من حين إلى آخر، تظهر بعض الجروبات على مواقع التواصل الاجتماعى، من قبل بعض الفتيات والشباب، تدور فكرتها حول الخيانة وعدم الثقة، وتعتمد بشكل أساسى على نشر صورة الرجل وسؤال الفتيات إذا كانت إحدهن تعرفه أم لا، فربما كان يخونها مع أخرى. منذ أكثر من عام ظهر جروبان باسم أنا أعرفه، I know him، ولكن نجم عنه العديد من المشاكل بين الطرفين، ورد خلالها الرجال بجروب أنا أعرفها، وبعد تزايد المشاكل من خلال الجروبين تم أغلاقهما، لتعود نفس الفكرة من جديد من خلال جروب «بيخونك»، ففى أقل من أسبوع وصل عدد المشتركين فى الجروب إلى نحو 55 ألف سيدة. نصائح للمتشككات من خلال الجروب تروى بعض السيدات قصصهن مع اكتشاف الخيانة، وأخريات متشككات فى سلوك أزواجهن ويطلبن المساعدة، فتقول نورهان إنها تريد أن تتأكد إن كان خطيبها يخونها أم ولا، لتنهال عليها النصائح من فتيات الجروب، مثل أن تنشئ حسابًا مزيفًا على الفيسبوك وتبدأ فى استدراجه، وهى طريقة قديمة استخدمتها عدة نساء فى بداية انتشار مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، وأخرى نصحتها بأن تنشئ حسابًا مزيفًا ولكن على انستجرام، باستخدام صور فتاة أجنبية وتوهمه أنها مصرية وستزو مصر قريبًا، بينما نصحتها أخرى بأن تتفق مع أى فتاة تثق بها لتتحدث مع خطيبها وتكتشف مدى إخلاصه. فتيات نصحن بعض المشتركات فى الجروب بتهكير أكونت الفيسبوك أو استخدام خاصية الواتس ويب على الواتس آب، ونصحتها أخرى أن تستخدم التروكولر فحين تتصلين به سيظهر بجوار رقمه إذا كان فى مكالمة أم لا، وآخر ظهور له على الإنترنت وإذا كان هاتفه على وضع الصامت أم لا. جروب «اقفشيه وافضحيه» هو جروب سرى يضم حوالى 50 ألف مشتركة، ولا يسمح بالدخول للاشتراك فيه سوى للفتيات فقط وأحيانًا يُطلب من الفتاة أن تبعث رسالة صوتية للتأكد من هويتها، وتقوم فكرة الجروب على الفتيات المتشككة فى خيانة خطيبها أو زوجها، لتقوم الأدمن بأكونت مزيف وتبدأ بإرسال رسائل لهذا الرجل ليتأكدوا من حسن سيره وسلوكه. قصص اكتشاف الخيانة من صور الرجال لا يقتصر الأمر على صور الرجال التى يتم نشرها على الجروب، بل تنشر الفتيات صور لأخوتهم الرجال للتأكد إذا كان أخيها على علاقة بالفتيات أم لا، وتتعمد الفتاة التى تنشر صور الرجل ألا تذكر أى معلومات عنه، فإذا كتبت لها فتاة أنها تعرفه تطلب اسمه وسكنه لكى تتأكد من كلامها إذا كان صحيحًا أم لا، وتنشر فتيات أخريات لصور رجال ليس بينهم أى ارتباط لتعرف إذا كان مرتبط أم لا. وعلى طريقة فيلم بلبل حيران للفنان أحمد مكى، اكتشفت «سارة» فتاة جامعية وإحدى المشتركات بالجروب، أن الشاب الذى تحبه مرتبط بفتاة أخرى موجودة بنفس الجروب، ليتحدثان سويًا ويتعرفان على بعضهما وتحكى كل واحدة للأخرى تفاصيل ارتباطهما بهذا الرجل، ليكتشفان أنهما انخدعا بنفس الطريقة، ليقررا الانتقام منه فور عودته من السفر. بينما نشرت «فتون» صورة زوجها، لتحذر الفتيات منه، وتقول إنه يتحدث إلى فتيات كُثيرات ويعشمهن بالزواج، وأنه تركها هى وبناتها وتزوج من سيدة تبلغ من العمر 45 عامًا ولم يسأل على بناته يومًا. بينما قال أحمد إنه وجد صورته على جروب «بيخونك»، وأنه أخذ صورًا من التعليقات على المنشور، وقرر الانتقام على طريقته الخاصة دون أن يفصح عنها. ونشر محمد جمال أسكرين شوت لصور منشورة له على إحدى هذه الجروبات معلقًا أنه يعرف هؤلاء الفتيات كلهن، وأنه كان صغيرًا حين ارتبط بهن وكان لديه فراغ على حد تعبيره، وأنه لا يهتم لكلامهن عنه. التحليل نفسى ويقول الاستشارى النفسى الدكتور إبراهيم مجدى حسين: إن فكرة الشك الزائد وعدم الثقة والبحث عن الخيانة هو نوع من أنواع اضطرابات الشخصية، ودليل على عدم النضج الكافى أو عدم وجود ثقافة كافية للتعامل مع الرجل وفقدان الثقة بالنفس، فهى دائمًا عندها شك بأن الرجل يخونها، أو أن اختيارها غير صحيح، مشيرًا إلى أن التشهير بالعلاقة على مواقع التواصل الاجتماعى هو نوع من الاضطراب. وأكد حسين أنه وفقًا لدراسات أجريت فى الوطن العربى فإن 80فى المائة من الأشخاص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى بشكل خاطئ، سواء فى العلاقات الإنسانية أو الارتباط، أو من خلال الجروبات التى ظهرت حديثًا، وأن هذه الجروبات وأصحابها تستغل عدم نضج الشباب فى التعامل مع السوشيال ميديا لجلب المزيد من التفاعل والمشاركات. من جانبها تقول المحامية ميادة محمد إن نشر صور الغير على مواقع التواصل الاجتماعى يعد انتهاكًا للخصوصية وتشهير يعاقب عليه القانون وفقًا لمواد قانون العقوبات وهى المادة 102 والمواد من 171 حتى المادة 191 وتكون عقوبتها الحبس والغرامة، وتشير إلى أن هذه الجرائم تعد من جرائم النشر مثل السب والقذف، فى ظل ما تقوم به بعض الفتيات من التعليق على الصور وكتابة بعض الألفاظ والشتائم.