أسعار الذهب اليوم الجمعة 23 مايو 2025    "كاسبرسكي": 9.7 مليون دولار متوسط تكلفة سرقة البيانات في القطاع الصحي    مايكروسوفت تمنع موظفيها من استخدام كلمة «فلسطين» في الرسائل الداخلية    القبض على عاطل وسيدة لقيامهما بسرقة شخص أجنبي بحلوان    لم يصل إليها منذ شهر، قفزة في أسعار الذهب بعد تراجع الدولار وتهديد إسرائيل لإيران    في يومه العالمي.. احتفالية بعنوان «شاي وكاريكاتير» بمكتبة مصر العامة بالدقي    «التنسيق الحضاري» يطلق حفل تدشين تطبيق «ذاكرة المدينة» للهواتف الذكية    مجدي البدوي: علاوة دورية وربط بالأجر التأميني| خاص    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| الأهلي ضد الزمالك في نهائي كأس أفريقيا لليد    حقيقة انفصال مطرب المهرجانات مسلم ويارا تامر بعد 24 ساعة زواج    بسمة وهبة لمها الصغير: مينفعش الأمور الأسرية توصل لأقسام الشرطة    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    انتقادات لاذعة لنتنياهو واحتجاجات بعد إعلانه تعيين رئيس جديد للشاباك    رئيس البنك الإسلامي يعلن الدولة المستضيفة للاجتماعات العام القادم    توجيه اتهامات ب"قتل مسؤولين أجانب" لمنفذ هجوم المتحف اليهودي بواشنطن    انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الشرقي في المنيا يُخلف 4 قتلى و9 مصابين    بصورة قديمة وتعليق مثير، كيف احتفت هالة صدقي بخروج عمر زهران من السجن    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    لجنة التقنيات بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تعقد اجتماعها الأول    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    يرغب في الرحيل.. الزمالك يبحث تدعيم دفاعه بسبب نجم الفريق (خاص)    مراجعة مادة العلوم لغات للصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني (فيديو)    انفجار كبير بمخزن أسلحة للحوثيين فى بنى حشيش بصنعاء    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    عودة لحراسة الزمالك؟.. تفاصيل جلسة ميدو وأبو جبل في المعادي (خاص)    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    ضبط مركز أشعة غير مرخص فى طهطا بسوهاج    في حضور طارق حامد وجوميز.. الفتح يضمن البقاء بالدوري السعودي    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    رسميًا بعد قرار المركزي.. ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 23 مايو 2025    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هؤلاء الجنود.. صنعوا النصر
نشر في الصباح يوم 03 - 10 - 2017

بعد ست سنوات من الصمود والاستنزاف والانتظار والتخطيط والصبر، عبر المصريون خط بارليف والساتر الترابى والمواقع الحصينة، وكسروا أسطورة جيش دفاع إسرائيل الذى لا يقهر، وأكذوبة أن هذا الجدار لن يزول إلا بالقنابل النووية، كانت لحظات لا تنسى، تلاحم فيها الشعب مع جيشه العظيم ليقاتل ويمحو عار الهزيمة، لم يكن العبور مجرد معركة، بل استعادة لذاكرة شعب علم العالم معنى الحياة والسلام.
انتصرت مصر وارتفع علمها على شرق القناة وخفقت القلوب وتدفقت النفوس نحو الأرض ووقف العالم يشاهد واحدة من أعجب معارك التاريخ، وصفها الفرنسيون بقولهم: «اللحم هزم الصلب» كان المطلوب أن يتصدى المقاتل المصرى للدبابة العملاقة كالديناصور ببندقية الآر بى جى، ويسقط الطائرة بصاروخ محمول على الكتف، ويسد حمم جهنم الخارجة من مواسير تحت القناة بمواد عازلة ويبنى الكبارى فى دقائق معدودة ويدمر الدشم الحصينة.الجندى المصرى كان بلاشك معجزة الحرب وهؤلاء صنعوا الانتصار
محمد عبدالغنى الجمسى
جنرال الحرب
(1921 - 2003)
أثناء المفاوضات مع إسرائيل كان اللواء الجمسى، الذى يطلق عليه الإسرائيليون «الجنرال المخيف» يصر وهو يتفاوض على أن يكون عدد الدبابات فى سيناء لا يقل عن 500 دبابة بينما الجانب الإسرائيلى يصر على أن تكون 300 دبابة.
جاء الرئيس السادات برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلى ووافق على الطلب الإسرائيلى.وانزوى الجمسى فى ركن من الخيمة وسقطت من عينيه دمعة ساخنة.
