع وجود مساهمة إقليمية غير واضحة .وكذلك مطاطية مفهوم هذا الحل بمعنى أن كل شيء قابل للتفاوض والحل بلإضافة إلى أن الطرح الأمريكي لا يضع جداول زمنية محددة ولكن يتركها للطرفين.
بالإضافة إلى أن الدور الأمريكي هو فقط مساعد وليس ضاغط على الطرف الإسرائيلي و بالإضافة إلى أن بناء المستوطنات سيكون داخل المجمعات الإستيطانية على قاعدة بناء الثقة بين الأطراف. ومن وجهة أخرى تلتزم السلطة الفلسطينية بمكافحة التحريض والإبتعاد عن إيران والإمتناع عن صرف 315 مليون دولار سنويا إلى 36 ألف عائلة أسير فلسطيني, وإستئناف التعاون الأمني, وعدم التوجه إلى المؤسسات الدولية طلباً للإعتراف بدولة فلسطين وتلتزم الدول العربية – السعودية ومصر والأمارات العربية المتحدة والأردن- بفتح الأجواء الجوية بوجهة الرحلات الجوية الإسرائيلية وربط شبكات الإتصالات مع الكيان الإسرائيلي , وأخيرا تحسين الظروف الإقتصادية للفلسطينيين والإعتماد على فكرة السلام الإقتصادي بدلاً عن السلام السياسي.
مما تجدر الإشارة إليه بأن الصفقة هي تعبير عن إتفاقية أوسلو 3 الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أمريكياً وذلك عن طريق:
1.إخراج قضية السيادة الفلسطينية عن مدينة القدس من دائرة التفاوض وقد مهد قرار ترامب المتعلق بالقدس لذلك الأمر
2. تصفية قضية اللاجئين على أساس السماح لهم العودة إلى داخل حدود الدولة الفلسطينية وهذا يتناقض مع نصوص القرار رقم 194 اللذي أتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949
3. سيطرة إسرائيلية على حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة في وادي الأردن وهذا يضعنا أمام تساؤل بأن الدولة الفلسطينية المرتقبة ستكون بحدود مؤقتة
4. تحويل قضية الشعب الفلسطيني إلى قضية إنسانية يتم معالجتها إقتصاديا وهو الأخطر في هذه الصفقة المريبة
ثالثا:مدى إمكانية تنفيذ هذه الصفقة:
1. الإعتماد على قوة الرئيس – ترامب – في فرض آرائه وتنفيذ سياسته بالقوة إن إقتضى الأمر وهذا ماشاهدناه في تعامله ضد كورية الشمالية وفرض رسوم جمركية على الصين والإتحاد الأوروبي والإنسحاب الأحادي من الإتفاق ذو الصيغة الدولية - مع إيران - وأيضاً في قراره الذي تعلق بالتصديق على قرار - القدس عاصمة لإسرائيل -وإتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك معلناً بأن القدس لن تكون على طاولة أي مفاوضات مقبلة على هامش لقاءاته أيضاَ مع مجموعات من اللوبي اليهودي في أمريكيا
2. إعتماده على تسويق إسرائيل لدى الرأي العام العربي بإعتبارها طرفاً رئيسياً في تحقيق السلام وليست عدواً
3. مدى صمود الجبهة الداخلية اتلفلسطينية لبنود صفقة القرن من خلال القرارات الإمريكية التي تنص على وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية وقطع مخصصات الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حين أن هذه الصفقة من جانب آ خر لا تمثل الحدود المقبولة لحقوق الشعب الفلسطيني
4. إعتماد –ترامب-في الحل الإقليمي لصفقة القرن على الدول العربية في تسيير تطبيقها والضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بها وأيضاً قام ترامب بإحداث تقارب سياسي مع الدول العربية من خلال زيارته التاريخية إلى الرياض (20 إلى 22 مايو أيار 2017) والقمم التي عقدها تراوحت مابين القمة الأمريكية السعودية بعقد تفاهمات وصفقات إستراتيجية مايقارب قيمتها 400 مليار دولار ثم القمة الأمريكية الخليجية تلتها القمة الأمريكية العربية والإسلامية حيث شاركت فيها أكثر من 50 دولة عربية و إسلامية حيث تمحورت حول التوصل إلى سلام يسهم في تحقيق الإستقرار للمنطقة وهو تقارب سياسي أمريكي مع الدول العربية والإسلامية غرضه التهيئة للتطبيع العربي مع إسرائيل وإنجاز رؤيته لحل الصراع بما يمكنه من تمرير صفقة القرن.
