هل تعود أعمال العنف مع عودة الدراسة بالجامعات 11 أكتوبر الحالى وهل هناك سبل تأمين مستحدثة وإجراءات فاعلة لمواجهة أى أحداث شغب طارئة قد تعرقل انتظام العملية التعليمية وما الضوابط الجديدة للتسكين بالمدن الجامعية لتلافى ممارسات التخريب التى سبق حدوثها ..تساؤلات فرضت نفسها مع بداية العام الدراسى وسط هواجس من استئناف نشاط العناصر المتطرفة رغم تأكيد الجامعات على أنها لن تسمح بذلك باعتبارها مكانا وبيتا للعلم وليست ساحة للأنشطة الحزبية والسياسية . رصدنا ما أثير من جدل حول إجراءات التأمين والتسكين الجديدة وسجل مقترحات وآراء مسئولى التعليم والطلاب حول كيفية حماية الحرم الجامعى من أعمال العنف وضبط المنظومة التعليمية وتفعيل الأنشطة الفكرية والمجتمعية ؟. انضباط العملية التعليمية د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة قال للموقع إن تفعيل الإجراءات الخاصة بتأمين الجامعة خلال العام الدراسى الجديد ،يهدف الى استقرار وانضباط العملية التعليمية . وأضاف أنه من أهم هذه الإجراءات تدعيم جهاز الأمن الإداري بتدريبهم على أحدث أساليب الدفاع وزيادة عددهم بنحو 150 فردا ليصبح الاجمالى 800 فرد ،وسد منافذ السور الخارجي للحرم الجامعي من خلال التعاقد مع شركة أمن متخصصة، إلى جانب الشركة التي تعاقدت معها وزارة التعليم العالي لتأمين بوابات الجامعات، ومن بينها بوابات جامعة القاهرة، وتغيير أبواب حرم الكليات لتكون فولاذية. وأشار الى أن هناك إتفاقا مع وزارة الداخلية على توفير وحدات شرطية لتأمين الحرم الجامعى من الخارج تكون على أهبة الإستعداد للتدخل السريع عند حدوث أعمال شغب أو عنف داخل الحرم أو الكليات خارجه لحماية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين ومرافق الجامعة مع تدعيم الأمن الإداري النسائى بمجموعة من خريجات كلية التربية الرياضية لتفتيش حقائب السيدات والطالبات ذاتيا عند دخولهن الجامعة. وأكد نصار أنه لن يسمح بان تكون الجامعة ساحة لتجاذبات ومنازعات ليست طرفآ فيها بما يخل بإحترام قدسية الجامعة وخصوصيتها وأنه سيتم تطبيق تطبيق القواعد والقوانين على المخالفين مشيرا الى أن مجلس الجامعة قرر تشكيل لجنة للنظر في تظلمات الطلاب المفصولين فصلاً نهائياً من الجامعة وفقاً للمادة (184) مكرر من قانون تنظيم الجامعات. ودعا رئيس جامعة القاهرة إلى إعداد برامج للأنشطة الطلابية على مستوى الجامعة والكليات تؤدي لتنمية مهارات الطلاب العملية والعلمية مع تفعيل مبادرات خدمة البيئة . ولفت الى أنه تم الإنتهاء من صيانة المنشآت والمباني الجامعية وتجهيز قاعات المحاضرات والمعامل والمكتبات وإعلان والجداول الدراسية وبرامج الأنشطة الطلابية. "الفيش والتشبيه " للتسكين وفيما يتعلق بقواعد قبول طلاب المدن الجامعية للعام الدراسي الجديد،أوضح د.نصار أن اشتراط تقديم " الفيش والتشبيه " وتقرير من معمل السموم بالجامعة بخلو الطالب من المواد المخدرة يعتبر إجراءً احترازيا لتفادى ماسبق حدوثه من سلوكيات غير منضبطة . وقد اشترطت الجامعة قبول الطلاب الذين يسكنون على مسافة أبعد من 50 كيلومترًا عن الجامعة،وألا يكون الطالب انتهت مدة تسكينه إداريا العام الماضى ، ألا يكون عليه مستحقات مالية من العام الماضى، ألا يزيد سن الطالب المستجد "ثانوى عام- فنى- معاهد متوسطة" فى أول أكتوبر عن 20 عاما، ألا يزيد سن الطلاب القدامى فى أول أكتوبر عن 26 عاما بحيث تكون الأولوية فى القبول وفق التقدير ثم البعد الجغرافى والسن. وشددت إدارة المدن على ألا يكون الطالب قد وقعت عليه عقوبات بالكلية عدا الإنذار ولفت النظر والحرمان من الأنشطة