يزور الرئيس الإريتري أسياس أفورقي زيارة تاريخية لإثيوبيا، غدا السبت، في زيارة تاريخية، في إطار عودة العلاقات بين البلدين، بعد انقطاع لما يقرب من عقدين من الصراع وانعدام الثقة. وزير الإعلام الإريتري يماني ميسكيل، قال أمس الجمعة، إن أسياس سيصل إثيوبيا غدا السبت، في زيارة تأتي بعد أن أعلن البلدان يوم الاثنين الماضي "انتهاء حالة الحرب" بينهما. وزار "أبي أحمد"، الشهر الماضي، دولة أريتريا في زيارة تاريخية هي الأولى منذ أكثر من 20 عاما، حيث أعلن الحزب الحاكم في إثيوبيا، عن أن الحكومة الإثيوبية قررت أن تنفذ بالكامل اتفاق الجزائر الموقع في عام 2000، لإنهاء النزاع بين البلدين، وما توصلت إليه لجنة ترسيم الحدود. وقال سفير إريتريا بالقاهرة فاسيل جبرسيلاسى،في تصريحات سابقة، إن ظروفا جديدة طرأت بعد وصول رئيس وزراء إثيوبيا أبى أحمد الذي قبل باتفاقية الجزائر وترسيم الحدود مابين إثيوبيا وإريتريا، وننتظر تنفيذ ذلك على الأرض، مؤكدا أن إريتريا ترغب فى فتح صفحة جديد من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة ولصالح الشعبين. وتعود الخلافات بين البدلين، إلى عام 1993، عندما استقلت إريتريا عن إثيوبيا، مما حرم الأخيرة من واجهتها البحرية الوحيدة على البحر الأحمر، لتبدأ الحرب الحدودية بين البلدين في عام 1998 واستمرت لمدة عامين، ونتج عنها مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وبعد تدخل دولي، وقعت الطرفات اتفاق سلام في نهاية عام 2000 بالجزائر، ثم حسمت لجنة تحكيم تابعة للأمم المتحدة مسألة ترسيم الحدود، ومنحت بلدة "بادمي" موضوع الخلاف إلى إريتريا، لكن إثيوبيا رفضت سحب قواتها من البلدة حتى الآن. منذ ذلك الحين، تنتشر قوات من البلدين على طول الحدود البالغة ألف كيلومتر، وتثير مواجهات متقطعة - مثل تلك التي حدثت في 2016 خصوصا مخاوف من نزاع أوسع، حتى جاء رئيس الوزراء الإثيوبي "ابي أحمد"، ليفتح ملف المحادثات من جديد، وتأكيده على تنفيذ اتفاقية الجزائر. وتأتي التطورات السريعة بعد مبادرة سلام أعلنها رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد"، الشهر الماضي. ومنذ تولي منصبه في أبريل، أعلن أبي عن خطط للانفتاح الاقتصادي الجزئي بما يشمل جذب رأسمال أجنبي إلى شركة الاتصالات التي تديرها الدولة وشركة خطوط جوية وطنية. وشهد البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة نموا اقتصاديا متسارعا خلال العقد الماضي. وتستمر زيارة الرئيس الإريتري إسياس أفورقي إلى إثيوبيا الرسيمة لمدة ثلاثة أيام بناء على دعوة من رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد، فوفقا لما ذكره مكتب رئيس الوزراء الأريتري، فإن هذه الزيارة ستعزز الصداقة و العلاقات بين البلدين و قال المكتب في بيان له: نشكر سعادة الرئيس إسياس على تكريمنا بزيارته و نرحب به بكل حفاوة و تكريم علما بان رئيس الوزراء الدكتور ابي قد قام بزيارة رسمية لمدة يومين إلى إريتريا في نهاية الأسبوع الماضي. وخلال الزيارة وقع زعيما البلدين على إعلان مشترك للسلام و الصداقة حيث ينص الإعلان المشترك على، انتهاء حالة الحرب القائمة بين البلدين و قد بشر عهد جديد من السلام والصداقة، وتعمل الدولتان على تعزيز التعاون الوثيق في المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والأمنية. ومن ضمن البنود التي تم الاتفاق عليها، وكانت استئناف روابط النقل و التجارة و الاتصالات و العلاقات الدبلوماسية و الأنشطة المتجددة، وأنه سيتم تنفيذ قرار الحدود بين البلدين، وأن تعمل الدولتان معا لضمان السلام والتنمية والتعاون بين البلدين.