194 طعنًا على نتائج الجولة الأولى لانتخابات النواب أمام «الإدارية العليا»    محافظ أسيوط: دراسة إنشاء أول دار أوبرا في صعيد مصر    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    العراق يصطدم بالفائز من بوليفيا وسورينام في ملحق التأهل لكأس العالم 2026    وزير الرياضة يكشف ملامح منظومة إعداد البطل الأولمبي ومراحل اكتشاف المواهب    وزير الشباب والرياضة يستعرض مستهدفات المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي    إصابة 18 شخصًا في تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية    محمد أنور يبدأ تصوير مسلسل "بيت بابي"    تطورات جديدة في الحالة الصحية للموسيقار عمر خيرت    رصاصة طائشة تنهي حياة شاب في حفل زفاف بنصر النوبة    رئيس الوزراء: محطة الضبعة النووية توفر لمصر بين 2 ل3 مليار دولار سنويا    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    غدًا.. انطلاق عروض الليلة الكبيرة بالمنيا    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنوفية تنظّم ندوة توعوية حول «خطورة الرشوة» بالمدارس    رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال تطهير شنايش الأمطار ببورسعيد    الرئيس الكوري الجنوبي يزور مصر لأول مرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي    صحة الإسكندرية: 14 وحدة و5 مستشفيات حاصلة على الاعتماد من هيئة الرقابة الصحية    هل يخفض البنك المركزي الفائدة لتهدئة تكاليف التمويل؟.. خبير يكشف    المنيا: توفير 1353 فرصة عمل بالقطاع الخاص واعتماد 499 عقد عمل بالخارج خلال أكتوبر الماضي    يديعوت أحرونوت: محمد بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات    حقيقة فسخ عقد حسام حسن تلقائيا حال عدم الوصول لنصف نهائي أمم إفريقيا    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    الداخلية تضبط أموالاً بقيمة 460 مليون جنيه من نشاط إجرامى    بعد فرض رسوم 5 آلاف جنيه على فحص منازعات التأمين.. هل تصبح عبئا على صغار العملاء؟    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    بيتكوين تستقر قرب 92 ألف دولار وسط ضبابية البنك الفيدرالى    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    يضيف 3 آلاف برميل يوميًا ويقلل الاستيراد.. كشف بترولي جديد بخليج السويس    تقارير: تعديل مفاجئ في حكم مباراة الأهلي والجيش الملكي    انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية المستدامة البحرينية    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أمطار على هذه المناطق    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقة القرن الأمريكية في ضوء ورقة عمل لمؤتمر العدالة لفلسطين
نشر في شباب مصر يوم 29 - 07 - 2018


المقدمة :
لاشك بأنني أنطلقت في بحثي هذا تحت عنوان ‘‘الصفقة النهائية‘‘ حسب المفهوم الأميركي (لصفقة القرن) المتداولة عربياً في ضوء الرؤية الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية خصوصاً ومحور الصراع العربي الصهيوني بشكل عام.
لذا فإن الأجدى أن يطلق على تلك الصفقة ( بالصفقة الأمريكية), لأن الرئيس الأمريكي ‘‘دونالد ترامب‘‘هو الذي قام بتسويق رؤيته لحل الصراع الإقليمي وبالتالي تسوية القضية الفلسطينية طبقاً لإستراتيجية سياته الخارجية بشكل إنفرادي بعيداً عن المشاركة الدولية وتجاوزاً للقرارات العديدة التي أصدرتها المؤسسات الرسمية الدولية التي مهدت الطريق لمعالجةالحلول التي تتعلق بالقضية الفلشسطينية وبالتالي السلام و الإستقرار العالمي.
لاشك بأن ظهور مصطلخ صفقة القرن قد ظهر بالثالث من نيسان 2017 أثر زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتهنئة دونالد ترامب بفوزه في الإنتخابات الرئاسية, حيث أكد –الرئيس عبدالفتاح السيسي- دعم إستراتيجية -ترامب المستقبلية في المنطقة وفي جهوده لإيجاد صيغة سياسية لحل القضية الفلسطينية. ومنذ توقيت هذا التصريح أصبح مصطلح "صفقة القرن"يتداول عالمياً في إشارة إلى تسوية القضية الفلسطينية وبالتالي إعادة ترتيب الأوضاع بالمنطقة العربية وفي الشرق الأوسط عموما, مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الرئيس المصري – عبدالفتاح السيسي وضع الرئيس الأمريكي بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وهو مفتاح الإستقرار العالمي .
