بعد عدة محاولات اجتازتها "سهام" لتعلم قيادة اتوبيس نقل عام في القاهرة، نجحت في إتمام رحلة كاملة جابت خلالها الجزء الشرقي من العاصمة، شجعت خطواتها الكثير من الفتيات أن يقبلن على المهنة رغم صعوباتها، ومخاطرها، إلا أنهن قررن خوض التجربة، منهن من رأت فيها باب رزق جديد ، ومنهن من توجهت لها تدعيماً للحلول الحديثة في مواجهة التحرش . تقول "نيرة ملاك" 28 عامًا: "اتعلم الأن قيادة الاتوبيسات الكبيرة في أحد مدارس السواقة، وسأبدأ اجراءات استخراج رخصة قيادة عقب انتهائي من الفترة المحددة للتدريب على القيادة، موضحة أنها اختارت قيادة نقل الاتوبيسات، خصيصاً بعد سماعها عن ما حققتهه صديقتها سهام من براعة في قيادة الأتوبيس، موضحة أنها تخرجت من كلية التربية منذ ما يقرب من 6 سنوات ، شغلت عقب تخرجها مباشرة وظيفة مُعلمة في أحد المدارس الابتدائية إلا أنها لم تستطع أن تكمل عملها، بسبب ضعف الراتب، وهو ما دفعها للبحث عن غيره، وبالفعل نزلت للعمل في أكثر من مهنة منها في أحد شركات التسويق لمنتجات التجميل، وفي محلات البيع لبعض منتجات الأدوات المنزلية، إلا أنها لم تشعر بسعادة قط كالتي شعرت بها وهي تتعلم القيادة، حيث قررت أن تتقدم لوزارة النقل لتشغل وظيفة سائقة اتوبيس عام، فبجانب سعادتها بالراتب المتوقع، هي أيضاٌ سعيدة بممارسة عمل شاق وجاد لا يقوى عليه الا الرجال، يجعلها تشعر أن لها قيمة على حد تعبيرها. لم تختلف "سالي محمد" عن سابقتها نيرة، والتي قررت فجأة أن تقبل على تعلم قيادة الأتوبيسات، بعد أن شجعها أخواتها البنات، فهي الكبيرة، والمسؤولة عنهن بعد وفاة الدهما ووالدتهما، الأمر الذي استرعي منها العمل فترة الصبح كممرضة في احد المستشقيات، وفي المساء تعمل في أحد الصيدليات لتتمكن من مساعدة اخواتها على اكمال تعليمهن، وقد اقبلت منذ شهر تقريباً في البحث على احد مدارس السواقة، للتعلم سواقة السيارات الكبيرة والاتوبيسات، لتلتحق بشغل وظيفة سائقة قطاع عام، تمكنها من تحسين الظروف المحيطة بها وبأخواتها. وبالرغم من الهدف المادي الذي تصدى المشهد في بداية الأمر ، إلا أنه كان هناك هدف آخر يحرك تلك الفتيات، وهو مواجهة التحرش الذي تعاني منه معظم السيدات في مواصلات النقل الجماعي المختلطة، مما دفع المسؤولين في للبدء في تخصيص بعض وسائل المواصلات الخاصة للسيدات، بدأت الفكرة تُطبق في الأول على مترو الأنفاق، بتخصييص سيارتين داخل كل قطار للسيدات وباقي العربات داخل القطار الواحد مختلطة، ثم بدأ الأمر يتطور لتجربة تخصيص حافلات نقل جماعي تقوده سيدة، وتركب فيه سيدات فقط، وهو الأمر الذي منح الراحة لعدد كبير من السيدات. فلم تكن سالي ونيرة وسهام بمفردهن في الإتجاه نحو تعليم قيادة تلك الحافلات فسبقتهن إلى التجربة ذاتها أم عبد الله التي ذاع صيتها في قيادة الحافلة رقم 12 من منطقة الجيزة إلى هضبة الهرم، يساندها جميع زملائها من الرجال في الموقف لإكمال رحلتها، وتساندها الشركة ذاتها باعطائها سيارة بحالة جيدة لا تلجأ لأعطال كثيرة، لمراعاة كونها سيدة لا يمكنها أن تتعامل مع اعطال الميكانيكا وغيرها. وهي خطوة تعد فريدة من نوعها قرر المسؤولي تجربتها ومتوقعين نجاح كبير لها، خاصة وأن جميع المقبلات على ركوب تلك الحافلات من السيدات سعيدات جداً بتلك التجربة، ويشعرن فيها بأمان شديد، ومن المتوقع تطبيق الأمر في كل مناطق الجمهورية قريباً .