ممرضات: نتحمل كثيراً من الضغوط العصبية وبدل العدوى 15 جنيهاً فقط حسين: الواقعة تم تصويرها بصورة لا توضح الواقع لتشويه فريق المستشفى حالة من الجدل أثارها مستشفى العباسية للصحة النفسية، الأسبوع الماضى، وذلك بعد نشر صور مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعى لأحد المرضى النفسيين أثناء استحمامه، ما دفع وزير الصحة الدكتور أحمد عماد إلى إحالة الأمر إلى النائب العام للتحقيق فيه، فضلاً عن إيقاف 11 ممرضة عن العمل لحين انتهاء التحقيقات معهن. المفاجأة التى تفجرها «الصباح» فى السطور التالية، أن هناك حالة من الغضب داخل مستشفى الصحة النفسية، حيث إن أطقم التمريض فى المستشفى يرون أن الصور التى تم نشرها تم اجتزائها، بالإضافة إلى تعمد الإساءة للتمريض من أجل التشويه على سمعة المستشفى، وهذا قد يكون مخططًا لتشويه المستشفى أمام الرأى العام؛ تمهيدًا لبيعه مهددين بتنظيم وقفات احتجاجية اعترضًا على إيقاف زملائهم عن العمل ويطالبون باقى أطقم التمريض بالمستشفيات للتضامن معهم. وأوضح عدد من العاملين بمستشفى الصحة النفسية ل«الصباح»، أن هناك سيناريوهات متوقعة، وقد تكون هى السبب الرئيسى فى هذا التشويه لأكبر صرح فى الشرق الأوسط لعلاج المرضى النفسيين، وقد يكون وراء هذه المطامع رجال أعمال فى أرض مستشفى العباسية، واستغلوا هذه الكارثة من أجل الوصول لأغراضهم، مشيرين إلى أن أطقم التمريض فى مستشفى الصحة النفسية يتحملون عبئًا كبيرًا، خصوصًا المرضى الذين يعانون من تبول غير إرادى أو يتبرز على نفسه أو مريض مسن أو مريض متهيج، خاصة فريق التمريض والضغوط النفسية والعصبية والمادية والأسرية ورغم كل هذه الضغوط لا يكل ولا يمل من العمل وخدمة المريض النفسى، وفى النهاية يأخذ بدل عدوى الفئة 15جنيهًا شهريًا. من جانبه كشف هشام مبروك عضو النقابة العامة للتمريض ل«الصباح»، أن هيئة التمريض دون معرفة حقيقية بطبيعة عمل أعضاء هيئة التمريض الشاقة تجاه المريض النفسى فالمريض لا يعلم من هو إلا أفرد أسرته وجميع أفراد هيئة التمريض القائمة على الرعاية له، وينتهى دور أسرة المريض تمامًا بمجرد حجزه بالأقسام الداخلية بالمستشفى، والمريض تحت الرعاية التمريضية بالمستشفى من علاج ومأكل وملبس ونظافة شخصية وعلاج سلوكى ونفسى واجتماعى وأسرى، ومعاناة لأفراد هيئة التمريض والأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين بما يقومون به فى خدمة ورعاية المريض النفسى، وبالرغم من معاناة الممرضين النفسيين أثناء تقديم الرعاية التمريضية للمريض النفسى إلا أن الممرضين داخل المستشفيات النفسية يعانون من قلة الموارد المالية وصعوبة الحصول على مستحقاتهم المالية، حيث إن الممرض يتقاضى 15 جنيهًا نوبدجية و15 جنيهًا بدل عدوى وصعوبة الحصول على كادر ال 170 فى المائة، وبالرغم من الظلم الواقع على جميع هيئة التمريض لا يقصر أبدًا فى تقديم الرعاية التمريضية تجاة المريض النفسى. الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، وعضو جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية كشف ل«الصباح»، أن فريق التمريض داخل المستشفى يقوم بمجهود جبار لخدمة المرضى، خاصة وأن هناك نقصًا فى أطقم النظافة ويقوم التمريض بأعمال النظافة فى الشفت الليلى، بالإضافة إلى أعمال نظافة المرضى الشخصية، كل ذلك إلى جانب المهام العلاجية لهم، وذلك من منطلق ضميرهم المهنى والإنسانى نحو المريض النفسى، وما تم نشره من صور لمرضى بعد الاستحمام، هى صور مجتزئة لا توضح الواقع وتم تصويرها بشكل مفتعل ومُعد استغلالاً لعدم وعى المرضى، وتم تصويرها بشكل متعمد بمعرفة بعض الأشخاص لتشويه فريق العمل بالمستشفى. وأضاف حسين: «ندعو منظمات المجتمع المدنى وجمعيات حقوق الإنسان لزيارة المستشفى ومعايشة الوضع الحقيقى داخل الأقسام ومتابعة أداء العاملين مع المرضى، حتى يتضح للجميع الصورة الحقيقية لما يقوم به الفريق الطبى فى مستشفيات الصحة النفسية، وذلك فى إطار قانون رعاية المريض النفسى رقم 71 لسنة 2009، مشيرًا إلى أنه للأسف وزارة الصحة قامت بمسايرة هذا الاستعراض والتضليل بقرار خاطئ بوقف بعض العاملين وإحالتهم للتحقيق، قبل الوقوف على حقيقة الأمر وزيارة ميدانية واستكشاف الواقع، وهذا الأسلوب المعهود من البعض فى تقديم كبش فداء والإبقاء على مشاكل جذرية تفشل أو لا ترغب فى حلها، هذا مما أحبط العاملين فى قطاع الصحة بشكل عام وسيؤدى إلى هدم روح العمل بشكل تام. وأوضح حسين أن هناك مشاكل كثيرة يعانى منها المستشفى منها تعمد محافظة القاهرة عدم الترخيص لمشروعات حيوية للمرضى مثل توسعة العيادات الخارجية وساحات انتظار للمرضى وأهاليهم، ومشروع المركز القومى لطب نفسى الأطفال والمراهقين، وقيام المحافظة بإقامة محطة تقوية شبكة محمول بمدخل المستشفى فى حديقة العروبة مما يؤثر على صحة المرضى والعاملين رغم التحذيرات والشكاوى ضدهم، وتقليص الميزانية المخصصة للتطوير والإنشاءات والتجهيزات لمستشفيات الصحة النفسية وعددها 18 من 129 مليون جنيه العام الماضى إلى50 مليون جنيه العام الحالى، ما أدى إلى توقف أعمال تطوير وبنية تحتية كان مقرر أن يتم إنجازها، مشيرًا إلى أن العاملين بالمستشفى يأملون ألا تكون الشكوك التى تثاورهم نحو استغلال وتضخيم هذه الوقائع المفتعلة والمجتزئة، هو جزء من مخطط لتهيئة الرأى العام لاستقبال واستحسان قرار بنقل مستشفى العباسية للصحة النفسية من موقعها الحالى.