إن دونالد ترامب من حيث خلفيته الفكرية نجد بأنه مولعٌ بمفهوم الصفقات بمناسبة إدارة أعماله كونه رجل إقتصادي ورأس مال أمريكي إذ إستمر معه هذا المفهوم بعد ما نجح في الإنتخابات الرئاسية , وهذا مانشاهده عند تتبعنا لمواقفه السياسية وكيفية إدارة سياسته الخارجيه بشكل عام .
Trump: The Art of the Deal في 1987 نشر دونالد ترامب كتابه في الصفقة
بالتعاون مع الصحفي "توني شوارتز",في مجلة نيويورك تايمز مستعرضاً أفكاره وفلسفته في إدارة الأعمال والإقتصاد, حيث حقق الكتاب المركز الأول في قائمة نيورك تايمز من بين الأكثر كتب مبيعاً إذ أعتبر هذا الكتاب بمثابة نقطة إنطلاق في بناء استراتيجياته وخططه .
حتى بعدما تسلم مهامه الرئاسية ظل ملتزماً بأفكاره كرجل أعمال في تسيير شؤونه الشاملة
وهذا ما تم ملاحظته أيضاَ من خلال إستنساخ تجربته التجارية والإقتصادية ونقلها إلى عالم السياسة, فهذا الرجل ينظر إلى وضع فلسفته في الحكم بما يتسق مع مفهوم (الصفقة) بمعنى آخر يدرس مدى إمكانية الربح والخسارة بما يحقق مصالحه الحيوية بالدرجة الأولى .
لذا سأستعرض في بحثي هذا العديد من النقاط التي تتعلق بصفقة القرن الإمريكية
أولا: إمكانية الدراسة
ثانياَ : مفهوم وملامح صفقة القرن
ثالثاَ: مدى إمكانية تنفيذ هذه الصفقة
رابعاَ : تحديات صفقة القرن
خامساَ : الأستنتاج والمقترحات
: أولاً:إمكانية الدراسة
1.لابد من المؤتمرات التي تتعرض لمسألة صفقة القرن الامريكية أن تحدد مصطلح صفقة القرن كمقاربة سياسية تحت عنوان صفقة القرن الأمريكية
2. تناول أهمية تدويل القضية اتلفلسطينية من حيث دور القانون الدولي والمعاهدات والإتفاقيات في حماية وضمان الحقوق الفلسطينية عن طريق حوار معمق بوجود مجموعة من الخبراء والأكاديميين في المجال القانوني والدبلوماسي والعلوم المختلفة ذات الإختصاص
3.أهمية وسائل التواصل الإجتماعي والدبلوماسية العامة والشعبية في زيادة الوعي تجاه القضية الفلسطينية
4. ماهية البدائل المطروحة لخلق الإستراتيجيات التي تصب في المصلحة الفلسطينية.
5.الدور المهم في تناول مدينة القدس للنقاش المعمق لضمان الحماية الدولية لها ضمن المواثيق الدولية التي إعترفت بالقدس عاصمة لدولة فلسطين ومحاربة قرار ترامب الذي أصدره في عام 2017 حيث جعل مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل
6.دراسة الوضع المحلي والإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية وعلى رأسها الجهود المختلفة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وبالتالي تحقيق المصالحة الفلسطينية بالإضافة لدراسة سياسة التطبيع التي تنتهجها بعض الدول العربية مع دولة الإحتلال وأثرها في مستقبل القضية الفلسطينية ودور الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وموقفها من القضية الفلسطينية من حيث تنفيذ القرارات الدولية التي صدرت بشكل إيجابي بما يتناسب مع عدالة القضية الفلسطينية.
ثانيا:مفهوم وملامح صفقة القرن
لاشك بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن يثبت للشعب الأمريكي والعالم بأن الإدارات الأمريكية السابقة قد أخطأت في معالجة المسائل الأمريكية الداخلية وكذلك السياسات الخارجية لذا يعتقد هو بأن خلق إستراتيجية إمريكية تحت إدارته ستحدث نتائج إيجابية لم يسبقها رئيس أمريكي من قبله من حيث عدم نجاعة الإدارات السابقة في إحداث تسوية سياسية في الصراع العربي الصهيوني وخصوصاً القضية الفلسطينية . فهو يعالج مسألة قضية الشرق الأوسط طبقاً لرؤيته الخاصة مهما كانت النتائج والتي تلبي طموحاته الشخصية على وجه الخصوص .
