يسعى دائما لتقديم أعمال مميزة تكتب في التاريخ الدرامي، وهو ما نجح فيه حتى كتابة هذه السطور، حيث أصبح أحد أهم كتاب الدراما خلال السنوات الماضية، نظرا لتميزه في كتاباته التي يجمع فيها ما بين الواقع والدراما، ويحرص المؤلف فداء الشندويلي علي عدم وجود أي تجاوزات فيها أو ما يخدش الحياء، وفي مسلسله الجديد " قانون عمر" بطولة النجم حمادة هلال، قرر تقديم قضية شائكة ومهمة، جعل الجمهور وجهات الدولة تضعها ضمن اهتماماتها . * بداية حدثني عن التعاون المشترك بينك وبين الفنان حمادة هلال؟ حمادة هلال فاجئني من أول لحظة بإهتمامه بتفاصيل الورق، كل أسبوع كان يأتي إلي مكتبي لنقرأ سويا الحلقات لحظة بلحظة، ولديه أفكار كثيرة إستفدت منها، حيث أنه من الفنانين المستمعين، ويحب أن يستفيد من المؤلف والمخرج، وحريص على قراءة كل كلمة في السيناريو وهذا الأمر نفتقده في الكثير من الفنانين الذين يعتمدون على قراءة ملخص القصة، وأول حلقات المسلسل لكن حمادة هلال كان مهتم من أول حلقة وحتى أخر حلقة. القصة مستوحاه من السجين الأمريكي " كوامي اجامو " * كيف وقع الإختيار على النجم حمادة هلال لبطولة "قانون عمر" ؟ يوجد اتفاق مسبق بين المنتج صادق صباح والفنان حمادة هلال، أن يقدموا عملا سويا لشهر رمضان، ويربطني صداقة قوية مع المنتج صادق صباح، وعملت معه على مدى 12 عاما قدمنا فيهم 11 عملا دراميا، فطلب مني عملا يليق بحمادة، وبالفعل "قانون عمر" يليق به جدا، فعلى مستوي تجربتي الشخصية هو أنسب فنان يلعب هذا الدور كبطل شعبي، ونحن نخاطب الشارع واعتقد أن حمادة قدم الدور بشكل جيد وكسب تعاطف الجمهور له. * هل كان لديك دورا في ترشيح واختيار باقي فريق العمل في "قانون عمر" ؟ بالطبع نعمل جميعا في ورشة عمل مكونة من المخرج والمنتج والمؤلف من أجل اختيار الأدوار، وقمت بترشيح العديد من الفنانين مثل الفنان حجاج عبد العظيم، مصطفي أبو سريع، صفوت الغندور، حمادة بركات، محسن منصور، مصطفي درويش وعواطف حلمي التي جسدت دور والدة عمر،واستعنت برأي حمادة أيضا فيها. حرصت علي تقديم عمل بعيد عن الانتقام .. ونهاية المسلسل منطقية * قصة المسلسل قصة حقيقية أم من وحي خيالك؟ استوحيت فكرة المسلسل من قصة السجين الأمريكي "كوامى اجامو" وهو سجين أسود حكم عليه بالسجن ظلما مدي الحياة وبعد40 عاما ثبتت برائته وقابله الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد خروجه كنوع من التكريم، فالقصة قاسية جداّ وإنسانية وهذا ما أعطاني ايحاء بالمسلسل، وأضفت فكرة "قانون عمر" التي ظهرت في الحلقة 25، والفكرة أن من سجن ظلما وظهرت برائته وخرج وقدر له أن يرتكب جريمة، يمكن أن تخصم من عقوبته السنوات التي قضاها ظلما . * وكم من الوقت استغرقت في كتابتها؟ المسلسل استغرق 6 أشهر في كتابته. * هل ردود أفعال الجمهور مرضية بالنسبة لك ؟ نعم كانت مرضية والدليل نسب المشاهده التي حقهها المسلسل في حلقاته الأولي ،حتي أصبحنا تريند على جوجل، وكنا ثاني أكثر مشاهدة بعد مسلسل "نسر الصعيد"، فالمسلسلات التي تتداول على السوشيال ميديا غير التي يشاهدها رجل الشارع بالفعل، وهو ما يظهرنسب المشاهدة، فهذا العام توجد فجوة بين اهتمام الناس علي السوشيال ميديا وبين المشاهدة الحقيقية. استفدت من حمادة هلال .. ونوعيته غير موجودة كثيرا في المجال * من وجهة نظرك كمؤلف يمكن للمسلسل أن يكون له دور في تعديل بعض القوانين ؟ "قانون عمر" فكرة إنسانية في حد ذاتها، ويراها الكثيرون عادلة فقررت أن أقدم عمل يطرح هذه الفكرة وكان أمامي فيلم "اريد حلا" للفنانة فاتن حمامة والذي غير بالفعل في قانون الأحوال الشخصية والحقيقة إنني استشرت رجال قانون كثيرين للتعقيب على الفكرة، حتي نالت إعجابهم لأنة لا يوجد دولة بالعالم بها هذا القانون ولا يوجد أمانه بأن ينفذ لأنه يمس العدالة، ولكن جائت التحفظات بأنه من الممكن لمن سجن ظلما أن يخرج ويرتكب جريمة لعلمه بأنه لن يعاقب عليها أو سيخصم من سنوات سجنه فكان تعديل القانون بأن من يستفيد من سنوات السجن الظلم من كانت جريمته لا يوجد بها سبق اصرار وهذه حالة البطل فكانت جريمته ضرب أدي إلي موت اثناء محاولاته الدفاع عن فتاه تتعرض للاغتصاب. * ماهي الرسالة التي تقدمها من خلال مسلسل "قانون عمر" ؟ رسالة العدل، دور الفن أن يكون منبه ومحذر ومقترح فإنتشار الظلم في أي مجتمع قادرا علي قتل هذا المجتمع وقتل طموح شبابه تحديدا وانتشار العدالة الاجتماعية هي التي تتيح مجال للإبداع والعمل، فلا حياة مع الظلم، والمسلسل صرخة عدل واستغاثة لتحقيق العدالة. * لماذا ابتعدت عن فكرة الانتقام الشائعة ؟ بالفعل المشاهدين توقعوا بأن البطل سينتقم عند خروجه من السجن مثلما يحدث في مسلسلات أخري، وعندما كتبت المسلسل كانت هناك رغبة من بعض العناصر المشاركة في المسلسل، أن تكون فكرة الانتقام سائدة لأنها ستلاقي صدي عند المشاهدين وبالتالي المسلسل سيحقق نسبه مشاهدة عالية، وهي فكرة "الكونت أوف مونت كرستو" المنتشرة في تاريخ السنيما والدرما، وكنت حريص أن أقنعهم بأني لا أكتب مسلسل للإنتقام وإني خارج تلك الدائرة، ويوجد فرق بين استرداد الحق وبين الانتقام، وفي النهاية يستطيع عمر أن يسترد حقه دون انتقام. هناك اجتهاد كبير في التقنية علي مستوي الدراما.. لكن لا يقابلها اجتهاد علي مستوي الفكر *هل كانت نهاية المسلسل منطقية أم غير مرضية للجمهور؟ أعرف أن المشاهد المصري يحب النهايات السعيدة، لكنني حرصت أن تكون النهاية منطقية، نهاية مسلسل عمر هي سعيدة من جوانب كثيرة لكن قد يعتبرها المشاهد نهاية مفتوحة، وبالتالي في نهاية المسلسل يحاكم عمر المدني بأي قانون، أرمي الكرة في ملعب المشاهد، واقترحت فكرة قانون جديد . * ما رأيك في مستوى الدراما الرمضانية هذا العام ؟ الحقيقة يوجد اجتهاد كبير في التقنية خلال السنوات الأخيرة لم يقابلها اجتهاد على مستوي الفكر، فالكثير ما زال يبحث عن أفكار مقتبسة ويوجد لدينا أزمة في صناع العمل، حيث يبدأ أول الحلقات بأحداث ساخنة وأيضا في الحلقات الأخيرة وباقي العمل عبارة عن حشو وتطويل فالقصة لا تصلح لثلاثون حلقة، وأيضا اقتباس المخرجين لمشاهد بعينها متأثرين بالسنيما والدراما الأجنبية، حتي في الملابس والشكل فلا يوجد إبداع من النسيج الوطني، بل يوجد حالة تغريب للدراما ،وبالنسبة لهذا العام فنحن نفتقد المسلسل "الهيرو" أو المسلسل الذي يستطيع أن يخطف المشاهد. ردود الأفعال كانت مرضية والدليل نسب المشاهدة * وماهي اعمالك القادمة ؟ لدي الجزء الثاني من مسلسل "ولاد تسعة" الذي انتهيت من كتابته وعرض الجزء الأول منه علي قناة "Mbcمصر"، ليحقق نجاح كبير وسيتم إذاعة الجزء الثاني بعد شهر رمضان وهناك مشاريع أخري لا أستطيع الإعلان عنها .