يبدو أن روحها لم تريد الإستمرار في الغربة بعيدا عن سوريا، منذ أن سافرت بعد الثورة إلي فرنسا، خمس أعوام تنفس فيها عن غضبها عبر تدوينات علي مواقع التواصل الاجتماعي، الموت دق بابها في عمر يناهز ال 49 عام، قبل أن تشاهد ما تتمناه، إنها الفنانة الثائرة، أو أيقونة الثورة، أو الفنانة الحرة، كما أطلق عليها المعارضون السوريون، بسبب تأييدها للثورة السورية منذ بدايتها في عام 2011 . قدمت أكثر من 43 عمل فني .. وأخر أعمالها السينمائية "سراب" أيام صعبة مرت بها، تعرضت للحجز من قبل السلطات السورية، وتم تحديد موعد لمحاكمتها مما جعلها تقرر الهجرة، ورغم أنها فنانة تقدم أعمال درامية وسينمائية، وكانت في معزل عن الانخراط في السياسة إلا أن هواء دمشق كان يدخل قلبها وعقلها، ولم تستطع الغربة أن تمنع كل هذا الحب والدفء. حياة فنية وسياسية عاشتها صاحبة ال 49 عام، مي سكاف، قدمت فيها الكثير من الأفلام والمسلسلات بل شاركت علي خشبة المسرح، هي الفتاة التي جاءت إلي الدنيا في عام 13 إبريل 1969، قبل أن نستيقظ صباحا علي وفاتها اليوم، إثر تعرضها لنوبة قلبية، درست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق . دراستها فجرت موهبتها الفنية، حيث كانت تشارك أصدقائها تقديم أعمال مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي، لفتت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه "صهيل الجهات"، في عام 1991. الأمر الذي شجع المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد إلى اختيارها لفيلمه "صعود المطر"، لتنطلق حياتها الفنية، التي لم تكن سينمائية فقط، بل ظهرت علي الشاشة الصغيرة مع المخرج نبيل المالح في مسلسل "العباييد"، حيث اهتمامها الفني بعد تقديم عملين سينمائيين أصبح دراميا، لتملئ ذاكرة سوريا الفنية بأكثر من 43 عمل فني، ما بين الشاشة الصغيرة والكبيرة والمسرح والإذاعة. ولم يمنعها تواجدها في فرنسا من تقديم أعمال سينمائية، حيث عادت إلي السينما في عام 2017 بعد غياب سنوات طويلة، وذلك من خلال فيلم قصير تم تصويره في العاصمة الفرنسية بعنوان "سراب"، ليحكي تقريبا عن قصة شبيهة لعالمها الحقيقي، حيث تدور أحداث الفيلم حول سيدة سورية هاجرت إلي فرنسا خلال سنوات الثورة السورية وفي خضم الانتخابات الفرنسية الأخيرة يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً، الفيلم من إخراج السوري الشاب ملهم أبو الخير . مي سكاف اهتمت بالفن وتطويره، حيث قامت بتأسيس معهد تياترو لفنون الأداء المسرحي في عام 2004، داخل صالة صغيرة في ساحة الشهبندر، وتم نقله بعد ذلك إلي ساحة القنوات. أعمالها الفنية ومواقفها السياسية تلخص قصة امرأة يحبها الجمهور، الحب الذي تركته جعل الكثير من الممثلين والكتاب السوريين ينعونها، هي في النهاية الفنانة والثورية التي كانت تطمح لنجاح ثورة سوريا.