سأله قائد الأركان الإسرائيلى: «ماذا حدث يا جنرال ؟» قال: «أنا عسكرى وسأطيع الأوامر..لكن أتمنى من القيادة السياسية أن تدرك كم من الدماء سالت لتعبر تلك الدبابات للضفة الغربية للقناة».
من يومها بدأ الخلاف يتسع تدريجيًا بين الرئيس السادات والفريق الجمسى الذى كان طرازًا رفيعًا للانضباط والعسكرية المصرية وأحد قادة حرب أكتوبر صناع النصر.
ولد القائد العسكرى البارع والمصنف ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا فى التاريخ «محمد عبدالغنى الجمسى» في محافظة المنوفية، بقرية البتانون، لأسرة ريفية تتكون من سبعة أشقاء وكانت ميسورة الحال، يعمل عائلها فى الأراضى الزراعية بمحافظة المنوفية.، وأتم التعليم النظامى فى مدرسة المساعى المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، ولعب القدر دوره فى حياته بعد أن أكمل تعليمه الثانوى، حينما سعت حكومة مصطفى النحاس باشا الوفدية لاحتواء مشاعر الوطنية المتأججة التى اجتاحت الشعب المصرى فى هذه الفترة؛ ففتحت - لجميع الفئات والمستويات الالتحاق بالكلية الحربية.
التحق «الجمسى» بالكلية الحربية، وهو ابن 17 عامًا مع عدد من أبناء الجيل الذى سبقه وطبقته الاجتماعية الذين اختارهم القدر لتغيير تاريخ مصر؛ حيث كان منهم: جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وصلاح وجمال سالم وخالد محيى الدين. وغيرهم من الضباط الأحرار، وتخرج فيها عام 1939 فى سلاح المدرعات.
كان من قلائل القادة الذين شاهدوا الحرب العالمية الثانية وعقب انتهاءها واصل مسيرته العسكرية، فعمل ضابطًا بالمخابرات الحربية، فمدرسًا بمدرسة المخابرات؛ حيث تخصص فى تدريس التاريخ العسكرى لإسرائيل.
شعر الجمسى بالإهانة كرجل عسكرى فتقدم باستقالته من القوات المسلحة عقب هزيمة يونيو 1967 ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة لكن الرئيس جمال عبدالناصر رفض الاستقالة وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصرى مع عدد من القيادات.
فى عام 1973 عندما اقترب موعد الهجوم لتحرير سيناء كان «الجمسى» يرأس هيئة عمليات القوات المسلحة، وإلى جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب.
بعد صراع طويل مع المرض رحل المشير الجمسى فى صمت، وصعدت روحه إلى بارئها فى 7 يونيو 2003 عن عمر يناهز 82 عامًا، عاش خلالها حياة حافلة.
سعد الدين الشاذلى

«العقل المدبر »
(1922 –2011)
وسط دوامات الهزيمة فى 1967، وارتباك التراجع والانسحاب من سيناء، كان سعد الدين الشاذلى من القلائل الذين نجحوا فى الخروج بالكتيبة من دون خسائر. وطوال سنوات الاستنزاف كان بحكم منصبه كقائد أركان الأكثر التصاقًا بالجنود والاستماع لشكاواهم وتنمية قدراتهم على الصمود تمهيدًا ليوم العبور العظيم.
سعد الدين الشاذلى جاء إلى الدنيا فى سنوات غليان ثورة 1919 عندما خرجت الجماهير تهتف : «سعد..سعد.. يحيا سعد» وكان طبيعيًا أن كل مواليد هذه السنوات على اسم الزعيم سعد زغلول. هكذا حمل القائد العسكرى الكبير سعد الدين الشاذلى منذ طفولته لقب الزعيم الكبير وكأنما للاسم هالة وقوة انتقلت من هذا إلى ذاك. شغل الشاذلى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى الفترة ما بين 16مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 وكان مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات فى مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشئون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكرى ويعتبر من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة. يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف فى حرب أكتوبر عام 1973.
ولد «الشاذلى» بقرية شبراتنا، مركز بسيون، فى محافظة الغربية، فى دلتا النيل فى 1 أبريل 1922 لأسرة فوق المتوسطة، وكان والده الحاج الحسينى الشاذلى من الأعيان، وأمه السيدة تفيدة الجوهرى وهى الزوجة الثانية لأبيه، وكان الطفل الصغير يستمع إلى حكايات متوارثة حول بطولات جده لأبيه الشاذلى، الذى كان ضابطًا بالجيش، وشارك فى الثورة العرابية وحارب فى معركة التل الكبير.
