الأم: ابنى دخل يتعالج مع الاستروكس.. ووجدنا به اصابات وحاولنا إنقاذه ولكنه فارق الحياة الوالد: اكتشفنا أنها مصحة وهمية بعد هروب صاحب الفيلا.. والقصاص يشفى غليلى انتشرت فى الآونة الأخيرة الكثير من مستشفيات الصحة النفسية الخاصة التى تعذب المرضى حتى الموت، وكشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية الكثير من تلك المستشفيات، وقدمت أصحابها والقائمين عليها للعدالة، ولكن يبدو أن مسلسل تعذيب المرضى داخل تلك المستشفيات لم يتوقف بعد، ففى منطقة كفر طهرمس التابعة لمحافظة الجيزة، راح شاب فى مقتبل العمر ضحية إحدى المصحات النفسية المخصصة لعلاج الإدمان؛ حيث خرج منها بعد 13 يومًا جثة هامدة، مصاب بعدة إصابات فى مختلف أنحاء جسده، ما دفع أسرته لاتهام المستشفى والعاملين به بتعذيبه حتى الموت أثناء فترة علاجه. بابتسامة لطيفة ودع الشاب العشرينى أهالى منطقته بعد وصول رجال المستشفى النفسى لأخذه لإتمام فترة العلاج المحددة له من الإدمان، «محمد إبراهيم» 23 سنة، ودع أسرته الصغيرة المكونة من والده ووالدته وشقيقته الطفلة، ملوحًا لهم أثناء وقوفهم فى شرفة المنزل ينظرون إليه أثناء سيره مع أفراد المصحة، كان الشاب مسالمًا لديه أمل فى استكمال حياته بعد التعافى. «الصباح» زارت الأسرة والتقت والدته التى قالت باكية: لا أصدق أننى لن أرى ابنى مرة أخرى.. هذه ملابسه التى كان يرتديها قبل وفاته.. أترون كيف الدماء تلطخها ؟!». وأضافت: «أردت أن يصحبه والده إلى المستشفى ليطمئن عليه لكن «البودى جاردات» رفضوا، وعندما ذهبنا لزياته بعدها رفضوا الزيارة أيضًا، حتى فوجئنا بعد 13 يومًا بمكالمة من المصحة، تخبرنا بأنه مريض وعلينا الذهاب لأخذه من هناك، ولكن عندما ذهبنا فوجئنا أن به إصابات كثيرة، ووجدناه فاقدًا النطق فحاولنا إنقاذه لكنه فارق الحياة، اكتشفنا بعدها أنهم طالبونا بتسلمه حتى يتهربوا من مسئولية قتله، فالكدمات كانت تملئ جسده والسحجات تدل على تعذيب واضح فى جسده النحيل. وتابعت: فى الفترة الأخيرة بدأ يظهر على نجلى علامات التعصب، ولم نكن نعلم أنه يتعاطى موادًا مخدرة إلا بعد أن أخبرنا بالحقيقة، حاولنا منعه للابتعاد عن هذه السموم دون جدوى فال«الأستروكس» سيطر على عقله، وأصبح لا يستغنى عن هذا الوباء، حينها سألنا شبابًا بالمنطقة عن مصحة يتعالج بها، فأرشدونا عن هذه المصحة، وتواصلنا مع أحد الأشخاص، وأخبرنا أنه مدير المصحة، وطلب العنوان، واتفقنا معه على مبلغ مالى نظير العلاج، وأخبرنا بأنه سيرسل عمال من المصحة لشحنه، فأبلغته بأنه مطيع ويرغب فى تلقى العلاج، وبالفعل فى وقت متأخر من الليل حضروا وذهب نجلى معهم باسمًا، وكأنه يعرفهم، وكان سعيدًا بخطوة العلاج. استطردت الأم والدموع تنهمر من عينها: حاول زوجى أن يذهب معهم ولكنهم رفضوا، وهنا شاور نجلى لنا قائلًا: «كلها شوية وارجع يا أمى.. سلام يا شباب المنطقة» ولم أكن أعلم أنه يودعنا ويودع أصدقاءه من الشباب، مات ابنى، وأصبحت الحياة بائسة، وهنا توقفت عن الحديث، وأجهشت فى بكاء هستيرى محتضنة صورة نجلها قائلة: «كانوا سابوه ومعالجهوش.. حرام ده ميرضيش ربنا ولا يرضى حد». التقط الأب «إبراهيم» أطراف الحديث قائلًا: خلال زيارته بعد أسبوع، فوجئنا بأنهم يرفضون أن نراه، ولكن بعد إصرارنا سمحو لنا بالزيارة، ولكنه لم يكن فى حالته الطبيعية، وخلال دقائق معدودة أرسلوا شخصًا لأخذه، وطلبوا منا مبلغًا ماليًا بخلاف المقدم لاستكمال العلاج، وهو لم يكن موعده بالدفعات المتفق عليها بيننا، ومن أجل أن يهتموا بابننا أعطيناهم ما طلبوا. وأضاف: يوم الحادث وجدنا اتصال من المصحة يبلغوننا بأن نجلى مريض وطلبوا أن نذهب لاستلامه واستكمال علاجه بالمنزل، وعندما أخذناه لم يكن يتحرك ويوجد فى جسده كدمات وسجحات ولا يستطيع الكلام ولا التحرك فأعتقدنا أنه مغم عليه وعلى الفور توجهنا به إلى أقرب مستشفى وبعد الكشف عليه أخبرونا أن ابنى متوفى نتيجة وجود إصابات مختلفة بالرأس ومختلف أنحاء جسده. وفور تحرير محضر بالواقعة توجهت قوة من الشرطة إلى موقع البلاغ، وهى المصحة التى كان يتعالج بها الشاب، ولكنهم عندما وصلوا إلى المكان المذكور فوجئوا أنه لم يعد كما كان فقد تم إزالة كل اللافتات الموجودة على الفيلا وهروب أصحابها وجميع العاملين بها.. أخطر اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية، والذى أمر باتخاذ الإجراءات القانونية، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.