د. حنين: تركت "الأرثوذكسية" والكنيسة تقلد اليهود وتسيء فهم الكتاب .. والكثير من الطقوس فرعونية مينا أسعد: عبد المسيح لم يقرأ تعاليم الكتاب المقدس ولا يمت للكنيسة الأرثوذكسية بصلة
الدكتور حنين عبد المسيح كان واعظا في الكنيسة الأرثوذكسية وشماسا بها، وارتبط لأقصي درجة، وكانت له دروسا تحض علي التمسك بالكنيسة والاقوال الابائية والتعاليم الرسولية، لكنه بعد ذلك أعلن عن خروجه من "الأرثوذكسية"، وتخلي عن كل التعاليم والتقاليد والايمان الذي تربي عليها، رغم مناداته بأن طريق الخلاص واحدا، وهو الايمان بالسيد المسيح من خلال العقيدة الارثوذكسية، وانضم "حنين" الي الطائفة الانجيلية، ورغم انه لم يعلن انضمامه الي الطائفة الي انه يواظف علي حضور قداساتها والصلاة فيها. وتلقي تجربة "عبد المسيح" الضوء علي علاقة شباب الخدمة بالكنيسة الارثوذكسية بالمستقبل، خاصة انهم يشكلون القوام الأساسي الذي تقوم عليه الكنيسة القبطية في تعليم الاطفال العقيدة المسيحية الارثوذكسية، الي جانب العديد من المهام الأخري الموكلة لديهم. "حنين" ألف العديد من الكتب التي هاجم فيها الكنيسة القبطية الارثوذكسية، التي كان يخدم فيها بالماضي، ففي كتابه "كنت ارثوذكسيا والان ابصر" وهو بحث كتابي تاريخي، يتناول الحديث عن الطقوس الارثوذكسية، بالأضافة عبادة الاصنام في الكنيسة، والي اي مدي تسللت فيها وكيف كانت عقوبة الله. يبدأ الدكتور حنين عبد المسيح كتابه بمقدمة عن نشأته الارثوذكسية بالكنيسة القبطية بكنيسة "مار جرجس بخمارويه" في شبرا، وتلقيه التعاليم في مدارس الاحد، وفصول اعداد الخدام ودراسة وممارسة العقائد والطقوس وحفظ الالحان والتسابيح وتعلم اللغة القبطية. وقرأ الكثير من كتب الاباء في الكنيسة القبطية حتي صار شماسا وخادما في مدارس الاحد ثم امينا لاجتماع وشباب ثانوي ثم امينا لاجتماع المتزوجين حديثا والمقبلين علي الزواج ثم واعظا في القداسات وحتي سن الاربعين. وكشف عبد المسيح عن أسباب خروجه من الكنيسة القبطية ومعه عشرات الخدام من الخدام والشمامسة، بالإضافة إلي أسرته وأولاده، اذ أكد ان الكنيسة لا تقبل ان يكون معبودها الوحيد هو الرب يسوع _علي حد قوله_ مؤكدا ان السبب الرئيسي لخروجه والشباب من الكنيسة هو رفض التمجيد والعبادة والسجود لغير المسيح والتي تمثلت الصليب والقديسين والملائكة والصور ورجال الدين والخبز والخمر. وأضاف إن الكثير من الممارسات والعقيدة والطقوس الارثوذكسية تسللت الي الكنيسة القبطية من العصر الفرعوني، وهو ما يكشف عنه الكتاب المقدس، حتي اصبحت مثل السرطان الذي تفشي في جسد المريض، الذي لا يقبل النصح وهو ما سبب غضب الله علي الكنيسة والذي كان من مظاهره الغزو العربي والعثماني علي حد تعبيره. وأشار إلي أن عبادة الصليب تسللت الي احتفالات الكنيسة مرتين في العام تمارس فيه الكنيسة العبادة لخشبة الصليب بداية من التبخير والسجود وانشاد التسابيح والتمجيد والقاء التحية. واستند الكاتب في اتهامه الكنيسة بعبادة "خشبة الصليب" الي كتابات القمص متي المسكين التي يقول فيها " المعروف ان الملك قسطنطين امر بتوزيع قطع من خشبة الصليب المقدس والكنائس التي احتفظت به بدا فيها طقس تكريم الصليب المقدس وظل ساريا حتي بعد فقدانه وها هي كنيستنا