تلقى الشاذلى العلوم فى المدرسة الابتدائية فى مدرسة بسيون التى تبعد عن قريته حوالى 6 كيلو مترات، وبعد إكماله الابتدائية، انتقل والده للعيش فى القاهرة وكان عمره 11 سنة، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية فى مدارس القاهرة.
تزوج الشاذلى فى 13 ديسمبر 1943 من زينات محمد متولى السحيمى ابنة محمد متولى باشا السحيمى مدير الكلية الحربية فى ثلاثينيات القرن الماضى وأنجب 3 بنات هنّ: شهدان وناهد وسامية.
تُوفى الفريق سعد محمد الحسينى الشاذلى يوم الخميس الموافق 10 فبراير 2011 م، بالمركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا قضاها فى خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض وقد شيّع فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة فى حضرة آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة بعد صلاة الجمعة. وقد تقدم المشيعين الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية فى السويس إبان حرب أكتوبر.
المشير أحمد بدوى
بطل معارك كبريت
1927 –1981
فى 2 مارس 1981، استيقظت مصر على كارثة مروعة، سقطت الطائرة بالفريق أحمد بدوى، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، ولقوا مصرعهم، عقب ارتطام الطائرة العمودية بعمود فى منطقة سيوة بالمنطقة العسكرية الغربية بمطروح.
أصدر الرئيس أنور السادات قرارًا بترقية الفريق أحمد بدوى لرتبة مشير وترقية رفاقه الذين قضوا معه إلى الرتب الأعلى فى نفس اليوم واعتبارهم شهداء للوطن.
وحتى الآن مازال ذلك الحادث لغزًا وهناك شكوك كبيرة حول وفاته هو وثلاث عشر قائدًا من كبار ضباط قيادة القوات المسلحة. شيعت جنازة المشير بدوى وزملائه، يوم الثلاثاء 3 مارس 1981، من مقر وزارة الدفاع المصرية، فى جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس أنور السادات.
دخل «المشير بدوى» حرب أكتوبر ضمن تشكيل الجيش الثالث الميدانى، وخاض معارك كثيرة ومتنوعة منها معركة النقطة القوية جنوب البحيرات المرة، ومعركة تقاطع طريق الجدى مع طريق الشط لمنع تدخل احتياطات العدو، ومعركة النقطتين القويتين الملاحظة والمسحورة ومعارك الدبابات الكبرى التى بدأت يوم 15 أكتوبر، ومعركة الصمود فى كبريت ثم معارك غرب القناة.
ترقى بدوى حتى صار وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.
ولد بدوى 1927 فى الإسكندرية، بحى محرم بك، والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1948 فشارك فى حرب 1948 بفلسطين وكان محاربًا من أول حياته، ترقى تدريجيًا حتى جاءت هزيمة 1967 حيث كان ضحية تصفية حسابات كونه دفعة شمس بدران وزير الحربية إبان النكسة فتمت إحالته للمعاش واعتقاله خوفًا من ولائه لشمس بدران وخرج من المعتقل فى يونيو 1968 فاتجه للدراسة وحصل على بكالوريوس التجارة ولكن أثناء ذلك أعاده السادات للخدمة بعد تصفية مراكز القوى فى مايو 1971.
طوال حرب أكتوبر المجيدة أثبت أحمد بدوى أنه مقاتل شديد المراس، وقاتل بشجاعة مع فرقته فى مواقع سيناء المواجهة للثغرة حتى عينه السادات قائدًا للجيش الثالث الميدانى وهو تحت الحصار فى ديسمبر 1973 ورقى لرتبة اللواء فى مجلس الشعب عام 1974، ووصل لمنصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة عام 1978 وظل بها حتى مايو 1980 حين عينه السادات وزيرًا للدفاع خلفًا لكمال حسن على.
كان أحمد بدوى حريصًا على أن يأكل الجنود قبل الضباط، وكان موقع قيادته لا يدل على أى علامة على درجة من درجات الترفيه، بطانية واحدة كان يلتحف بها وكان لكل جندى بطانيتين أو ثلاث، وكان حريصًا على المرور اليومى على الجنود والتحدث إليهم.
الشهيد أحمد حمدى
اليد النقية
(1929-1973)
فى 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده فى إعادة إنشاء كوبرى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذى تم إنشاؤه من الكوبرى معرضة هذا الجزء إلى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبرى وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدًا عن منطقة العمل ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوى المستمر، وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبرى أصابت البطل شظية طائشة متطايرة وهو بين جنوده. كانت الإصابة الوحيدة والمصاب الوحيد لكنها كانت قاتلة فقد استشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائمًا.
