أجمع خبراء التعليم الجامعي علي ضرورة تضافر جهود وزارة التعليم العالي والإدارات الجامعية المختلفة والطلاب من أجل مواجهة حالة الانفلات الأمني التي عاشها العديد من الجامعات المصرية خلال نهاية العام الدراسي الماضي وانقسم رأي الخبراء والطلاب حول طريقة تأمين الجامعات حيث طالب البعض بعودة الحرس الجامعي بشكله القديم قبل ثورة 25 يناير.. بينما طالب البعض الأخر بزيادة التنسيق مع الشرطة وزيادة تواجدها خارج أسوار الجامعة علي أن يتم في نفس الوقت ترك قوات الحرس المدني..في حين اشتكي عمداء الكليات من ضعف الميزانيات المخصصة للأمن وتأمين المنشآت والطلاب داخل الحرم الجامعي. قالت د. وفاء أنور استاذ علم النفس جامعة حلوان إن وجود رجال الداخلية كفيل بشعور الفرد بالأمن والامان بجانب وجود الخبرة لديهم في حماية المنشآت والأفراد وكيفية التعامل مع الخارجين علي القانون وخاصة أن الجامعات تعرضت لأكثر من هجوم جراء أحداث الفوضي التي ظهرت بعد ثورة يناير. اتفقت معها د. علياء شكري استاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس مؤكدة أن عودة الحرس الجامعي أمر مهم جدا وخاصة أننا نمر بأوقات عصيبة فأصبحت اللغة المتداركة الآن لغة السلاح وذلك يرجع لتعصب كل منا لطرف معين دون النظر لنقطة اعتدال ومن هنا فإن عودة الحرس الجامعي سيحبط أي محاولة اقتحام للجامعات والعمل علي وقف نزيف الدم الذي ظهر مؤخرا بين الطلاب وبعضهم البعض. أشار الدكتور أحمد يحيي استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس إلي أنه من المؤيدين لعودة الحرس الجامعي القديم مع وضع ضوابط لا تسمح له بالتدخل في الحياة التعليمية من تعيين معيدين أو التدخل في انتخابات الاتحادات الطلابية مشيرا إلي أن حالة الانقسام التي يعيشها المجتمع من المتوقع انعكاسها علي المجتمع الطلابي بين الطلاب في أغلب الجامعات وهو ما يهدد بحدوث مشاكل قد تؤثر علي الحياة الطلابية ومن هنا لا يستطيع أحد التعامل مع هذه الاضطرابات سوي رجال الداخلية. أضاف الدكتور مصطفي الجزيري استاذ الإعلام بجنوب الوادي أن الحرس الجامعي المدني اثبت خلال الفترة الماضية قدرته علي التعامل مع مختلف الأحداث وعلي الرغم من وجود بعض السلبيات إلا أن الحرس كان يكتسب خبرة كل فترة وقدرة علي التعامل مع مختلف المشاكل موضحا أنه إذا حدث تعاون بين الداخلية والحرس المدني في حماية رجال الداخلية للجامعات من الخارج والحرس المدني من الداخل سينال رضا العديد من الأساتذة والطلاب والموظفين.. إضافة إلي التعاون مع الطلاب والاتحادات الطلابية المنتخبة سوف يمر العام الدراسي عاما مستقرا. أكد الدكتور ياسر صقر رئيس جامعة حلوان ضرورة وجود الحرس الجامعي ولكن بآليات ومعايير وضوابط يتفق عليها المجتمع الجامعي من طلاب وأعضاء هيئة تدريس مشيرا إلي أننا نحتاج إلي تأمين الجامعات والمنشآت وعودة الحرس الجامعي ستكون خارج أسوار الجامعة لتأمين أسوار الجامعة. أكد أن عملية تأمين الجامعات يحتاج مليارات الجنيهات وميزانية ضخمة لا تستطيع الجامعة بأي حال من الأحوال تحملها لذلك يجب ايجاد البديل الأمثل الذي يحقق الأمن للطلاب لأنهم هدفنا الرئيسي في العملية التعليمية ولذلك يجب الاستفادة من الحرس الجامعي في المرحلة المقبلة ولكن بصورة جديدة. رفض الدكتور عمر سالمان عميد كلية التجارة بجامعة حلوان عودة الحرس الجامعي بسلطاته السابقة انما أن يكون متواجدا خارج أسوار الجامعة لحماية المنشآت فقط مشيرا إلي أننا نحتاج إلي تفعيل قانون الجامعات في