تحتفظ بالتمجيد لخشبة الصليب المقدس ولكنها تقدمها امام اي صليب". ولفت عبد المسيح إلي ذكر الكتاب المقدس لبني اسرائيل واشعالهم الشموع امام الحية النحاسية، فيما اسماه بالتشابه بين الكنيسة الارثوذكسية واليهود، موضحا ادعاء الاقباط بمجرد التمجيد للصليب وليس عبادته، لكن الملك حزقيا قديما حطم هذه الحية وهو ما تفتقده الكنيسة الان. وانتقل الكاتب الي عبادة القديسين والملائكة في الكنيسة الارثوذكسية وعلي راسهم السيدة "مريم" مؤكدا انها علي راس عبادات الاصنام والاكثر استفحالا في الكنيسة علي حد قول الكاتب. واستطرد: تتمثل عبادتهم في التشفع بالقديسين لنيل المغفرة والتكفير عنها، وطلب المعونة والسند" متسائلا "الا تكون بهذه الشفاعة كفارية" مستشهدا بالحان من الصلاة في الكنيسة ونصوص التشفع بالسيدة مريم والملائكة في القداسات مثل لحن الهتينات " بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يا رب انعم لنا بمغفرة خطايانا ..بشفاعة السبعة رؤساء الملائكة ...". واستند الكاتب علي صور من امثال من عبادة القديسين بالاحتفاظ باجسادهم وصورهم ومتعلقاتهم في الكنائس ودور العبادة، من زيوت وحنوط وسائر المتعلقات والملابس، والتي يلجأ اليها الشعب التماسا للبركة والشفاء من الامراض، مؤكدا ان هذه الممارسات لا تتوافق مع مشيئة الله، بل تتفق مع مشيئة ابليس ضاربا المثل بان الله اخفي جسد موسي عن بني اسرائيل. واستنكر "حنين" تقديم الصلوات والصدقات والصوم للقديسين بأسمائهم، وهي اركان العبادة التي لا تقدم الا لله الذي يري في الخفاء ويجازي علانية، علاوة علي تقديم التمجيد والتسبيح لهم، وامام صورهم، ما يخالف كلام الرب في الكتاب المقدس "انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لأخر ولا تسبيحي للمنحوتات" اش 42:8. واستشهد بكتابات متي المسكين عن الصلوات التي تكرم السيدة العذراء بشكل غامر في الطقوس والتسابيح، والتي ادخلت بعد القرن الثالث عشر، ولا يمكن تتبعها قبل ذلك وهي طقوس حديثة. وتساءل الكاتب عن حقيقة ظهور القديسين، وعلاقتها بالله أوالشيطان، مؤكدا ان الشيطان يستطيع ان يتمثل في صور القديسين ويظهر عليها، فالكتاب المقدس يذكر ان" لا عجب ان الشيطان نفسه يغير شكله الي شبه ملاك او نور"، بل يستطيع الشيطان فعل المعجزات "عمل الشيطان بكل قوة بايات وعجائب كاذبة" 2تي 2:9، وهي كلها امور اختبار من الله لشعبه. وأكد عبد المسيح ان الله لا يرسل القديسين بعد موتهم الي الارض ثانية ليرشدوا الناس، مستشهدا بقصة "مثل الغني ولعازر". وقال الكاتب ان الامور تطورت الي عبادة التماثيل والصور في الكنيسة الارثوذكسية، ما يكسر الوصية الثانية "لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة .. " مضيفا أنها تنتشر في الكنائس القبطية منذ عهد القديس "جورجيوس"، وحاول الكثير من اللاهوتيين محاربة هذه العبادات. ونوه بان الوحي الالهي حذر من صنع صورة او تمثال لله، لان ذلك سيؤدي لاحقا الي عبادتهم والسجود لهم، مضيفا أن الكنيسة لم تكتف الكنيسة بالصور وأدخلت التماثيل الكنائس ودور العبادة مثل التماثيل المنحوتة في كنيسة القديس سمعان بالمقطم. وفي مبحث "الكنيسة الارثوذكسية بين البطريرك والمسيح" هاجم "حنين" تعظيم البطريرك في الكنيسة الي