الطلابية و ألا يكون رهن التحقيق فى أى من الأحداث التى وقعت بالجامعة خلال العام الجامعى السابق وأن يوقع الطالب على إقرار بالالتزام بالشروط واللوائح المنظمة للإقامة بالمدن الجامعية والحفاظ على منشآت الجامعة، وكذلك عدم كتابة أي عبارات على جدران ومباني المدن الجامعية و أن تثبت لياقته الصحية والنفسية والعصبية من قبل الإدارة العامة للشئون الوقائية بالجامعة. وبالنسبة للطلاب الوافدين من الخارج حددت الجامعة شروطًا منها ألا يكون الطالب من الخارج مستنفدًا عدد مرات الرسوب، وأن تكون الموافقة الأمنية قد وصلت للكلية لتطبق عليه باقي القواعد المنظمة للمدن الجامعية، وأن تنطبق عليه شروط الإقامة المطبقة على الطالب المقيم. شركة أمن خاصة وقال الدكتور حسين عيسي رئيس جامعة عين شمس إنه مفوض بالتعاقد بالإنابة عن الجامعة مع شركة الأمن الخاصة بتأمين وتنظيم دخول الطلاب للجامعة والمدن الجامعية من خلال بطاقات ممغنطة على ان تتحمل وزارة المالية تلك الأعباء المالية المترتبة على هذا التعاقد ، مقابل تحمل الجامعة أعباء تركيب الكاميرات والبوابات المصفحة . وأضاف عيسى أن هذا العام سيشهد مواجهة أعمال الشغب ليس فقط بالأساليب الأمنية مثل البوابات المصفحة والبطاقات الممغنطة وكاميرات مراقبة، مع زيادة أعداد أفراد الأمن ولكن أيضا ستطبق الجامعة طرقا غير أمنية لعدم تكرار ما حدث العام الماضي من تجاوزات من خلال تنظيم لقاءات بين قيادات الكليات مع الطلاب المستجدين فى بداية العام الجامعي فى إطار التعريف بأنظمة الدراسة بالكليات وبالحياة الجامعية الجديدة إيمانا بأهمية الحوار بين أطراف العملية التعليمية لشباب الجامعة فى هذه المرحلة السنية و حل ما قد يعترض هؤلاء الشباب من مشكلات مع تفعيل الأنشطة الطلابية ودعمها سواء ثقافية أو رياضية أو اجتماعية أو توعية سياسية. وأكد عيسى حظر ممارسة اى أنشطة حزبية داخل حرم الجامعة ومنع تكوين اسر طلابية حزبية تحت شعار الأنشطة الطلابية موضحا أن الجامعة تؤمن بمبدأ الحرية المسئولة وأنه من حق الطالب التعبير عن الرأي تعبيراً سلميا دون سباب أو قذف أو تخريب وتعطيل الدراسة ، وسوف تطبق القانون بكل حزم على المخالفين. وأشار الى أنه تم استكمال المنشآت والمباني الجامعية والمعامل وخلافه ، وإعلان الجداول الدراسية على موقعى الجامعة والكليات. وفيما يتعلق بالمدن ، أكد رئيس جامعة عين شمس أنه سيتم الانتهاء من تسكين الطلاب بالمدن الجامعية خلال الأسبوع الأول من الدراسة مع حظر التظاهرات نهائيا داخل المدن الجامعية أيا كانت نوع هذه التظاهرات واعتبارها مخالفة تعرض مرتكبيها لعقوبات صارمة. وأكد الدكتور محمد الطوخي نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون التعليم والطلاب حرمان الطلبة الذين تم توقيع جزاءات عليهم العام الماضي، من السكن داخل المدينة الجامعية. وأضاف أن هناك شرطا آخر للراغبين في السكن بالمدن الجامعية، هو ضرورة أن يوقع الطالب وولي أمره تعهدا مكتوبا ينص على الالتزام بنظام الجامعة وعدم المشاركة في تظاهرات . وقال الطوخى إن المدن الجامعية التابعة للجامعة ستقبل هذا العام 5000 طالب وطالبة بدلًا من 8000 طالب، وذلك بعد تغيير التوزيع الجغرافي الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي لتخفيف العبء عن المدن الجامعية، وبحث آليات تطويرها. حل ..وسط وقال د.نبيل فهمى رئيس قسم القوى الميكانيكية بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق إنه يعتبر التعاقد مع شركات الأمن الإدارى حلا وسطا بين الحرس الجامعى والامن المدنى غير المسلح فضلا عن ضرورة الاهتمام بالشرطة النسائية . وأوضح ان جامعة الزقازيق بها نحو 140 ألف طالب ومنهم من ينتمون لعناصر متطرفة وبالتالى يجب توفير الامن منعا للفوضى وتطبيق القانون حرصا على انتظام العملية التعليمية . واستنكرد.