فقد أصدر رؤيته لمعالجة القضية الفلسطينية عن طريق صفقة تسمى بصفقة القرن التي يرى فيها إنجازاً عظيماً بحيث يحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك عن طريق إعادة مسار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين تحت المظلة الإقليمية و تتزامن مع هذه المفاوضات محادثات مع الدول العربية من أجل التطبيع الشامل.
2.بقاء جيش الأحتلال منتشراً على طول وادي الأردن وسيتم تأجيل المفاوضات حول مستقبل القدس إلى وقت لاحق.
3. ستسلم إسرائيل مناطق إضافية إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية من المنطقة المصنفة.
4. ستحصل السلطة الفلسطينية على مساعدات مالية ضخمة من الإدارة الأمريكية .
تجدر الإشارة إلى أن هذه النقاط تشكل الخطة الأمريكية الجديدة التي قدمها-جاريد كوشنر- مبعوث ترامب إلى الملك سلمان ليعرضها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس .
لذا فإن الطرح الأمريكي في إطار" صفقة القرن" لا يراعي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية في دولة فلسطينية على حدود 67, ويرتكزأيضاَ على فكرة دولة بلا حدود مع وجود مساهمة إقليمية غير واضحة .وكذلك مطاطية مفهوم هذا الحل بمعنى أن كل شيء قابل للتفاوض والحل بلإضافة إلى أن الطرح الأمريكي لا يضع جداول زمنية محددة ولكن يتركها للطرفين.
بالإضافة إلى أن الدور الأمريكي هو فقط مساعد وليس ضاغط على الطرف الإسرائيلي و بالإضافة إلى أن بناء المستوطنات سيكون داخل المجمعات الإستيطانية على قاعدة بناء الثقة بين الأطراف. ومن وجهة أخرى تلتزم السلطة الفلسطينية بمكافحة التحريض والإبتعاد عن إيران والإمتناع عن صرف 315 مليون دولار سنويا إلى 36 ألف عائلة أسير فلسطيني, وإستئناف التعاون الأمني, وعدم التوجه إلى المؤسسات الدولية طلباً للإعتراف بدولة فلسطين وتلتزم الدول العربية – السعودية ومصر والأمارات العربية المتحدة والأردن- بفتح الأجواء الجوية بوجهة الرحلات الجوية الإسرائيلية وربط شبكات الإتصالات مع الكيان الإسرائيلي , وأخيرا تحسين الظروف الإقتصادية للفلسطينيين والإعتماد على فكرة السلام الإقتصادي بدلاً عن السلام السياسي.
مما تجدر الإشارة إليه بأن الصفقة هي تعبير عن إتفاقية أوسلو 3 الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أمريكياً وذلك عن طريق:
1.إخراج قضية السيادة الفلسطينية عن مدينة القدس من دائرة التفاوض وقد مهد قرار ترامب المتعلق بالقدس لذلك الأمر
2. تصفية قضية اللاجئين على أساس السماح لهم العودة إلى داخل حدود الدولة الفلسطينية وهذا يتناقض مع نصوص القرار رقم 194 اللذي أتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949
3. سيطرة إسرائيلية على حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة في وادي الأردن وهذا يضعنا أمام تساؤل بأن الدولة الفلسطينية المرتقبة ستكون بحدود مؤقتة
4. تحويل قضية الشعب الفلسطيني إلى قضية إنسانية يتم معالجتها إقتصاديا وهو الأخطر في هذه الصفقة المريبة
ثالثا:مدى إمكانية تنفيذ هذه الصفقة:
1. الإعتماد على قوة الرئيس – ترامب – في فرض آرائه وتنفيذ سياسته بالقوة إن إقتضى الأمر وهذا ماشاهدناه في تعامله ضد كورية الشمالية وفرض رسوم جمركية على الصين والإتحاد الأوروبي والإنسحاب الأحادي من الإتفاق ذو الصيغة الدولية - مع إيران - وأيضاً في قراره الذي تعلق بالتصديق على قرار - القدس عاصمة لإسرائيل -وإتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك معلناً بأن القدس لن تكون على طاولة أي مفاوضات مقبلة على هامش لقاءاته أيضاَ مع مجموعات من اللوبي اليهودي في أمريكيا
