سامى كمال الدين عمل مديرا لمكتب الدوحةبالقاهرة قبل السفر لتركيا..ويستعد بفيديو جديد قبل الانتخابات صور تفجيرًا إرهابيًا وقت وقوعه بكاميرا المحمول الخاص به.. وأجرى حوارًا مع متهم باغتيال أربعة وزراء مصريين تشاجر مع الهارب أيمن نور بعد فضيحة سرقة أموال قناة الشرق رفعت: الإخوان اعتادوا المعارك اللاأخلاقية.. والتسريبات لن تكون الأخيرة القيادات المنشقة عن التنظيم: لا نعلم شيئا عن تحركاته بالخارج سامى كمال الدين، اسم أثار الجدل بعد ارتباط صاحبه بواقعة تسريبات جريدة النيويورك تايمز المزعومة، والتى أشارت إلى قيام ضابط مخابرات يدعى «أشرف الخولى» بتقديم تعليمات لعدد من الإعلاميين والفنانة يسرا حول توجيه الرأى العام إلى التسليم بالقرار الأمريكى الخاص باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، بحجة أن القدس لا تفرق عن رام الله، ما يظهر القرار المصرى بالازدواجية لرفضه المعلن للقرار الأمريكى. التحقيقات الأولية حول تلك التسريبات، كشفت أن الضابط المزيف الذى قام بإجراء المكالمات المزعومة هو الإعلامى الإخوانى سامى كمال الدين، ليصبح حديث الشارع المصرى.
الإخوانى سامى كمال الدين، يعد من الشباب حديث العهد داخل الجماعة، حيث ارتبط اسمه بالتنظيم عقب ثورة 25 يناير، فقبل ذلك التاريخ كان سامى كمال الدين يعمل بجريدة الأهرام العربى، «محرر صحفى»، وتم تسريحه من الجريدة، فيما عمل مديرًا لمكتب الدوحة فى القاهرة،
أجرى «سامى» الحوار الوحيد المنشور لممدوح حمزة، والذى ألقت شرطة اسكوتلانديارد القبض عليه فى لندن عقب اتهامه بالتخطيط لاغتيال أربعة وزراء مصريين، وقد استعانت جهات التحقيق بمحتوى الشريط الذى سجله سامى مع حمزة لاستكمال التحقيقات.
ومن الأمور التى أثارت الجدل حول «سامى» هو أنه الشخص الوحيد الذى نجح فى تصوير الحادث الإرهابى لتفجير ميدان عبدالمنعم رياض، والتى بثتها وكالة الأسوشيتدبرس، حيث التقطها بكاميرا الهاتف المحمول الخاص به، والتى كانت موجهة نحو مكان التفجير وقت وقوعه.
عقب قيام ثورة 25 يناير توطدت علاقات سامى بجماعة الإخوان، حيث ظهر فى العديد من قنواتهم خاصة قناة الناس، مهاجمًا الإعلاميين، وعقب سقوط حكم الإخوان وقيام ثورة 30 يونيو توجه إلى تركيا، حيث أنتج له أيمن نور برنامجى الحرام وفى المليان، وقدمهما بعد ذلك على قناة الشرق، ومؤخرًا وقعت خلافات بينه وبين أيمن نور، عقب اتهامه للأخير بسرقة أموال العاملين بقناة الشرق، وتم تسريب محادثة بينه وبين أيمن نور من خلال أشرف السعد، وهو يدافع عن موقفه، الأمر الذى نفاه، وقبل أن يشتد الخلاف ظهرت تسريبات النيويورك تايمز لتعيد سامى للنور من جديد وتجعله من نجوم قناة الشرق.
فيما نفى عدد من قيادات جماعة الإخوان المنشقين معرفتهم بسامى كونه حديث العهد بالجماعة، ولم يكن من أبنائها الأصليين، ومن هؤلاء الذين نفوا ل«الصباح» فى تصريحات خاصة معرفتهم بسامى، د. كمال الهلباوى القيادى السابق بالجماعة، وخالد الزعفرانى القيادى السابق بها أيضًا، حيث أكدا أنهما لا يعلمان من يكون سامى ولا علاقته بالتنظيم.
سر التسريبات داخل الإخوان
اعتمدت جماعة الإخوان مؤخرًا على استراتيجية التسريبات، التى تقوم من خلالها بإثارة البلبلة، وقد استخدمها أعضاء ومؤيدو الجماعة مؤخرًا ضد بعضهم البعض كما حدث مع سامى نفسه فى الموقف سالف الذكر. وفى تصريحات خاصة ل«الصباح» قال الكاتب الصحفى أحمد رفعت، إن تصدير الإرباك للخصوم تكتيك إخوانى قديم، والهدف منه إبقاء خصومهم فى حالة دفاع دائم عن النفس، إما بالانشغال بالرد على التهم والأكاذيب أو بتشتيت الأنظار بعيدًا عن سلوك الجماعه نفسها، ولذلك يندر أن نجد الإخوان فى أى عهد بلا معارك من هذا النوع، لكن بأدوات كل عصر من العصور التى مروا بها. واستطرد: « ففى ظل الاتهامات الأخلاقيه المتبادلة داخل الجماعة، ومنها اتهامات عبدالحكيم عابدين صهر حسن البنا، والتى تم التغاضى عنها، كان الإخوان يتهمون خصومهم بذات الاتهامات الأخلاقية، بينما كان التشكيك فى الانتماء الدينى سمة من سمات الستينيات والسبعينيات فى فترة وجود الاتحاد السوفيتى كقوة عظمى، ورغم أن الإيمان متروك لله وحده لكنهم يستغلون أى طريقة لكسب معاركهم، والآن فى ظل التطور التكنولوجى الكبير تظهر التسجيلات الصوتية أو المرئية كوسيلة لمحاربة لخصومهم».
وحول تحقيق الجماعة لأهدافها باستخدام تلك الحيلة، قال رفعت، إن تلك الطريقة تعطى انطباعًا وهميًا بعدم تماسك الجبهة التى تواجه الإخوان على خلاف الحقيقة، إلا أن ذلك فى ذاته متعمد، لإبقاء جبهتهم متماسكة، وإعطاء الأمل لشبابهم بقرب سقوط الطرف الآخر، وهكذا شباب الإخوان فى غيبوبة دائمة.
وعن استمرار استخدامهم لحيلة التسريبات، أكد رفعت أن اللعبة مستمرة، خصوصا مع وجود دعم غربى، مشيرًا إلى أن النيويورك تايمز لم تكن تمزح عندما قررت نشر الموضوع، وهى على علم بالشكوك المحيطة به، لكن الأمر ماهو إلا جزء من دعم الجماعة ضد مصر.