بعد ظهر الأربعاء 27 يونيو 2007، سقط أشرف مروان من شرفة منزله، الكائن بمنطقة سانت جيمس بارك بوسط العاصمة البريطانية لندن، تاركًا خلفه المئات من علامات الاستفهام حول علاقة صهر الرئيس جمال عبدالناصر بالمخابرات الإسرائيلية «الموساد»، خاصة بعد نعيه بالصحف الإسرائيلية نظير خدماته التى قدمها للجانب للموساد، وعلى رأسها المعلومات الخاصة بحرب أكتوبر، وهى العلاقة التى تسعى إسرائيل لتجسيدها لعمل فنى يحمل اسم «الملاك». وعن تفاصيل العمل السينمائى الذى تسعى لإنتاجه شركة «تى تى فى»، وإخراج «أرييل فرومين»، والذى اشترت حقوق بثه شركة «نيتفليكس» الأمريكية، وتدور أحداثه من لندن، حيث مشهد النهاية لمروان، ليتم استرجاع الأحداث بطريقة «الفلاش باك» على أن تدور ما بين لندن وبلغاريا والمغرب، ويستمد الفيلم معلوماته من كتاب «الملاك: أشرف مروان، تأليف الكاتب الإسرائيلى، أورى بار جوزيف، ونشر باللغة الإنجليزية باسم «الملاك: الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل». ويلعب الفنان الإسرائيلى ساسون جاباى، دور الرئيس الراحل أنور السادات، إلى جانب أورى بيفر، وميكى ليون، ومالى ليفى، وسيلعب دور «مروان» الممثل الهولندى، مروان كنزارى، بينما يشارك فى الفيلم أيضًا الممثل البريطانى توبى كيبيل. ومن المؤكد أن الفيلم سيتم الانتهاء من جميع مراحل إنتاجه فى أغسطس 2018، وبميزانية تقدر بحوالى 12 مليون دولار. وعلى الجانب الآخر من المشهد، استقبلت مصر جثمان «مروان» بجنازة عسكرية مهيبة حضرها كبار رجال الدولة علاوة على إشادة الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالدور الوطنى الذى لعبه مروان دون سرد التفاصيل، وما بين تأكيد مصر على أن مروان كان عميلاً للمخابرات المصرية، وتأكيد إسرائيل أنه كان عميلاً للمخابرات الإسرائيلية. لم تخلُ حياة «مروان» من الصراعات مما جعله فى مرمى الجميع خاصة بعدما قرر كتابة مذكراته وعلاقته بأجهزة المخابرات، فعلى الرغم من تأكيدات الشرطة البريطانية انه بتحليل عينه من دم مروان عثر على مواد مضادة للإكتئاب، إلا أن الدقائق الأخيرة من حياة مروان كانت الأكثر غموضًا على الإطلاق. لم يكن هناك شهود عيان صباح يوم وفاته، وكان هناك أربعة من الموظفين الذين يعملون فى إحدى شركاته، يجتمعون فى الطابق الثالث من مبنى مجاور لمبنى مروان، وكان باستطاعتهم أن يروا من مكانهم شرفة مروان، الذين كانوا فى انتظاره، وعندما تأخر عليهم، اتصلوا به لمعرفة أسباب تأخره، فأكد لهم أنه سيصل فى وقت قريب. وفى لحظة ما نظر أحدهم من الشرفة فوجد مروان وهو يسقط من الشرفة، فصرخ فى زملائه قائلًا «انظروا ماذا يفعل دكتور مروان»، وعندما انتبهوا له، هرول أحدهم ليصل إلى مروان، بينما وقف الثلاثة الآخرون فى أماكنهم من أثر الصدمة. الملاك «الملاك» هو الاسم الحركى الذى كان يطلق على «أشرف مروان» فى جهاز الموساد حيث تدعى إسرائيل أن مروان كان يعمل عميلًا مزدوجًا لصالح الموساد والمخابرات العامة المصرية، كما كان يطلق عليه أيضا اسم العميل «بابل»، والذى تم ذكر اسمه فى التحقيقات التى أجريت خلال إدلاء كبار القادة فى الأجهزة الأمنية والعسكرية فى إسرائيل بشهادتهم أمام لجنة «جرانت» التى شكلت عقب حرب أكتوبر للتحقيق حول أسباب الهزيمة.