ولد أحمد حمدى فى 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، وتخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا. التحق بالقوات الجوية فى عام 1951، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتى بدرجة امتياز.
أظهر الشهيد أحمد حمدى فى حرب 1956 بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبرى الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، وأطلق عليه زملاؤه لقب (اليد النقية) لأنه أبطل آلاف الألغام قبل انفجارها. كان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو، ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أى وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه.
تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثانى وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973، وفى عام 1971 كلف بتشكيل وإعداد لواء كبارى جديد كامل وهو الذى تم تخصيصه لتأمين عبور الجيش الثالث الميدانى تحت إشرافه المباشر.
عندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء أحمد حمدى من قيادته التحرك شخصيًا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل فى بناء الكبارى على القناة إلا أن القيادة رفضت انتقاله لضرورة وجوده فى مقر القيادة للمتابعة والسيطرة إضافة إلى الخطورة على حياته فى حالة انتقاله إلى الخطوط الأمامية تحت القصف المباشر إلا أنه غضب وألح فى طلبه أكثر من مرة.
كان على موعد مع الشهادة، ولم تجد القيادة والحال هكذا بدا من موافقته وتحرك بالفعل وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه إلى بدء تشغيل معظم الكبارى والمعابر وصلى ركعتين شكرًا لله على رمال سيناء المحررة.
نال اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وهو أعلى وسام عسكرى مصرى، كما اُختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس، وافتتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات النفق الذى يربط سيناء بأرض مصر وأطلق عليه اسم الشهيد.
أحمد إسماعيل على
(1917 - 1974)
القائد العام للقوات المسلحة
طوال حرب الاستنزاف والاستعداد لحرب التحرير، كانت هناك كراسة مكتوبة بخط اليد بداخلها كل خطة العبور. يحملها ولا يفارقها أبدًا الفريق أحمد إسماعيل. كان من مآثره أن توسط للفريق محمد فوزى لدى الرئيس السادات لإطلاق سراحه، وعقب الحرب كان الداء اللعين يهاجمه وطلب من الرئيس أن يسترح ورفض الرئيس إلا أن يظل قائدًا ورمزًا للجندية والعسكرية المصرية.
فى شبابه وبعد حصوله على الثانوية العامة حاول أحمد إسماعيل الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه فشل فالتحق بكلية التجارة، وفى السنة الثانية فيها قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية، لكن الكلية رفضت طلبهما معًا لأنهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس.
فى هذا العام أصدر الملك فؤاد الأول قرارًا بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب وكانت هذه الدفعة وما بعدها هى دفعة الضباط الأحرار.
أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية خلال حرب أكتوبر 1973، وشغل قبلها منصب رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس أركان القوات المسلحة. صنفته مجلة الجيش الأمريكى كواحد من ضمن 500 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا.
تخرج فى الكلية الحربية عام 1938 وكان زميلًا لكل من الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس جمال عبدالناصر فى الكلية الحربية، وبعد تخرجه برتبة ملازم ثان التحق بسلاح المشاة وخاض الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين 1948، والعدوان الثلاثى 1956، ونكسة 1967 حتى جاء عام 1969 وأصبح رئيسًا لأركان الجيش المصرى.
عزله الرئيس عبدالناصر بسبب حادث الزعفرانة الشهير، ثم أعاده الرئيس السادات إلى الخدمة رئيسًا للمخابرات العامة ثم رُقى إلى رتبة فريق أول، وأصبح وزيرًا للحربية عام 1972 وخاض حرب أكتوبر وتوفى عام 1974.
ولد أحمد إسماعيل فى شهر أكتوبر عام 1917 بشارع الكحالة بشبرا بمحافظة القاهرة والده كان ضابط شرطة. وكانت والدته قد أنجبت عددًا من البنات، ولما حملت فيه فكرت فى إجهاض نفسها خشية أن يكون المولود الجديد بنتًا ولكنها تراجعت عن ذلك.
بعد وفاة الرئيس عبدالناصر عام 1970 وتولى الرئيس أنور السادات تم تعيين أحمد إسماعيل فى 15 مايو 1971 رئيسًا للمخابرات العامة وبقى فى هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارًا بتعيينه وزيرًا للحربية، وقائدًا عامًا للقوات المسلحة خلفًا للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصرى فى مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.
أصيب «المشير» بسرطان الرئة وفارق الحياة يوم الأربعاء ثانى أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عامًا فى أحد مستشفيات لندن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.