وخالد يوسف يرتبط السوق الدرامي في المنطقة العربية بشكل كبير بنهوض السوق الاعلاني ، والعائد الاعلاني هو ما يحدد القوة الشرائية للقنوات الفضائية بخلاف العائد المباشر على صناع الدراما والذي يترتب عليه ايضا مستوى الانتاج وضخامته ويشهد الموسم الدرامي المصري هذا العام خللا كبيرا من شأنه أن يسبب انهيارا لسوق الدراما بسبب التفاوت الكبير بين حجم الاموال المنفقة على انتاج المسلسلات وما بين العائد الاعلاني المتوقع تحقيقه ، حيث يصل ما انفق على الدراما هذا العام ما يقترب من 3 مليارت جنيه ، أما السوق الاعلاني المصري فمن المعروف انه على مدار العام لا يحقق اكثر من مليار و200 الف جنيه ، الامر الذي من الممكن ان يترتب عليه خسار فادحة للمنتجين الذي لن ينجحوا بتسويق اعمالهم هذا العام خصوصا ان القنوات الفضائية اصبحت تحتكر السوق الاعلاني من خلال تعاقد كل قناة مع وكيل اعلاني حصري واصبحت الاموال التي تنتج هذه المسلسلات هي اموال الفضائيات والمعلنين وبذلك اصبحت الفضئيات ووكالات الاعلان تشكل تكتلا شرائيا ، متحكم في السوق الدرامي وكل منتج خارج هذا التكتل مهدد بخسائر فادحة. حيث تبلغ الخسائر المتوقعة مليار و800 مليون جنية ، وهو مايضع ايضا علامات استهام حول بعض الاعمال الدرامية التي وزصلت ميزانياتها الى مبالغ فلكية ، ومن المستحيل تعويضها اذا تم بيع المسلسل لخمس سنوات مقبلة من بين هذه الأعمال مسلسل فرقة ناجى عطالله وصلت ميزانيته الى 93 مليون جنية حسبما أكد المنتج تامر مرسى في تصريحات لجريدة الصباح حصل منها عادل إمام على أجر 20 مليوناً، واضاف مرسي أنه قد تم التعاقد على عرض المسلسل على عدد من الشاشات منها التليفزيون المصرى و mbc، المشاركان فى الإنتاج، بالإضافة الى تليفزيون الحياة، وعدد من القنوات الخليجية حيث يعرض على قنوات أوربت، الظفرة، والوطن الكويتية، ويباع المسلسل إلى القناة الواحدة مقابل مليونين و300 ألف دولار. مسلسل "باب الخلق" هو ثانى المسلسلات من حيث التكلفة الإنتاجية حيث بلغت ميزانيته ما يزيد عم 50 مليون وفقاً لما أعلنه رامى مقار منتج العمل ، وبلغ أجر بطل العمل محمود عبد العزيز إلى 15 مليون، وتم بيعه إلى شبكة تليفزيون الحياة مقابل مليونين و700ألف دولار، وتجرى حالياً عدة مفاوضات لشراءة من عدد من القنوات من بينها cbc، دريم، وبانوراما دراما. وخفضت غادة عبد الرازق أجرها عن بطولة مسلسل "مع سبق الإصرار " من 12 مليون كما كان مُعلناً من قبل إلى سبعة ملايين جنيه ، بالرغم من أن ميزانية مسلسلها قد وصلت إلى 31 مليون جنيه، وسيتم عرضه حصرياً على قناة Cbc المنتجة للعمل . فى حين أن الفنان يحيى الفخرانى رضى بتسعة مليون جنية نظير بطولته لمسلسل "الخواجة عبد القادر"، الذى وصلت ميزانيته إلى 41 مليون جنيه، وسيتم عرضة قنوات الحياة حصرياً. أما مسلسل "خطوط حمراء" فقد بلغت ميزانيته إلى 37 مليون جنيه، وصل أجر بطل العمل أحمد السقا إلى 10مليون جنيه، وتم بيع حقوق عرضه لقنوات النهار، روتانا خليجية، روتانا مصرية، وmbc، وجارى التفاوض مع قناة الحياة أيضاً. يسرا حصلت على 12 مليون جنية عن مسلسل "شربات لوز" من ميزانية المسلسل التى بلغت 36 مليون جنيه، ولم تعلن عن عرضة حتى الأن سوى قنوات دريم والتليفزيون المصرى. كريم عبدالعزيز يقدم مسلسل "الهروب" مع المنتج صفوت غطاس مقابل أجر بلغ 12 مليون جنيه، في حين بلغت التكلفة الإجمالية للعمل 35 مليون جنيه، وتم تسويق المسلسل إلى قنوات دريم والنهار حتى الأن . كما يشهد هذا العام عودة محمد سعد من خلال مسلسل "الأبعدية" مقابل أجر بلغ 13 مليون جنيه، في حين بلغت التكلفة الإجمالية للعمل 65 مليون جنيه، ويسعى تليفزيون