بعد المعاناة التى كانت تعانيها المسلسلات الدينية من تجاهل جهات الإنتاج فى مصر، تغير الحال بعد وصول التيار الإسلامى إلى سدة الحكم، وتوقع عدد من المنتجين أن المستقبل سيكون لمرشح الإخوان محمد مرسى، وبالتالى سعى عدد منهم إلى مغازلة الإخوان بمنطق "أنا أركب دقن"، وهو ما حدث بالفعل حيث لجأ البعض إلى إطلاق اللحية، وآخرون إرتدوا الجلباب وإقحام مشاهد لشيوخ ضمن أحداث العمل مثلما حدث مع الثورة فى مسلسلات العام الماضى. محمود عبدالعزيزكان من أبرز من توقعوا صعود التيار الإسلامى فقام بتجهيز مسلسله ليُظهر المعاناة التى عانى منها الأسلاميون فى الماضى، حيث يظهر في مسلسل "باب الخلق" بلحية طويلة ومظهر يتشابه مع جنود حركة "طالبان"، خاصة أنه يعود في أحداث المسلسل من أفغانستان بعد غياب أكثر من 25 عاماً، فيشك رجال الأمن بالمطار في أمره ويقومون بإحالته للجهات الأمنية، كما يلقي علي أهله في المسلسل الخطب والدروس الدينية التي تعلّمها هناك. أما مسلسل "الغزالي" الذى يقوم ببطولته محمد رياض فيشهد عودة صريحة للمسلسلات الدينية بعد غياب، ويتناول شخصية الإمام الراحل الشيخ أبو حامد الغزالي، أعظم مفكري أهل السنة، حيث يسرد تفاصيل حياته ونشأته وأفكاره وكتبه ورحلته العلمية التنويرية. ونفس الأمر بالنسبة لمسلسل "أم الصابرين" الذى يرصد المسلسل قصة حياة الداعية الإسلامية زينب الغزالي منذ ميلادها وحتى وفاتها، مركزاً على الفترة المؤثرة في عمرها من عمر 20 عاماً وحتى وفاتها عن عمر يناهز 88 عاماً، مروراً بدورها من خلال الإتحاد النسائي مع هدى شعراوي، ودورها في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وتوليها منصب رئيسة الأخوات، وتقوم ببطولة المسلسل رانيا محمود ياسين التى تجسد أيضاً دور سلفيه معتدله تتميز بخفه الدم مع زوجها وأولادها من خلال مسلسل الهروب الذى يعود به كريم عبدالعزيز للدراما بعد غياب طويل، ويظهر بشكل جديد ومختلف، حيث يتطلب دوره أن يكون شعره قصير مع لحية نابتة، خاصة أنه يجسد دور شاب يعاني من الاضطهاد من أمن الدولة بعدما يتم اتهامه بالخطأ في محاولة إغتيال الرئيس أثناء افتتاحه أحد المشاريع الكبري بمدينة رشيد. فى حين لجأ أحمد عزمي إلى اللحية لتجسيد شخصية الشاب الملتزم دينياً "حربي" الذى يحب خديجة التى تجسدها حنان ترك في مسلسل "أخت تريزا" الذى تقوم ببطولته، وتجسد خلاله شخصيتين لأختين فرقتهما الأيام، لتربى إحداهما أسرة مسلمة، والأخرى أسرة مسيحية قبل أن تلتقى الأختين خلال الأحداث. بينما يجسد الفنان السوري جمال سليمان شخصية "فضلون الجناري" ذي اللحية الطويلة أيضاً ضمن أحداث مسلسل "سيدنا السيد" الذي يظهر خلاله بشخصية رجل يستخدم كل شئ حتى الدين لإحكام قبضته على الأخرين، وبالرغم من ذلك لديه العديد من القيم التى يطبقها على نفسه. نفس الأمر بالنسبة للفنان نور الشريف الذي يظهر بلحية طويلة بعد قام بحلاقة شعره علي "الزيرو" في مسلسل "عرفة البحر" الذي يُجسد خلاله شخصية شيخ الصيادين، ويقوم في أحداث المسلسل بالتطرق لقضية الفتنة الطائفية التي يُعالجها "عرفة" بالحكمة والوعظ الديني. فى حين يجدد أحمد السعدنى تقديمه لشخصية الشاب الملتزم دينياً الذى قدمها فى فيلم "مرجان أحمد مرجان" من خلال شخصية الملتزم بحدود الله بمسلسل خطوط حمراء مع أحمد السقا، والذى كتبه المؤلف محمود أبو زيد وإخراج أحمد شفيق. وعن مغازلة صناع تلك الأعمال للإخوان من خلال إقحام بعض الشخصيات المتدينه على العمل رفض محمد السيد عيد ما وصفه بالإتهام، مؤكداً أنه لن يغازل الإسلاميين والتيار الديني من خلال هذا المسلسل أو المسلسلات التى سيكتبها فى ظل حكم الرئيس محمد مرسى، خاصة أن "الإمام الغزالي" كتبه منذ عدة أعوام، وقدمه لشركة صوت القاهرة إلا أنه واجه عراقيل إنتاجية قبل أن ينتقل إلى قطاع الإنتاج. وتابع السيد عيد أنه لم يقحم أى شخصيات على العمل، خاصة أنه معروف بتقديمه لأعمال جادة تحمل قيمة حقيقية بصرف النظر عن توقيت عرضها، سواء كان الحكم إخوانى أو ليبرالى. فى حين رفضت رانيا محمود ياسين أن يكون صعود التيار الإسلامى هو السبب فى ظهور مسلسل أم الصابرين، مؤكدة أن العمل واجة العديد من الصعوبات فى ظل وجود التيار الاسلامي ولم يتدخل أحد في المسلسل ولم يدعمه باي شكل، خاصة أن العمل يحمل قيمه جيده، بالإضافة إلى أن النظم تذهب وتأتي نظم أخري فاذا ما غازلنا نظاماً فماذا سنفعل بعد أن يحل محله أخر؟.