الحصار الخليجى المصرى لقطر، لم يكن حديث الأوساط العربية فقط، بل العالمية، خاصة الصحافة الإسرائيلية التى خصصت مساحات كبيرة للحديث عن تلك الأزمة من وجهة نظر «تل أبيب». ونشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» تصريحات للمعارضة الإسرائيلية، على لسان يتسحاك هرتسوج، طالب فيها الحكومة بدفع ما أسماه عملية السلام الإقليمية، فى ظل قطع الدول المعتدلة العلاقات مع البلد المعروف بتمويله الإرهاب، كما نقلت الصحيفة رد فعل وزير دفاع الكيان الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، الذى رأى فى المقاطعة فرصة لإسرائيل لتعزيز العلاقات والتعاون فى الحرب على الإرهاب. وأشارت الصحيفة إلى تأكيد «ليبرمان» على أن المقاطعة لم تكن بسبب إسرائيل، أو القضية الفلسطينية، وإنما سببها الرئيسى المخاوف المتزايدة من الإرهاب، بينما سردت الصحيفة تفاصيل رغبة قطر فى إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل، حيث استضافت مسئولين إسرائيليين، وفى الوقت ذاته استضافت قادة لحركة حماس. فيما كشفت «جيروزاليم بوست»، أسباب اهتمام إسرائيل بأزمة قطر، أولها إلحاق الضرر بحماس، التى تتلقى الدعم من قطر، وثانيها التقارب المحتمل بين إسرائيل والدول المقاطعة، وثالثها عودة التأثير الأمريكى فى المنطقة، من خلال الجزء الذى تحدث فيه ترامب فى قمة الرياض، ودعوته فيه لطرد الإرهابيين. وفى مقال تحليلى للكاتب تسفى بريئيل، أكد أن المقاطعة لها علاقة بإسرائيل، وتضع الإدارة الأمريكية التى تبذل جهدًا للحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع قطر، أمام تحدٍ صعب، سببه وجود القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر، ومن الممكن أن تطلب السعودية والإمارات من أمريكا نقلها من الدوحة. أما صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فأوردت مقالًا للكاتبة سمدار بيرى، المتخصصة فى الشئون العربية، عنوانه زلزال فى الخليج العربى، أبرزت فيه تسليم شخص مطلع لبعض المعلومات الاستخباراتية المهمة لقادة الدول المقاطعة لقطر، مفادها تمويل الدوحة المباشر لجماعات إرهابية من بينها داعش، وكانت هذه المعلومات السبب الرئيسى وراء المقاطعة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الشخص حصل على صور لحقائب مكدسة بالمال أرسلتها قطر إلى السودان وليبيا، بهدف تجنيد إرهابيين جدد فى سيناء ضد الحكومة المصرية، وأثبت أيضًا ذلك الشخص التدخل القطرى فى محاولات الإطاحة ملك البحرين. وأوضحت أن المقاطعة تعد تحذيرًا لأمير قطر، فعلى رغم الغنى الذى تعيشه قطر، إلا أن حاكم قطر يسير على الخط الذى سبقه فيه الرئيس المصرى المسجون الآن محمد مرسى، فإن لم ينته عن هذه الأفعال فمصيره سيكون مماثلًا. ونشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، تصريحات مايكل أورينقد السفير الإسرائيلى السابق لدى أمريكا، التى أكد فيها إن خطًا جديدًا رسم فى الرمال الشرق أوسطية، ولم تعد المعادلة الآن هى إسرائيل ضد العرب، وإنما إسرائيل والعرب ضد الإرهاب الممول من قطر.