في استجابة سريعة، أعلنت وزارة الصحة والسكان، إيقاف الدكتور جمال عبدالعظيم، مدير مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، و11 من طاقم التمريض، عن العمل وإحالتهم للتحقيق في واقعة تصوير المرضى بشكل غير لائق داخل المستشفى، وتكليف إدارة مصالح المرضى بالأمانة العامة للصحة النفسية، التي من شأنها الإشراف علي المستشفيات التابعة لها، بتشكيل لجنة تقصي حقائق بالتعاون مع لجنة حقوق المرضى بالمستشفى والمجلس الإقليمي للصحة النفسية للتحقيق فيما تم نشره بوسائل الإعلام. جاء ذلك بعد يومين من تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا من داخل مستشفى العباسية للأمراض العصبية تكشف عن وجود انتهاكات صارخة للمرضى بالمستشفى، تمثلت في تعذيب إحدى العجائز وذلك بتحميمها على الأرض في مكان مفتوح دون أي أبواب، وفي وجود ممرضة وقفت في الجوار لتلتقط لها صورا وهي عارية فى إهانة بالغة لآدمية المريضة، بالإضافة إلى الإهمال فى علاج المرضى. الدكتورة منى عبدالمقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية، استنكرت واقعة التصويره واعتبرت ما حدث انتهاكاً صارخًا للبند التاسع من نص المادة رقم 36 من القانون رقم 71 لسنة 2009، الذي يحظر نشر صور المرضى في الإعلام ويعدها انتهاكا لخصوصية المريض النفسي، وينص البند على "حماية سرية المعلومات التي تتعلق بالمريض وبملفه الطبي وعدم إفشاء تلك المعلومات لغير الأغراض العلاجية إلا فى حالة طلب المعلومات من جهة قضائية، ووجود احتمال قوى بحدوث ضرر خطير أو إصابه وخيمة للمريض أو الآخرين، ومحالات الاعتداء على الأطفال أو الشك فى وجود اعتداء". تعديات صارخة من جانبه، قال الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس النواب الذي نشر الصور العارية عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، إن الوزارة تركت جميع البنود التي تنص على ضرورة التعامل الآدمي مع المريض النفسي وحقه في بيئة صحية نظيفة وآمنة و"مسكت في تسريب صورهم" موضحا أنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب عن وجود انتهاكات بدنية وغير أخلاقية داخل مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، وأنه يملك مستندات بالصوت والصورة عن وجود عمليات إهمال مكتملة الأركان للمرضى داخل المستشفى. وأكد فؤاد: "عندي معلومات مؤكدة بوجود بعض الممارسات الخاطئة وغير الآدمية التي تتم داخل أروقة وأقسام مستشفى العباسية للصحة النفسية والعصبية، من بينها اعتداءات جسدية وبدنية في حق المرضى المحجوزين بالمستشفى من قبل بعض أفراد الطاقم التمريضي". الدكتور سامح حجاج، نائب المدير العام عن مشروع التطوير الطبي داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، أشار إلى 5 نقاط جوهرية بخصوص الصور المتداولة عبر الفيس بوك عن وجود "انتهاكات غير أخلاقية" داخل المستشفى. 1. الناحية القانونية إن حق المريض النفسي الأساسي وأي مريض آخر هو العلاج السليم في جو آمن ورحيم وإنساني، ويتفهم مشكلته ويحتويها، ويحفظ خصوصيته، ويرعاه بكل السبل المتاحة، وقال إنه تم التأكيد الكامل على حقوق المريض النفسي في قانون رعاية المريض النفسي (قانون 71 لسنة 2009) الذي خصص هيئة كاملة للرقابة على تنفيذ القانون ورعاية حقوق المرضى، وهي المجلس القومي للصحة النفسية، ووضعه تحت سلطة وإشراف كل من وزير الصحة ثم رئيس الوزراء. وأوضح أن قانون رعاية المريض النفسي يحمي حقوق المريض المذكورة، بما يشمل عدم التعدي على المريض بالإيذاء النفسي أو البدني أو التشهير به أو اختراق خصوصيته. 