فهمى ما شهدته الجامعات المصرية فى الفترات الماضية من أحداث العنف ، بخلاف أعمال التخريب التى طالت جدران بعض الجامعات . وأضاف أنه لكى تتمكن شركات الأمن الخاصة من ضبط وإحضار المتسبب في الشغب، أو تحرير محضر له، لابد من تفعيل بروتوكول التعاون بين وزارتى التعليم العالى و الداخلية بحيث تستعين الجامعة بالشرطة حين يقتضى الأمر ذلك فقط. التصدى للعناصر المتسللة أما د.نجلاء البشلاوى رئيس قسم النساء بطب الازهر، فترى أنه لابد من تكثيف إجراءات الامن حتى لاتتكرر أحداث العنف التى شهدتها الجامعة العام الماضى . واشارت الى انها لاحظت ان هناك عناصر مخربة كانت تتسلل الى الجامعة من حارج الأسواروتدفع الطلبة الى العنف والتخريب مما يدلل على ضرورة إحكام الامن الإدارى على البوابات . وأوضحت أن شركات الحراسة الخاصة تقوم بحماية المنشآت العامة من بنوك وجامعات ، وهى قادرة على تأمين الجامعات الحكومية في الفترة القادمة، بشرط معاونة وزارة الداخلية لها. \واكدت ان المدينة الجامعية ايضا خاصة مدينة الفتيات تحتاج الى تواجد الامن الإدارى خاصة فى المساء لافتة الى أن هناك أولويات اخر ى غير الامن مثل تحديث المطاعم وتهيئة الحجرات للدراسة والارتقاء بالرعاية الصحية . ولفتت الى ان أساتذة الازهر لهم مطالب مؤجلة بسبب الظروف لأنهم لايتبعون المجلس الاعلى للجامعات. كما أعلن الدكتور محمد عبد الشافي، رئيس جامعة الأزهر بالإنابة، إنتهاء إدارة جامعة الأزهر بالتعاون مع الطلاب، من طلاء الأسوار وتعليتها ، وتركيب الأبواب الحديدية علي مداخل الجامعة والمدينة الجامعية ، ووضع الأسلاك الشائكة أعلي أسوار الحرم الجامعي تحسبا لتظاهرات أنصار الإخوان مشيرا إلي أن الطلاب سيدخلون الي الجامعات والمدن الجامعية من خلال بطاقات ممغنطة. وذكر أنه يتم تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في أي أعمال عنف أو شغب تقع بإحدى المدن، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق إجراءات شديدة الصرامة مع أي طالب يقوم بأعمال شغب داخل الجامعة أو المدينة. وبالنسبة لشروط التسكين بمدن الأزهر ،فقد أصبحت أكثر صرامة حيث أدخلت بعض التعديلات على شروط القبول للمدن، وتم إعداد إقرار طلابي للتسكين الجامعي يتضمن عددا من الضوابط تم الاتفاق عليها من مجلس جامعة الأزهر تشمل عدم ممارسة الطالب لأية أعمال سياسية أو الدعوة إلى مظاهرات وأعمال شغب، حيث يوقع الطالب على الإقرار، وفي حالة مخالفته لتلك الضوابط يتم فصله على الفور وعدم تسكينه بالمدينة مرة أخرى. ومن المقررأن تستقبل الإدارة العامة للمدن الجامعية بجامعة الأزهر طلبات الراغبين فى السكن بالمرحلة الثانية للطلاب الجدد، يوم 18 أكتوبر الجارى بتمكينهم من سحب المظاريف تمهيدا لتقديم الطلبات على أن يتم التسكين طبقاً للجداول المعلنة من قبل الإدارة العامة للمدن والمعلنة من خلال البوابة الالكترونية للجامعة وبالنسبة للطلاب والطالبات اللاتي لم يسبق لهن الاقامة العام السابق (من خارج المدينة) يشترط لقبولهن أفضلية التقدير وبعد محل الاقامه وحسب الأماكن المتاحة. بريد لشكاوى الطلاب وأكد د. سمير الدمرداش نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب إتخاذ الإجراءات الحازمة ضد كل من يثير الشغب داخل الحرم الجامعي ومنعهم من الدخول الى المدينة الجامعية أو الحرم الجامعي وأوضح أن قوات الشرطة ستتصدى بكل قوة لأى محاولة لاستخدام العنف أو إشاعة الفوضى أو التعدى على المنشآت ،ولكنها لن تدخل الحرم الجامعى إلا بناءً على استدعاء رسمى من رئيس الجامعة لمواجهة جريمة أو عنف أو تخريب يحدث داخل الحرم الجامعى. ودعا الدمرداش الى احتواء طاقات الطلاب من خلال تفعيل الأنشطة الطلابية واستيعاب الطلاب وتأمينهم واستقبال الشكاوى الخاصة بهم وحلها حيث يوفر مكتب التعليم والطلاب بريدا الكترونيا لاستقبال أي شكاوي داخل الجامعة . وفى الصعيد،رحب د.