على مقعد خشبى متهالك بإحدى الممرات بمحكمة الأسرة تجلس الزوجة الأربعينية سناء، تملأ عينيها دموع لا تقل الخروج من حدقاتها وفى يديها مجموعة من الأوراق تنظر إليها تارة وتضمها لصدرها تارة أخرى. «الصباح» التقت بها واستمعت إلى قصتها: سناء فتاة وحيدة أبويها وتعمل فى أحد القطاعات الحكومية، مثلها كمثل كل فتاة تحلم ببيت الزوجية والزوج الصالح الذى يتقى فيها الله. لكن سناء لم يكن من نصيبها الزواج مرت السنوات عليها دون أن يتقدم لها أحد، وعام تلو آخر بدأ اليأس يتسرب لسناء هى وأسرته بسبب تأخر وصول فارس أحلامها. تعدت سناء الثلاثين من عمرها، ولم يتقدم لها أحد، فأصبح القلق شريكًا لها يرافقها فى حياتها أينما حلت إلى أن جاء اليوم الذى فوجئت به بأحد زملائها بالعمل يبدى إعجابه بها ويطلب يديها للزواج. الزوج المنتظر كان مستواه الاجتماعى والتعليمى أقل بكثير من المستوى التى تحلم به سناء، ولكنها لم تنظر إلى ذلك، فالمهم بالنسبة لها أن هناك من تقدم إلى خطبتها، وأنها أخيرًا سوف تعيش لحظات انتظرتها منذ زمن طويل. وافقت سناء على الفور على طلب زميلها، ورغم اعتراض والديها فى بادئ الأمر إلا أنهم رضخوا فى النهاية لرغبتها. تم الزواج سريعًا، وتدخل والدى سناء فى تذليل أى عقبة مادية أمام العريس من أجل سرعة إتمام إجراءات الزواج، أصبحت سناء أخيرًا متزوجة ولها بيت وزوج. كان فى بداية الزواج يعاملها بكل لطف وحنان لم تكن الفرحة تسعها من شدة اهتمام زوجها بها ورومانسيته فى التعامل معها واهتمامه بكل تفاصيلها. كان هو كل شىء بالنسبة لها لم ترفض له طلبًا ولم تتركه يحمل هما فكانت تسعى دائمًا إلى ارضائه حتى ولو على حسابها، شيئًا فشيئًا بدأ الزوج فى طلب المال من زوجته بحجة أن راتبه لايكفى مصاريف البيت، وأنه كان أفضل حالًا أثناء أيام العزوبية. وعلى الفور أعطته سناء جزءًا كبيرًا من راتبها لزوجها، ووعدها الزوج بإعادة المال إليها حين ميسرة، ولكن استمر الزوج فى طلب المال كل فترة من زوجته إلا أن وصلت به الحال إلى الاستيلاء على راتبها كله وعدم إنفاقه أى نقود من راتبه الذى يتقاضاه على البيت. بدأت سناء الشعور بأن زوجها يستغلها ويأخذ راتبها دون وجه حق، ولم يقف الأمر على ذلك الحد فبدأ الزوج الطلب من زوجته أن تأخذ أموالًا من والديها بحجة أنهم أغنياء وميسورو الحال، وعندما رفضت سناء طلب زوجها، بدأ الزوج فى إظهار وجهه الحقيقى فذهبت الحنية والمعاملة الطيبة دون عودة، وبدأ فى إظهار طباعه الحقيقية ومعاملة سناء بكل قسوة إلى أن وصل الحد بالتعدى عليها بالضرب والسباب لم تتحمل سناء تلك المعاملة فهى كانت دائمًا الابنة المدللة لوالديها وكل طلباتها أوامر. تركت سناء البيت لزوجها وذهبت إلى منزل أهلها، تركها الزوج دون أن يسأل عنها، ومع بداية الشهر توجه الزوج إلى بيت أهل زوجته ليطلب منها راتبها الشهرى، وعندما رفضت سناء طلب زوجها، انتفض الزوج وعايرها بأنه أنقذها من العنوسة ولولا هو لعاشت عانسًا طوال حياتها. عرفت سناء فى تلك اللحظة أن زوجها لم يتزوجها من أجل حبه لها كما قال بل كان زواجه منها طمعًا فى راتبها الشهرى الكبير، وأنها كانت بالنسبة لها طوق الإنقاذ الذى انتشلته من الفقر إلى حياة الرفاهية. لم تقبل سناء أن تعيش يومًا واحدًا مع هذا الزوج بعد أن اكتشفت نواياه وقررت اللجوء إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوى خلع ضد زوجها المخادع.