النهار إلى الحصول على العرض الحصرى للعمل، بجانب التليفزيون المصرى الذى لا يزال يحاول فى الحصول على حق عرض العمل. هند صبري تطل على جمهورها من خلال مسلسل "فرتيجو" وقد تعاقدت عليه مقابل 11 مليون جنيه مع شركة "الشروق"، في حين تبلغ التكلفة الإجمالية للعمل 35 مليون جنيه. في الوقت الذي تعاقد فيه الفنان هاني رمزي على مسلسله "ابن النظام" بأجر قدره ثمانية ملايين جنيه، وقد بلغت تكلفة المسلسل الإنتاجية 32 مليون جنيه. كما أن حنان ترك تستثمر نجاحات أعمالها الماضية وتقدم هذا العام مسلسل "الأخت تريزا" مقابل أجر بلغ 7 ملايين جنيه، في حين أن التكلفة الإجمالية للعمل 20 مليون جنيه. وفاء عامر ترتدي ثوب الراحلة "تحية كاريوكا" هذا العام بمسلسل يحمل نفس الأسم مع المنتج زكى عبد الحميد، مقابل خمسة ملايين جنيه، في حين أن التكلفة الإجمالية للعمل بلغت 30 مليون جنيه. فيفى عبدة تشارك نبيلة عبيد مسلسل "كيد النسا" الجزء الثاني بميزانية 40 مليون، وبأجر بلغ أربعة ملايين جنيه لفيفى، وخمسة ملايين لنبيلة عبيد وهو ما أشعل غيرة الأولى ودخلت فى مشاحنات عديدة مع زميلتها ومع الشركة المنتجة.محمود حميدة يعود للمشاركه في الدراما من خلال مسلسل "ميراث الريح" مقابل أجر بلغ 8 ملايين جنيه، في حين بلغت التكلفة الإجمالية للعمل 30 مليون جنيه. أما اللبنانية هيفاء وهبي التى تطل على الشاشة الصغيرة لأول مرة من خلال مسلسل "مولد وصاحبه غايب"، والذي تم تأجيله لأكثرمن مرة من قبل ، تعاقدت مع المنتج محمد فوزي مقابل أجر بلغ 5 ملايين دولار، أي ما يقارب 30 مليون جنيه، وهو ما يعادل نصف ميزانية العمل التي بلغت 60 مليون جنيه، كما يشهد هذا العام الإطلالة الأولى للنجمة اللبنانية أيضاً رولا سعد في مسلسل "البحر والعطشانة" وقد تعاقدت رولا على المسلسل مقابل أجر بلغ مليوني دولار، ما يعادل 12 مليون جنيه، في حين تبلغ التكلفة الإجمالية للعمل 30 مليون جنيه. فى البداية أكد المنتج أحمد الجابري أن هذه المبالغ التى تم الإعلان عنها هى نتاج لدورة رأس المال، والمنتج ليس الطرف الوحيد بها، فهناك الوكالات الإعلانية والقنوات الفضائية، فمصر أكبر سوق إعلانية في المنطقة العربية ونصيبها 50 % من إعلانات المنطقة العربية، مضيفاً إلى أن الوضع طبيعي جداً فى أن يكون الإعلان هو المتحكم في صنع الدراما، وأن يهدف المنتج للربح ليسترد ما انفقه، لكن مع ذلك من يدخل المهنة وكل همه الربح، ولا يفقه شيئا في فن الإنتاج لن يكمل وسيتعثر في منتصف الطريق. فى حين يفسر المنتج محمود شميس زيادة الإنتاج بزيادة عدد القنوات، وارتفاع حجم الشراء، ويري أن تحكم الإعلان في الدراما أمراً طبيعياً، خاصة أن الإعلان يتحكم في كل شيئ علي مستوي العالم وليس في الدراما فقط، واذا كانت بورصة النجم في السينما تقاس بشباك التذاكر، ففي الدراما التليفزيونية تقاس قيمة النجم ومسلسله بدقائق الإعلان التي يجلبها، فغادة عبد الرازق مثلاً حققت أعلي نسبة فى العام الماضى، وهي 132 دقيقة. ويؤكد شميس أنه عندما تبيع "عرب سكرين" أعمالها دون وجود عمل واحد تم تنفيذه، فهذا يعود الي اسم الشركة والثقة بأعمالها من قبل الموزعين والقنوات الفضائية. فى حين يرى وليد العيسوى مدير وكالة فيوتشر للإنتاج الإعلامى، أن الأرقام المذكورة مبالغ فيها، خاصة أن هناك عدد من المنتجين لا يعلنون صراحة عن الميزانيات الحقيقية، بل يطلقون تصريحات فى الهواء كنوع من الدعاية لأعمالهم. ووافقه فى الرأى علاء الكحكى مدير وكالة ميديا لاين، مؤكداً أن المبالغة فى الأرقام هى السائدة فى تصريحات نسبة كبيرة من المنتجين، وبالتالى لا يستطيع الخوض فى إن كان هناك شبهة غسيل أموال أم لا.