محمدعبد السميع رئيس جامعة أسيوط بتفعيل بروتوكول التعاون بين المجلس الأعلى للجامعات ووزارة الداخلية لأنه وسيلة لإعادة الامن والانضباط الى الكليات والجامعات مع تدعيم جهاز الأمن الادارى . ويرى د.عبد السميع أن وجود شرطة متخصصة خارج الجامعة يحمى ما بداخلها من أفراد وممتلكات عامة ويحافظ على حرية الطلاب الملتزمين وحقهم فى تلقى العلم فى هدوء وتركيز . وصرح الدكتور أحمد جعيص نائب رئيس جامعة أسيوط بأنه الانتهاء من أعمال صيانة وتجهيز المبانى الجامعية من مدرجات ومعامل وتزويدها بأحدث الوسائل التعليمية والتأكد من مطابقتها لقواعد الجودة الصحية من تهوية وإضاءة كما يتم إعلان الجداول الدراسية وطبع الكتب الجامعية بمختلف الكليات وذلك لتيسير العملية التعليمية وضمان جديتها منذ اليوم الأول. ولفت الى احتواء الضوابط الجديدة على بعض الشروط الخاصة بالتوقيع على قرار بعدم التظاهر مطلقا داخل الحرم الجامعي، والاستبعاد فورا لكل من يقدم على ذلك. ردود أفعال حول منع التظاهر وعلى مستوى الطلاب ،استنكر على السيد طالب بجامعة حلوان حظر التظاهربالحرم والمدن لأن بعض التظاهرات بالجامعة سلمية وتكفل حق الطلاب فى التعبير عن آرائهم . وأشار الى أن هذا الحظر غير منصوص عليه فى القانون خاصة بالنسبة للشئون الجامعية أما بالنسبة للاشتباكات بين الطلبة من أنصار "الإخوان" والمعارضين لهم ،فعادة ما تستلزم استدعاء الشرطة لفضها قبل تصاعدها. وأكد رفضه تواجد الشرطة في الحرم الجامعى ؛ حتى في حالة التظاهرات منعا لحدوث احتكاك أو مساس بالطلاب أو اشتباكات مع الأمن . بينما يرى محمد حسين عضو اتحاد طلاب مصر ان التعاقد مع شركات أمن خاصة حل مناسب لمواجهة أعمال العنف التى قد تشهدها الجامعات عند استئناف الدراسة بشرط تواجدها خارج أسوار الجامعة. وأضاف أنه لايرفض التواجد الشرطى حول الجامعة طالما أنه لن يقيد حريات الطلاب لأن الحرية يجب أن تكون مسئولة وأن تواجد الشرطة مطلوب للقيام بدورها فى حماية الجامعات ومنشآتها وأرواح الطلاب والأساتذة والموظفين. العقاب ..الرادع وطال عماد عبد المقصود المحامى بالنقض بتحويل الطلبة المتورطين فى أعمال شغب الى تحقيق جنائى حتى ينالوا عقابا رادعا وعدم الاكتفاء بالتأديب داخل الجامعة أو تشديد عقوبته الى الفصل خاصة بعد إضافة مادة لمواجهة الإرهاب لقانون تنظيم الجامعات رقم "184 مكرر" ،تعطى الحق لرئيس الجامعة فى توقيع عقوبة الفصل علي الطلاب الذين يمارسون أعمالاً إرهابية أو تخريبية تضر بالعملية التعليمية وذلك بعد تحقيق تجريه الجامعة خلال أسبوع علي الأكثر بحيث يجوز الطعن على هذا الجزاء أمام مجالس التأديب المختصة بالجامعة والتى يجب أن يكون من بين أعضائها أحد أعضاء مجلس الدولة ويكون الطعن على أحكامها أمام المحكمة الإدارية العليا . وأشارعبد المقصود الى امكانية الاستفادة من كاميرات المراقبة حول الجامعات فى ضبط وتتبع هؤلاء المتجاوزين . *وأخيرا ..ننتظر عاما جامعيا أكثر هدوء ً وجدية ليس فقط من خلال تفعيل الإجراءات الأمنية وانما عن طريق احتواء الأساتذة للطلاب وتوجهيهم الى الأنشطة العلمية والثقافية داخل الحرم الجامعى .