2. إعتماده على تسويق إسرائيل لدى الرأي العام العربي بإعتبارها طرفاً رئيسياً في تحقيق السلام وليست عدواً
3. مدى صمود الجبهة الداخلية اتلفلسطينية لبنود صفقة القرن من خلال القرارات الإمريكية التي تنص على وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية وقطع مخصصات الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حين أن هذه الصفقة من جانب آ خر لا تمثل الحدود المقبولة لحقوق الشعب الفلسطيني
4. إعتماد –ترامب-في الحل الإقليمي لصفقة القرن على الدول العربية في تسيير تطبيقها والضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بها وأيضاً قام ترامب بإحداث تقارب سياسي مع الدول العربية من خلال زيارته التاريخية إلى الرياض (20 إلى 22 مايو أيار 2017) والقمم التي عقدها تراوحت مابين القمة الأمريكية السعودية بعقد تفاهمات وصفقات إستراتيجية مايقارب قيمتها 400 مليار دولار ثم القمة الأمريكية الخليجية تلتها القمة الأمريكية العربية والإسلامية حيث شاركت فيها أكثر من 50 دولة عربية و إسلامية حيث تمحورت حول التوصل إلى سلام يسهم في تحقيق الإستقرار للمنطقة وهو تقارب سياسي أمريكي مع الدول العربية والإسلامية غرضه التهيئة للتطبيع العربي مع إسرائيل وإنجاز رؤيته لحل الصراع بما يمكنه من تمرير صفقة القرن.
رابعاً: تحديات صفقة القرن:
لا شك بأن صقفقة القرن الأمريكية في مفهومها ومكوناتها واجهت مجموعة من التحديات
1. تحدي الرئيس الأمريكي ترامب : هو يعتقد بأن التجارب الماضية لواشنطن في الملف الفلسطيني كلها باءت بالفشل وأن رؤيته تندرج في إطار إعادة ترتيب إقليمي شامل وليست صفقة فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأن الإقتراح مفتوح للمفاوضات دون ضمان تحمي الجانب الفلسطيني من الغطاء الأمريكي المتواصل للعدوان الإسرائيلي
2. وكذلك أظهر ترامب بأنه المنقذ للشعب الأمريكي حيث قام بتصوير المصاعب والمشكلات التي يعانون منها جائت نتيجة السياسات والمعاهدات الماضية وكذلك تحمّل واشنطن عبء الدفاع عن الدول الأوروبية في إطار حلف الناتو فضلاً عن الشروع في عقد الكثير من الإتفاقيات و المعاهدات الدولية مثل إتفاقية باريس لتغيير المناخ بهدف حماية البيئة وكذلك العلاقات الإقتصادية والتجارية للإدارات الأمريكية السابقة الفاشلة لذا فأن ترامب يقدم تعهد للشعب الأمريكي بإصلاح هذا الإعوجاج في السياسة الأمريكية حيث يصب في النهاية في مصالح الشعب المريكي
3. صفقة القرن جاءت نتيجة كسب دعم الطائفة المسيحية الانجيليكية التي دعمت ترامب في الإنتخابات الرئاسية وهذا يفسر لنا إصدار قراره بأن القدس عاصمة لإسرائيل لأن هذا القرار جاء إنسجاماَ مع ما تتبناه الطائفة الأنجيليكية حيث تعتبر أن القدس هي لليهود
4. التحدي الإسرائيلي : جاءت صفقة القرن الأمريكية تعبيراً عن رغبة حكومة اليمين الإسرائيلي بعدم تقديم أي تنازلات في سبيل الوصول لحل ينهي الصراع العربي الإسرائيلي ومن جهة أخرى أن التنازل الإسرائيلي يعتبر تحدي للحكومة الإسرائيلية حيث أن نتنياهو يواجه تحقيقات بالفساد وضغوط من اليمين ضمن تحالفه الضيّق في الحكومة
5. حكومة متطرّفة لا تؤمن بعملية السلام ولا تعترف بالحقوق الفلسطينية .