مواجهة الطلاب الخارجين عن النظام في الجامعة وهم عدد قليل جدا أما الغالبية العظمي من الطلاب فهم يحرصون علي مستقبلهم العلمي. وافق الدكتور سيد المهدي عميد كلية العلوم بجامعة حلوان علي ضرورة عودة الحرس الجامعي ولكن بما يتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية وعدم التدخل في شئون الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس علي الاطلاق مؤكدا علي وجودهم لحماية المنشأت فقط. أوضح الدكتور مهدي أن الحرس المدني أثبت خلال المرحلة الماضية عدم قدرته علي الحفاظ علي الأمن في الجامعة لأنهم غير مدربين بشكل كبير انما الحرس الجامعي فهي عناصر شرطية عملها هو الحفاظ علي الأمن داخل الجامعات ومواجهة الخارجين علي القانون للحفاظ علي العملية التعليمية.. مؤكدا أن الجامعات المصرية خاصة جامعة حلوان شهدت أحداث عنف كبيرة خلال الفترة الماضية لكن في وجود الشرطة لا أحد يجرؤ علي اختراق القانون. حذر د. عبدالمجيد سليمان أستاذ القانون الدستوري والإداري بجامعة بني سويف وعضو مجلس الشوري الاسبق من حدوث خلط فكري ما بين مهام أمن الدولة وقوات حرس الجامعة التي عليها توفير طوق الأمان للطالب وللمنشآت وليس التدخل السياسي مؤكدا أن القرار الذي صدر لا رجوع فيه إلا بإحلال نظام رئاسي جديد ووضع قواعد دستورية من أجل تعديل هذا القرار والذي نحن في حاجة إليه من أجل عودة الأمن والآمان قال محمود السيد الطالب بآداب حلوان إن عودة الحرس الجامعي ضرورة نظرا لما نراه من مشاجرات دامية بين الطلاب والخروج علي القانون وهجوم البلطجية علي الجامعات دون التصدي لهم من قبل الحرس المدني مشيرا إلي أنه منذ خروج الحرس الجامعي أصبح من المعتاد رؤية المعاكسات والتحرشات بالطالبات دون وجود رادع لهم فتحدث المشاجرات والتي تكون علي المحك انهاء حياة البعض ولكن رجوع الحرس الجامعي سيغلق كل هذه الأبواب. يري أحمد محمد طالب بآداب إعلام جامعة حلوان أنه مع عودة رجال الداخلية لقدرتهم علي بث الأمن والأمان بجانب خشية البلطجية والخارجين علي القانون منهم لكن علي الرغم من هذا إلا أن هناك بعض الأخطاء التي اقترفها رجال الداخلية ولكنهم ومع التعديل بعد ثورة 25 يناير أصبح الحال مطمئنا ولهذا فضرورته ملحة. قال ياسر محمد طالب بكلية آداب حلوان إنه ضد رجوع قوات الشرطة كحرس للجامعة وأن الحكومة ملزمة بتنفيذ أحكام القضاء وهي نهائية موضحا أن استقلال العقول ونمو الحياة الطلابية بالجامعات والحرية والحوار والتعبير عن الرأي يتعارض مع عودة الحرس التابع لوزارة الداخلية مطالبا إدارات الجامعات بالاهتمام بتدريب موظفي شركات الأمن وكيفية التعامل مع أعمال الشغب والبلطجة وغيرها. قال محمد مصطفي موظف بجامعة القاهرة وعضو النقابة العاملين بالجامعات.. إن توفير الأمن بالجامعات ضرورة لنجاح العام الدراسي الجديد موضحا أن الموظفين تحملوا ظروفا قاسية من أجل نجاح العام الدراسي الماضي.. مشيرا إلي أن قوات الحرس المدني تحتاج إلي العديد من التجهيزات لتتمكن من أداء مهامها إضافة إلي التنسيق مع الشرطة لتأمين الجامعة ومؤسساتها من الخارج لضمان عدم حدوث التجاوزات من الخارج ولهذا فيجب عودة رجال الأمن المتخصصين في هذا المجال المدربين عليه. أسيوط محمود العسيري: طالب عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بجامعة أسيوط عودة الحرس الجامعي مرة أخري للجامعة لإعادة الانضباط الأمني لها وتوفير جو هادئ للطلاب خاصة بعد أن شهدت الجامعة حالة من الانفلات الأمني خلال الفترة الماضية .