1. الناحية التنفيذية مستشفى العباسية للصحة النفسية بها 29 قسم طب نفسي عام داخلي (General adult inpatient wards) سعتها الإجمالية تزيد عن 1200 سرير (ألف ومائتين)، بالإضافة للعديد من الوحدات التخصصية مثل وحدات الإدمان وطب نفس الأطفال وطب نفس المراهقين وطب نفس المجتمع والتأهيل والطب النفسي الشرعي وطب نفس المسنين ووحدة الصرع ومدرسة التمريض وغيرها، مشيرا إلى أن ذلك يشكل تحديا كبيرا لجميع العاملين لاستمرار تقديم الخدمة بأعلى مستوى أداء ممكن وأقل معدل أخطاء، في ظل ظروف صعبة جدًا. وأضاف أن العيادة الخارجية بمستشفى العباسية تناظر ما يزيد عن 300 مريض يوميًا بتذكرة قيمتها جنيه واحد فقط يحصل به المريض على الكشف والعلاج الشهري كاملا (إلا في حالة نقص الأدوية) وكل قسم له فريقه العلاجي المشكل من الأطباء والتمريض والأخصائي النفسي والاجتماعي والصيدلي، بالإضافة لبعض الخدمات المعاونة، في حين يعاني مستشفى العباسية من نزيف الكفاءات المؤهلة لصالح الدول الأخرى عامة ودول الخليج بشكل خاص، حيث تقوم خدمة الطب النفسي بأغلب مستشفيات الخليج (سواء حكومي أو خاص أو عسكري) على كوادر مستشفى العباسية للصحة النفسية في الأساس، وافتقاد هذه الكوادر يؤثر بالسلب على مستوى الخدمة المقدمة ومعدلات أدائها ونسبة القصور فيها، وقال: بعيدًا عن الصور المتداولة تتم رعاية المرضى النفسيين بأفضل صورة ممكنة في ظل نقص جسيم في الموارد المادية والبشرية المؤهلة. 1. الإجراءات المطلوبة الواقعة محل النشر تم بالفعل إحالتها للتحقيق من قبل مدير المستشفى، مطالبًا بدعم وتفعيل دور المجلس القومي للصحة النفسية الذي عانى السنوات الماضية تهميشا جسيما، مشيرا إلى أنه تم تقديم بلاغ رسمي إلى النائب العام من المجلس القومي للصحة النفسية والأمانة العامة للصحة النفسية ووزير الصحة لإحالة المسؤول عن انتهاك خصوصية المرضى ونشر صورهم عرايا بهذه الصورة للتحقيق الجنائي لما يشكله من انتهاك جسيم. المدير الموقوف ينفي من جانبه، نفى الدكتور جمال عبدالعظيم، مدير مستشفى العباسية للأمراض النفسية، وجود انتهاكات للمرضى داخل المستشفى، وقال إن الصور التقطت داخل دورة المياه، وتم التعدى على المرضى أثناء استحمامهم بتصويرهم ونشر الصور، مؤكدًا أن المصور سيحاسب، وكذلك ناشر الصور. وانتقد عبدالعظيم، نشر وسائل الإعلام للصور، قائلًا: الصورة غير مقبولة ومخالفة لحقوق المرضى، والمسألة قيد التحقيق، ولن نتهاون في أي شيء خاص بالمرضى، والإعلام ينشر أي شيء بدون أى مشكلة طالما تم الحفاظ على خصوصية المريض، والخطأ بالفعل خارج من المستشفى ولكن وظيفة الإعلام هو الرقابة والتحرك في أي واقعة وليس الصيد في الماء العكر. ممرضة تتهم الحكومة (شيماء.س)، إحدى الممرضات داخل المستشفى قالت: "بدلًا من تشويه صورة المستشفى في الإعلام انزلوا هناك لرؤية ما يقدم للمريض، واللي بيسألوا حق المريض فين.. لما سيادتك تاخد مرتب يكفي، المريض يتعالج أفضل علاج ويتحسن، لكن للأسف أدويه الحكومة مابتجبش نتيجة قوية والمنظومة الصحية في مصر فاشلة، والوزارة مش عايزة توفرلنا فلوس أو مساعدين تمريض, من زمان والمستشفى قايمة على تبرعات أهل الخير والتمريض والأطباء فقط لا غير".