رابعاً: تحديات صفقة القرن:
لا شك بأن صقفقة القرن الأمريكية في مفهومها ومكوناتها واجهت مجموعة من التحديات
1. تحدي الرئيس الأمريكي ترامب : هو يعتقد بأن التجارب الماضية لواشنطن في الملف الفلسطيني كلها باءت بالفشل وأن رؤيته تندرج في إطار إعادة ترتيب إقليمي شامل وليست صفقة فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأن الإقتراح مفتوح للمفاوضات دون ضمان تحمي الجانب الفلسطيني من الغطاء الأمريكي المتواصل للعدوان الإسرائيلي
2. وكذلك أظهر ترامب بأنه المنقذ للشعب الأمريكي حيث قام بتصوير المصاعب والمشكلات التي يعانون منها جائت نتيجة السياسات والمعاهدات الماضية وكذلك تحمّل واشنطن عبء الدفاع عن الدول الأوروبية في إطار حلف الناتو فضلاً عن الشروع في عقد الكثير من الإتفاقيات و المعاهدات الدولية مثل إتفاقية باريس لتغيير المناخ بهدف حماية البيئة وكذلك العلاقات الإقتصادية والتجارية للإدارات الأمريكية السابقة الفاشلة لذا فأن ترامب يقدم تعهد للشعب الأمريكي بإصلاح هذا الإعوجاج في السياسة الأمريكية حيث يصب في النهاية في مصالح الشعب المريكي
3. صفقة القرن جاءت نتيجة كسب دعم الطائفة المسيحية الانجيليكية التي دعمت ترامب في الإنتخابات الرئاسية وهذا يفسر لنا إصدار قراره بأن القدس عاصمة لإسرائيل لأن هذا القرار جاء إنسجاماَ مع ما تتبناه الطائفة الأنجيليكية حيث تعتبر أن القدس هي لليهود
4. التحدي الإسرائيلي : جاءت صفقة القرن الأمريكية تعبيراً عن رغبة حكومة اليمين الإسرائيلي بعدم تقديم أي تنازلات في سبيل الوصول لحل ينهي الصراع العربي الإسرائيلي ومن جهة أخرى أن التنازل الإسرائيلي يعتبر تحدي للحكومة الإسرائيلية حيث أن نتنياهو يواجه تحقيقات بالفساد وضغوط من اليمين ضمن تحالفه الضيّق في الحكومة
5. حكومة متطرّفة لا تؤمن بعملية السلام ولا تعترف بالحقوق الفلسطينية .
