الفنانون وعمال مطاعم شرم الشيخ أشهر زبائن مصانع «الطربوش»..والسعرمن 20 إلى 100 جنيه أحمر اللون، أسطوانى الشكل، تتدلى منه خيوط حريرية متعددة الألوان، منه الأسود والكحلى والبنى، ظهر مع بداية عهد محمد على باشا، واعتبره الجميع رمزًا للوقار والهيبة، حتى تنافس الأطفال على ارتدائه تعبيرًا عن رجولتهم، وتأكيدًا على أنهم لم يعدوا أطفالًا، وراجت صناعته أيام الملكية، إلا أنها ظلت تتراجع كلما مرت الأعوام حتى اندثرت تمامًا، ولم يتبق منها سوى القليل، وتقلصت مصانعه رويدًا رويدًا، حتى تبقى منها البعض فى كفر الشيخ والإسكندرية، بجانب الغورية التابعة لمنطقة الجمالية بالقاهرة. شارع ضيق لا يتجاوز عرضه 3 أمتار، هو بوابتك الأولى لترى مصنع الطرابيشى بالغورية، الذى شهد له كل المحيطين به بالاجتهاد للحفاظ على مهنة الأجداد، حتى صار المقصد الأول لطلاب الأزهر ومشايخه وعلمائه. صناعة الطربوش تعد فنًا وحرفة لا يقدر الجميع عن إتقانها، هذا ما قاله أحمد الخياط، أحد عمال أول مصنع للطرابيش فى مصر، الذى أقيم بكفر الشيخ خلال عهد محمد على، مضيفًا أن الخوص أو سعف النخيل هو أساس صناعة الطربوش، حيث يتم فرد الخوص أو السعف على قوالب نحاسية مختلفة المقاسات، وهو ما يختلف باختلاف حجم الرأس التى سترتدى الطربوش، فهناك مقاسات خاصة بالأطفال، وأخرى بالكبار، ومقاسات لذوات الرأس النحيل، وأخرى للرأس الممتلئ، وذلك ليختار كل عمر الطربوش الملائم لسنه وجسده وشكل رأسه. وأوضح «الخياط» أنه بعد فرد الخوص على القوالب سالفة الذكر، يتم تجفيفه جيدًا ثم تغليفه من الداخل ببطانة متينة من الجلد، ويُشد عليها الصوف الأحمر الغامق، منوهًا إلى أن كل طربوش تختلف ألوان خيوطه الحريرية وفقًا لمكانة ورتبة صاحبه، فالخيوط السوداء لأصحاب المكانة العالية، والصفراء والزرقاء لأصحاب الرتب العسكرية. ظهر الطربوش لأول مرة فى مصر مع مطلع القرن العاشر الهجرى، وتحديدًا مع دخول الفتح العثمانى لمصر، وفقًا لما قاله محمد شريف أستاذ التاريخ الإسلامى، موضحًا أن ظهوره كان ضروريًا فى تلك الفترة ليحل محل العمائم، والتى كانت موجودة كزى رسمى خلال الفتح الإسلامى لمصر. وأضاف «شريف» قائلًا: «بمجرد دخوله لمصر أصدر محمد على باشا قرارًا بأن يصبح الطربوش جزءًا أساسيًا من زى الجيش المصرى، وكان وقتها لا توجد مصانع خاصة له فى مصر فقرر استيراده إلى أن تم إنشاء أول مصنع له بإحدى مناطق الدلتا، ورغم اندثاره إلا أن هناك فئات بعينها مازالت تحافظ على تواجد الطربوش كجزء أساسى فى حياتها ورمزًا للوقار». أما سعيد ماهر، أحد صُناع الطرابيش فى مصر، فأكد أن استخدام الطربوش فى مصر الآن يعد أمرًا نادرًا عمليًا، وهو ما تسبب فى اندثار صناعته، فأصبح يستخدم فى أمر من اثنين، إما فى المسلسلات التاريخية والأفلام كمسلسل الملك فاروق وريا وسكينة وغيرها من الأعمال الفنية التى اهتمت بتوثيق مرحلة تاريخية وحقبة زمنية معينة، أو استخدامه كزى رسمى لعمال عدد كبير من مطاعم المدن الساحلية الحديثة مثل شرم الشيخ والغردقة، تعبيرًا عن التمسك بالزى المصرى، وهو ما يساعد فى إقبال السائحين على تلك المطاعن والمحلات. مضيفًا أن سعر الطربوش يتراوح من 20 إلى 100 جنيه، مشيرًا إلى أن أكثر المقبلين على الطرابيش التى تُباع فى الشارع حاليًا هم من الأطفال، خاصة فى الأعياد وشهر رمضان، حيث يطلبون المقاسات الصغيرة، كنوع من الفكاهة والكوميدية، ولتقديم بعض العروض المسرحية فى مدارسهم، على عكس الكبار فهم يقدمون على شراء الطرابيش والعمامات من المصانع المخصصة لذلك لضمان جودتها وخاماتها.