حد اعلي من المسيح، مشيرا إلي أنها لا تكتفي بعبادة المنتقلين، بل اصبح الاحياء من ضمن طقوس عبادتها للرب مشبها ذلك بعبادة الفراعنة للأحياء. ولفت إلي أن البطريرك في الكنيسة القبطية يسمي" رئيس رؤساء الكهنة" بينما يدعو الكتاب المقدس الرب يسوع "رئيس الكهنة" فقط "عب2:7"، واستحدثت الكنيسة الكثير من الطقوس والالحان لتمجيد البطريرك مثل لحن "تي سا فيف". وهاجم الكاتب العقيدة الارثوذكسية التي تؤمن باستحالة الخبز والخمر الي جسد ودم الرب "يسوع" وهو اساءة فهم من الكنيسة لحديث الكتاب المقدس، الذي لم يقصد ان اكل جسد وشرب دم المسيح يتم بالاكل والشرب من الخبز والخمر، وانما المقصود الاقبال الي المسيح والايمان به ليحل المسيح بالايمان في قلوب الشعب. من جانبه قال مينا أسعد كامل _باحث وكاتب قبطي ،خادم بأسقفية الشباب_ أن السيد حنين عبد المسيح تم دراسة افكاره وعقائده في جلسة المجمع المقدس المنعقدة بتاريخ 6 يونيو عام 2009 ، ورفضها المجمع تماما وكلف نيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وقتها، ونيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب بمصر والمهجر بالرد عليها دون ذكر اسم المؤلف على القنوات المسيحية. وتابع: وإذ تحزن الكنيسة باكملها أن يستطيع الشيطان أن يكون في عقل احدهم تفاسير وعقائد خاطئة، تجعله يؤمن بها بل ويمررها معتقدا انها صحيحة، رغم افتقارها لكثير من الحقائق، وعدم استخدام الاسلوب العلمي أو النقل الأمين في طرحها.
أوضح: على سبيل المثال يتهم المعترض الكنيسة الأرثوذكسية انها تعبد غير الله واصفا إياها بالوثنية - حاشا - ويفوت الكاتب بعض المعلومات التي يدركها اصغر طفل بالكنيسة أن كل صلوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بلا أيه استثنائات موجهة إلى الله وحده لا شريك له، فتقدم له الكنيسة المجد والاكرام والعزة والسجود، وتصلي وتطلب منه طلبات كثيره كسلام العالم والوطن، وتصلي أن يعين الغريب والارمله والضيف واليتيم .. الخ وغيرها من الصلوات التي نطلبها من الله. وقال: "أما الصليب والقديسين الذي يدعي على خلاف الحقيقة أننا نعبدهم، فالكنيسة تنظر الي القديسين كرجال وسيدات التزموا في حياتهم بالمعرفة الحقة لله والحياة التقية، وقد أمرنا الكتاب المقدس أن ننظر الي نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم، ولأننا نؤمن ان الهنا اله احياء ليس اله اموات فنحن نتشفع بهم أن يذكرونا امام الله ويصلوا لأجلنا، وهذه ليست عبادة لغير الله حاشا، اما الصليب فهو حسب المعتقد المسيحي علامة النصرة والقوة ويقول الانجيل "حاشا لي أن افتخر الا بالصليب" ، فنحن نفخر به وهذه ايضا ليست عباد". وأضاف: نفس الامر على الملائكة فلا عبادة للملائكة من دون الله، ورجال الدين هم ابائنا نتعلم منهم، ولا توجد في الكنائس خمر كما يوحي للقارئ وإنما هي نوع من النبيذ الغير مسكر والذي يستخدم في جزء من طقوسنا كأمر المسيح شخصيا. ولفت: اما ادعائه بأننا نبخر للصليب ، فهذا الإدعاء تحديدا ينفي كونه شماسا على الإطلاق، فلو كان شماسا لعلم انه اثناء التبخير يقول الكاهن صلوات مقدمة لله ، ويقول اننا نسجد لله ، فلو كان شماسا بحق لعلم نصوص تلك الصلوات. وعن الاحتفالات التي تقوم بها الكنيسة على اسماء الرسل او القديسين او الصليب رد كامل بانها احتفالات تتضمن صلوات لها نفس الطابع العبادي لله في تذكار هؤلاء القديسين، فمتى كان التكريم عبادة ؟ خاصة أن المسيح نفسه قال "من يكرمكم يكرمني". وقال مينا أسعد كامل ان الله امر بعدم صناعة المنحوتات وعبادتها، ولكنه سمح بصنع تماثيل للكاروبيم (رتبه من رتب الملائكة) على تابوت العهد في سفر الخروج أصحاح 25 ، فالوصية لمنع عبادة التماثيل وليس لصنع التماثيل فنيا أو لكونها ذكرى. أما وصفه لظهورات القديسين التي قد تحدث أحيانا بانها ظهورات شيطانية مستندا على نص 2تي 2:9 فهو لم يقرأ سياق النص الذي يتحدث عن الخادم الذي يقدم تعاليم كاذبة _عبد حد وصفه_ فيكون شيطانا في شكل ملاك نور، والا فليفسر لنا المعترض كيف ان هذا الظهور الذي يصفه بالشيطاني يمجد الله ؟ متعجبا من ظهور الشياطين كي ما تدعو الناس لعبادة الله وتمجيده ؟!. وقال ان الاحتفاظ باجساد القديسين ، ووضع الحنوط عليها (أنواع من الورد) فهو أيضا من الكتاب المقدس كنوع من التكريم، فينسى المعترض ان عظام اليشع النبي سمح الله باقامة الموتى عندما لمستها، وهذا تؤمن به الكنيسة ان الله يتمجد في قديسيه. وأوضح ان حديث المؤلف عن تشبيه البطريرك برئيس رؤساء الكهنة، وأن هذا لقبا للمسيح وحده، فهذا ايضا يؤكد على عدم كونه يمت للكنيسة الارثوذكسية بصلة في الاساس ولا يعلم عما تقوله شيئا، فالبطريرك هو رئيس الاساقفة، والمقدم بينهم في الكرامة، ويقال عنه خليفة الرسول الذي ارسله المسيح، فبابا الاسكندرية مثلا هو خليفة مارمرقس الرسول الذي بشر في مصر بالمسيحية، حتى ان كلمة بطريرك التي لا يعلم المعترض معناها هي كلمة يونانية مكونة من شطرين، ترجمتها الحرفية "الأب الرئيس"؛ ومن حيث المعنى فهي تشير إلى من يمارس السلطة بوصفه الأب. وهذا ليس تعديا على المسيح كما يدعي!. أما عن لحن "ني سافيف تيرو" الذي يدعي انه عباده فأوضح مينا أسعد كامل الخادم بأسقفية الشباب أن نصه بالعربية يثبت عدم صحه إدعاء الكاتب وهو: " يا كل حكماء إسرائيل صناع خيوط الذهب إصنعوا ثوبا هرونيًا لائقًا بكرامة كهنوت أبينا المكرم رئيس الكهنة ابابا أنبا (...) حبيب المسيح" فهو رسالة ترحيب بالبطريرك تنتهي أيضا بذكر المسيح التي هي السبب الوحيد للاحتفاء به !.
وتابع: أما اعتراضه على استحاله الخبز والخمر، فهذا أيضا اعتراض يؤكد أنه لم يقرأ الكتاب المقدس حتى، كلمة أصنعوا هذا لذكري في الأصل اليوناني ἀνάμνησις أنامنيسيس وهذه الكلمة تعني " إستحضار حدث تم أمام الله كان قد وقع في الماضي ولكن مازال فعله وأثره ممتدا في الزمان الحاضر" فهى تعبر عن عمل له طابع إلهي واستدعاء هذا العمل إلى الحقيقة والحياة بطريقة ما فكلمة لذكري لا تعني تذكارا عقليا لحدث ماضي و إنما هى عمل يجعل الحادثة التي تمت في الماضي حاضرة معنا هنا. وأختتم مينا أسعد كامل الكاتب والباحث القبطي والخادم بأسقفية الشباب حديثه ان الاقتباسات في كتاب "كنت أرثوذكسيا والأن أبصر" من كتب الاب القمص متى المسكين، فولا يخفى ان بعضا من كتابات هذا الرجل العظيم حملت اخطاءا _علي حد قوله_ ردت عليها الكنيسة في وقتها، وقد اعتاد كل من يريد مهاجمة الكنيسة ان يقتبس من تلك الأخطاء التي وقع فيها هذا الرجل في ظل غزارة انتاجه.