إعلانات على الإنترنت والقنوات الفضائية للترويج ل «الكارت الفشنك » سعد قاسم، موظف، 38 سنة،يشكو كثيرًا من ارتفاع فاتورة الكهرباء رغم أنه لا يُسرف فى الاستهلاك. جزء كبير من راتبه يذهب لسداد الفاتورة، فرحة عارمة انتابته عندما شاهد إعلانات كارت الطاقة الجديد بعد أن علم أن هذه الكروت لديها قدرة فائقة على خفض فاتورة الكهرباء، خاصة أن عاملاً بالشركة الموزعة لهذه الكروت، أخبره بأنه )سيتم استيراد هذه الكروت من الخارج وتحديدًا من ماليزيا، وأنه سوف يأخذ شهادة ضمان لمدة 3 سنوات للكارت وفى حالة حدوث أى أعطال به أو عدم صلاحيته للعمل سوف يتم إعادته للشركة مرة أخرى واسترداد ثمنه، وأخبره موظف الشركة أن سعر الكارت الواحد يصل إلى400 جنيه، ولكى يخفض فاتورته إلى 30 فى المائة لابد أن يشترى كارتين بسعر 800 جنيه(. ويضيف سعد «مندوب الشركة جاء لمنزلى وأعطانى الكارت وأخبرنى بطريقة تشغيله ومكان وضعه بجانب عداد الكهرباء ودفع سعد له المبلغ المطلوب، إلا أنه بعد مرور شهر من استخدام الكارت جاءت فاتورة الكهرباء بنفس قيمة فواتير الأشهر الماضية دون أى اخت اف يذكر، وعندما عاودت الاتصال بهم مرة أخرى لمعرفة السبب، وجدت أن أرقام هواتف الشركة بعضها غير متاح والآخر خارج نطاق الخدمة، وقتها علمت أننى ضحية لعملية نانو توفير انتشرت فى الفترة الأخيرة إعلانات كثيرة على بعض القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى عن منتج جديد يسمى بكارت الطاقة أو «نانو توفير »، وكان المعلِن هى شركة تسمى «آد فانسد جلوبال للتجارة والصناعة .» وقالت الشركة فى إعلانها «هذا المنتج طفرة تكنولوجية فى مجال توفير الطاقة، وهو عبارة عن كارت يصدر موجات اهتزازية قوية هذه الموجات لديها قدرة على ضغط الشحنات الكهربائية الزائدة التى تتسبب فى إهدار الطاقة الكهربائية، وبالتالى يتمكن الكارت من خفض الشحنات المهدرة من الكهرباء واستخدامها بكفاءة أعلى، ما ينتج عنه انخفاض فى استهلاك التيار الكهربى، وبالتالى فواتير كهرباء أقل .» وأشار الإعلان إلى أن «كارت الطاقة يوفر ما لا يقل عن 30 فى المائة من الاستهلاك الشهرى للمشترك كحد أدنى، ويتم وضعه بجانب عداد الكهرباء بالمنزل فيخفض الفاتورة وأيضا يخفض استهلاك البنزين عند وضعه بجانب تنك الوقود بالسيارة .» ونشرت الشركة عدة إعلانات لها على شبكة الإنترنت ولها موقع يسمى )نانو توفير(، وأيضًا صفحات على فيس بوك باسم نانو توفير وبدأت الشركة نشاطها فى شهر فبراير الماضى، واتخذت من محافظة القاهرة مقرًا لها، ونشرت عدة أرقام هواتف على موقعها على شبكة الإنترنت وصفحتها على فيس بوك للتواصل مع موظفيها إذا أراد أحد الأشخاص الاستعلام عن الكارت ومميزاته وطلبه للشراء،وأن مندوبيها سوف يوصلون الكارت إلى منازل المشترين من سكان المحافظات الأخرى. ضحايا لم يكن سعد قاسم هو الضحية الوحيدة لكروت الطاقة الوهمية، فهناك أشرف فتحى، محاسب، ويقول إن فاتورة الكهرباء الخاصة به تأتى مرتفعة كل شهر خاصة فى أشهر الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة لأنه يقوم بتشغيل المكيف بمنزله، وعندما شاهد إعلانات كروت توفير الطاقة على فيس بوك بادر بالاستعلام عنها تمهيدًا لشرائها. وأضاف فتحى أنه اشترى كارتًا من مندوب الشركة ب 400 جنيه، وبعد مرور ما يقرب من 40 يومًا جاءت فاتورة الكهرباء أعلى من الشهر السابق لاستخدام الكارت، أى أن الكارت ليس لها أى تأثير فى تقليل استهلاك الكهرباء أو خفض الفاتورة، بعدها تأكد أن الكارت لا فائدة له. واستطرد فتحى أنه حاول التواصل مرة أخرى مع مسئولى الشركة إلا أن أرقام هواتفهم خارج الخدمة ولم يستطع التوصل إليهم. كريم شتا، ضحية ثالثة أفاد بأنه اشترى كارتين من الشركة وفوجئ بعد ذلك أنهم لم يكن لهم أى تأثير فى خفض فاتورة الكهرباء فلم تتغير بعد استخدام الكارت. واطلعت «الصباح » على إحدى صفحات الشركة على فيس بوك، ووجدت أنها مستمرة فى نشر إعلاناتها على الصفحة بصورة طبيعية وتقوم بكتابة منشورات للترويج للمنتج وموقعها على شبكة الإنترنت ما زال موجودًا وبه تحديثات، والشركة لديها وكلاء فى عدة مناطق منها؛ 6 أكتوبر والشيخ زايد وحدائق الأهرام، فأرسالنا رسالة لمسئولى صفحة الشركة على فيس بوك بأننا لدينا رغبة فى شراء الكروت ونريد رقم الهاتف للتواصل معهم، وحين رد علينا مسئول الشركة أخبرنا أن سعر الكارت 400 جنيه. حماية المستهلك من جانبه أكد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك أن الجهاز تسبب فى إحالة شركة أد فانسد جلوبال للنيابة العامة لمخالفاتها قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006 ، مضيفًا أن الجهاز رصد موقع الشركة على شبكة الإنترنت وأيضا إعلاناتها على بعض القنوات الفضائية. وأشار يعقوب إلى أنه اتضح بعد التحريات أن الشركة لم تحصل على تصريح من وزارة الكهرباء والطاقة بالمنتج، لكن رئيس حماية المستهلك لم يعلق عندما أخبرناه أن الشركة ما زالت تستقبل عم اء وما زالت تمارس عملها ودعايتها على الإنترنت. من جانبه، أكد الدكتور أيمن حمزة،المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة ل«الصباح » صحة ما رواه رئيس جهاز حماية المستهلك من اختبار الكارت وإحالة الشركة للنيابة، وأضاف «الشركة لم تحصل على ترخيص من وزارة الكهرباء، والوزارة تعطى اهتمامًا لأى منتج من شأنه خفض استهلاك الكهرباء لدى المشتركين كلمبات الليد وغيرها، لكن كروت الطاقة منتج وهمى لا تأثير لها فى خفض الاستهلاك .