جامعات تلغى تعاقدها مع فالكون ومطالبات بعودة الشرطة لضبط الأمور رئيس جامعة أسيوط: لا نستطيع دفع 10ملايين ل«فالكون» وطلابنا لا ينفع معهم إلا الشرطة رئيس جامعة القاهرة: عودة الحرس الجامعى سيكون بحكم قضائى ومدة فالكون لم تنته حالة من التخبط تسود أروقة الجامعات المصرية فى الأيام الأولى للعام الدراسى الجديد، بعد أن قامت عدد من الجامعات بإلغاء التعاقد مع شركة الحراسات الخاصة (فالكون) وهو ما قد يؤدى إلى عودة الأمن الشرطى للجامعات مرة أخرى، وعلمت «الصباح» أن الجامعات الثلاث الكبرى (القاهرة وعين شمس وحلوان) تعاقدت مع فالكون بالرغم من اعتراض بعض المسئولين فى حين ألغيت تعاقدات جامعات إقليمية. يقول الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة: «إن التعاقد مع الشركة الخاصة بالتأمين أبرم منذ عامين ويستمر 3 سنوات، ولذا فإن الإدارة الحالية لا تستطيع إلغاءه إلا بعد انتهاء المدة المقررة». وأضاف الخشت ل«الصباح» أن فكرة عودة الحرس الجامعى غير مطروحة الآن، لأن هناك دعوة قضائية أقامها عدد من رؤساء الجامعات منذ العام قبل الماضى أمام القضاء الإدارى تطالب بعودة الأمن الشرطى، ولن يتخذ أى قرار إلا بعد الفصل فيها. ومن جهته قال الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، «إن الجامعات تحتاج ليد من حديد خاصة بعد الأحداث المتلاحقة التى تمر بها البلاد، لذا فإن حلوان تنتظر عودة الحرس الجامعى، ولكنها اضطرت للتعاقد مع شركة فالكون لحين عودة الشرطة للجامعات بقرار قضائى». فيما قررت جامعات الزقازيق والمنيا وأسيوط إلغاء التعاقد مع شركة «فالكون» واعتمدت على الأمن الإدارى مطالبة بعودة الشرطة، وهو ما أكده الدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط. مشيرًا إلى أن الجامعة لا تستطيع تحمل مبلغ 10 ملايين جنيه فى العام مقابل تأمين فالكون لمنشآت الجامعة. وقال إن الأمن الشرطى أفضل بكثير فى التأمين، خاصة وأن محافظة أسيوط لها طبيعة خاصة، ولا يصح مع طلابها سوى إلا الشرطة، مضيفًا أن الجامعة لجأت للأمن الإدارى على أمل عودة الداخلية قريبًا. وأثارت مطالبات عودة الحرس الجامعى التابع لوزارة الداخلية أساتذة الجامعات، والذين وقفوا ما بين مؤيد ومعارض، وطالبت الدكتورة مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، بعودة الحرس الجامعى، لأن المدنى غير مدرب جيدًا، واصفة ما يحدث فى الجامعات بغير المقبول فى ظل غياب الشرطة. واتفقت معها فى الرأى داليا على، موظفة بشئون الطلبة بمعهد الصحافة، مطالبة بعودة الحرس الجامعى، موضحة أن الوضع فى المعهد أصبح سيئًا للغاية ومستفزًا. وأكدت أن الطلاب باتوا يتعاملون بأشكال من البلطجة داخل المعهد حيث يقوم أحد الطلبة وشهرته ماندوا بشراء أطباق البيض وإلقائها من الدور الثانى للمعهد على زميلاته، فضلًا عن إلقاء أكياس المياه علينا أثناء خروجنا من المعهد». وأوضحت صباح عادل، موظفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، منذ خروج الحرس الجامعى أصبحنا غير قادرين على التعامل مع هذه النوعية من الطلبة، فهؤلاء الطلبة يتعاملون بكل بلطجة لا نقدر على ردعهم، ثم تحدثت قائلاً «ياريت يرجع الحرس الجامعى تانى». فى المقابل، رأى محسن خضر، رئيس قسم التربية بجامعة عين شمس، أن عودة الحرس الجامعى خطوة للوراء، مضيفًا: «لا يجب أن نطالب به بعد ثورة 25 يناير»، وفى الوقت نفسه لا ننكر أن الجامعات المصرية تمر بمرحلة تاريخية مرتبكة. وأكد أنه لابد من القيام بعمليات تثقيف سياسى داخل الجامعة على المدى البعيد تراعى غرس قيم المشاركة المجتمعية لدى الشباب من خلال فتح قنوات اتصال مباشرة بين الدولة وبينهم. وأوضح أنه لابد من العمل على تدريب الشباب على المشاركة السياسية الحقيقية، لتخريج كوادر قادرة على قيادة الوطن بأداءات فكرية راقية. وقالت إيمان عامر، معيدة بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن التسيب من جانب الأمن المدنى تسبب فى فوضى داخل الجامعة، كما أن الحرس المدنى عددهم قليل جدًا، والجامعة أصبحت مكانًا للتنزه ومعاكسة البنات. وفى الوقت نفسه تفاوتت آراء طلاب الجامعات بين مؤيد ومعارض لفكرة عودة الأمن الشرطى، بحيث يرى حسام عبدالناصر الطالب بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن فكرة الاعتماد على أمن إدارى غير متخصص لتأمين أماكن حيوية مثل الجامعات غير منطقية. ويشاركه فى الرأى جاسر عبداللطيف الطالب بنفس الكلية، والذى يرى ضرورة عودة الداخلية للجامعات لعودة الأمن والسلامة، حيث إن هناك عناصر إخوانية داخل الكليات تحاول دائمًا زعزعة الأمن وعدم استقرار العملية التعليمية والشرطة هى الجهة الوحيدة القادرة على التعامل معهم. فى حين ترى داليا عثمان، طالبة بكلية الحقوق، أن وجود الشرطة بالجامعة يجعل الطلاب يشعرون بأنهم فى ثكنة عسكرية تحاوطهم الأسلحة من كل جانب، والذى ترى أنه من الضرورة الاعتماد على أمن خاص ولكن يجب أن يكون مدربًا. ومن جانبه أكد مصدر بشركة فالكون أن الجامعات لم تلغ التعاقد مع الشركة حيث إنه سيتم تأمين سبع جامعات هذا العام من بينها القاهرة وعين شمس وحلوان والزقازيق والإسكندرية فى حين قررت بعض الجامعات تأجيل التعاقد مع الشركة لحين توفير الميزانية المطلوبة.