6. التحدي الفلسطيني : في الحقيقة فإن التحدي الفلسطيني لا يقل أهمية عن التحديات الأخرى أمام تمرير الخطة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية لإعتبارات كثيرة منها التمسك الفلسطيني بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية في دولة على حدود 67 , كذلك فإن الموقف الفلسطيني الرسمي الواضح والمعلن قام بقطع الطريق على المساعي الأمريكية في كل المناسبات والمحافل الدولية من خلال التمسك بالثوابت الوطنية والحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني وعدم التراجع تحت تأثير إكراه ترامب أو أية ضغوط إقليمية ودولية بحيث تكون النتيجة السليمة في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس والإلتزام بأسس عملية السلام والمرجعيات الدولية ورفض الحلول الجزئية
خامساً: الخلاصة والمقترحات :
إن الصفقة الأمريكية تجاوزت حصرية تسوية القضية الفلسطينية لتتسع إلى مفهوم التطبيع العربي مع كيان الإحتلال الإسرائيلي بدايةَ بالتزامن مع خلق أمر واقعي أمريكي يساند فيه المطالب والرؤية الإسرائيلية في تأسيس كيان فلسطيني بمعزل عن القدس واللاجئين الفلسطينيين والمياه والحدود وبالتالى يضرب ركائز مفهوم السيادة للدولة الفلسطينية المفترضة , و الصفقة تلك هي تفريغ لمضمون مبادرة السلام العربية 2002 , والتي وافق عليها العرب في قمة بيروت والتي تتمحور حول قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة يسبق تطبيعاَ عربياَ هذا من جهة ومساندة الرؤية الأمريكية في إقامة خارطة شرق أوسط جديد تحت القيادة الأمريكية ويكون كيان الإحتلال فيها عضواَ طبيعياَ مع دول المنطقة مع الحفاظ على أمنها القومي طبقاَ للضمانات في بنود الصفقة.
لاشك بأن مؤتمر العدالة لفلسطين هو نموذج كفاحي عربي عالمي يساهم في إعادة الذاكرة العربية لقضيتهم المركزية , وهذا الصرح يأتي في ظرفه ومكانه الطبيعي بحيث يمارس دوراَ طبيعياَ في ردف القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني إلى واجهة الصدارة الدولية وبالتالى خرق القرارات الأمريكية الظالمة التي تنتهك مواثيق المجتمع الدولي بسبب مناصرتها للإحتلال الصهيوني والمعايير الدولية التي يجب ان تلتزم بها والتي تحافظ على السلام العالمي والسلم والأمن الدوليين .
أما من جهة أخرى فإن مقترحات الباحث ستكون على الوجه القادم بيانه:
أولا:المساندة عبر التمويل والدعم المختلف فيما يتعلق برفع دعوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية المختصة لمخاصمة قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية – دونالد ترامب 2017- بإعتبار القدس عاصمة لكيان الإحتلال الإسرائيلي , ولدينا الأسانيد القانونية والسوابق لإبطال هذا القرار طبقاَ للدستور الأمريكي
ثانياَ: تطوير مؤتمر العدالة لفلسطين من خلال المتابعة لتنفيذ قراراته وتوسيع حجم علاقاته بالخبراء والمتخصصين على مستوى العالم لدعم قضية حقوق الشعب الفلسطيني بشكل مستمر وتأسيس لجان تواصل في هذا الشأن
ثالثاَ: إظهار أهمية الدبلوماسية الشعبية العربية في إسناد القضية الفلسطينية من خلال التحديات التي تجابهها بمستوياتها المختلفة
مقدم المشروع : جهاد علي البرق
باحث دكتوراة في القانون الدولي
المنسق العام للمنظمة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني
عضو الإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيينلبنان
مستشار قانوني في المنظمة العالمية لحقوق الإنسان
ت: 0096181761573
[email protected]
الي الأخوة المناضلين
في المنتدى العربي الدولي – من أجل العدالة لفلسطين
صفقة القرن الأمريكية
تقديم الباحث الأكاديمي
جهاد البرق
مؤتمر العدالة من أجل فلسطين
لبنان- بيروت- 2018
المصادر
أولا: علاء الحديدي . الشروق أخبار
www.shorouknews.com
ثانياَ. النشرة الدولية
www.elnashra.com
ثالثاَ: د. دلال عريقات. صحيفة القدس
www.alquds.com
رابعاَ: منصور أبوكرم . صفقة القرن الأمريكية, البيادر السياسي
خامسا: د. حسن نافعة. مابعد صفقة القرن , 13 مارس 2018, البيادر السياسي
سادساَ: حسين أمير اللهيان . النشرة الدولية
سابعاَ: عادل سليمان. العرب ومواجهة صفقة القرن , 15 فبراير 2018-07-29
www.alaraby.co.uk


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.