6. التحدي الفلسطيني : في الحقيقة فإن التحدي الفلسطيني لا يقل أهمية عن التحديات الأخرى أمام تمرير الخطة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية لإعتبارات كثيرة منها التمسك الفلسطيني بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية في دولة على حدود 67 , كذلك فإن الموقف الفلسطيني الرسمي الواضح والمعلن قام بقطع الطريق على المساعي الأمريكية في كل المناسبات والمحافل الدولية من خلال التمسك بالثوابت الوطنية والحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني وعدم التراجع تحت تأثير إكراه ترامب أو أية ضغوط إقليمية ودولية بحيث تكون النتيجة السليمة في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس والإلتزام بأسس عملية السلام والمرجعيات الدولية ورفض الحلول الجزئية
خامساً: الخلاصة والمقترحات :
إن الصفقة الأمريكية تجاوزت حصرية تسوية القضية الفلسطينية لتتسع إلى مفهوم التطبيع العربي مع كيان الإحتلال الإسرائيلي بدايةَ بالتزامن مع خلق أمر واقعي أمريكي يساند فيه المطالب والرؤية الإسرائيلية في تأسيس كيان فلسطيني بمعزل عن القدس واللاجئين الفلسطينيين والمياه والحدود وبالتالى يضرب ركائز مفهوم السيادة للدولة الفلسطينية المفترضة , و الصفقة تلك هي تفريغ لمضمون مبادرة السلام العربية 2002 , والتي وافق عليها العرب في قمة بيروت والتي تتمحور حول قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة يسبق تطبيعاَ عربياَ هذا من جهة ومساندة الرؤية الأمريكية في إقامة خارطة شرق أوسط جديد تحت القيادة الأمريكية ويكون كيان الإحتلال فيها عضواَ طبيعياَ مع دول المنطقة مع الحفاظ على أمنها القومي طبقاَ للضمانات في بنود الصفقة.
لاشك بأن مؤتمر العدالة لفلسطين هو نموذج كفاحي عربي عالمي يساهم في إعادة الذاكرة العربية لقضيتهم المركزية , وهذا الصرح يأتي في ظرفه ومكانه الطبيعي بحيث يمارس دوراَ طبيعياَ في ردف القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني إلى واجهة الصدارة الدولية وبالتالى خرق القرارات الأمريكية الظالمة التي تنتهك مواثيق المجتمع الدولي بسبب مناصرتها للإحتلال الصهيوني والمعايير الدولية التي يجب ان تلتزم بها والتي تحافظ على السلام العالمي والسلم والأمن الدوليين .
أما من جهة أخرى فإن مقترحات الباحث ستكون على الوجه القادم بيانه:
أولا:المساندة عبر التمويل والدعم المختلف فيما يتعلق برفع دعوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية المختصة لمخاصمة قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية – دونالد ترامب 2017- بإعتبار القدس عاصمة لكيان الإحتلال الإسرائيلي , ولدينا الأسانيد القانونية والسوابق لإبطال هذا القرار طبقاَ للدستور الأمريكي
ثانياَ: تطوير مؤتمر العدالة لفلسطين من خلال المتابعة لتنفيذ قراراته وتوسيع حجم علاقاته بالخبراء والمتخصصين على مستوى العالم لدعم قضية حقوق الشعب الفلسطيني بشكل مستمر وتأسيس لجان تواصل في هذا الشأن
ثالثاَ: إظهار أهمية الدبلوماسية الشعبية العربية في إسناد القضية الفلسطينية من خلال التحديات التي تجابهها بمستوياتها المختلفة
مقدم المشروع : جهاد علي البرق
باحث دكتوراة في القانون الدولي
المنسق العام للمنظمة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني
عضو الإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيينلبنان
مستشار قانوني في المنظمة العالمية لحقوق الإنسان
ت: 0096181761573
[email protected]
الي الأخوة المناضلين
في المنتدى العربي الدولي – من أجل العدالة لفلسطين
صفقة القرن الأمريكية
تقديم الباحث الأكاديمي
جهاد البرق
مؤتمر العدالة من أجل فلسطين
لبنان- بيروت- 2018
المصادر
أولا: علاء الحديدي . الشروق أخبار
www.shorouknews.com
ثانياَ. النشرة الدولية
www.elnashra.com
ثالثاَ: د. دلال عريقات. صحيفة القدس
www.alquds.com
رابعاَ: منصور أبوكرم . صفقة القرن الأمريكية, البيادر السياسي
خامسا: د. حسن نافعة. مابعد صفقة القرن , 13 مارس 2018, البيادر السياسي
سادساَ: حسين أمير اللهيان . النشرة الدولية
سابعاَ: عادل سليمان. العرب ومواجهة صفقة القرن , 15 فبراير 2018-07-29
www.alaraby.co.uk


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.