وسط حضور إعلامي وسياسي رفيع المستوى اقيم مساء أمس الخميس بأحد فنادق القاهرة صالون الحضارات " مصر والعراق" الذي يقيمه الدكتور محمد أبو كلل ممثل كتلة المواطن العراقية في مصر، بحضور سماحة السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي والوفد المرافق له، والمفكر السياسي رفعت السعيد والكاتب عبدالله السناوي والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الاسبق والعميد محمد سمير المتحدث باسم القوات المسلحة السابق والإعلامي سيد علي، وعدد من أعضاء البرلمان المصري. وناقش الحاضرون عدد من القضايا الهامة التي تتعلق بمستقبل العراق ومنطقة الشرق الأوسط في ظل الإرهاب الذي يمثل التحدي الأكبر لدول المنطقة وكذلك مرحلة ما بعد داعش في العراق وآليات تنفيذ مبادرة التسوية السياسية التي يقوم على تنفيذها الحكيم خلال الفترة الراهنة. وخلال كلمته أكد عمار الحكيم على إصراره على مواصلة تنفيذ التسوية السياسية التي تنص على حفظ وحدة العراق وسيادة قراره وأراضيه والحفاظ على حقوق المواطن دون أي تمييز، وأكد أن ما يُصدر عبر بعض وسائل الإعلام من أن هناك طائفية في العراق هو أمر غير صحيح ويراد به أهداف أخرى غير أن أهل العراق متعايشون منذ ألاف السنين بنفس مكوناتهم وأن الخلافات الراهنة هي خلافات سياسية أراد البعض اصباغها بصبغة دينية أثرت فيها الأطراف الأقليمية المعلومة للجميع. وتابع الحكيم بأن العراق لا يخضع لأية تأثيرات على قراره سواء كان من إيران أو الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى وأنه يؤثر ويتأثر إيجابا ويتعامل مع الدول على هذا المبدأ، كما أنه يرفض التأثير السلبي ويرفض التدخل في شئون الغير كما يرفض التدخل في شئونه، كما استنكر الحكيم اتهام بعض الدول للعراق بأنه لديه تواصل عميق مع إيران في حين أنهم يقيمون علاقات كبيرة مع إسرائيل، وعاتب الحكيم بعض الدول العربية لأنها لم تمد يد العون للعراق في حربه على العراق وأن إيران هي من مدت يد العون، معبرا على أن سياسات الدول تقتضي الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وأن الدول ليست جمعيات خيرية وأن أي تعامل بين أي من الدول الإسلامية العربية أو غير العربية مرحب به طالما لم يتدخل في الشئون الداخلية ولا يؤثر على سيادة القرار العراقي. وتابع بأنه اقترح على الرئيس السيسي عقد مؤتمر إقليمي بشأن حوار تشارك فيه القوى المحورية بالمنطقة، ويشمل بالإضافة لمصر كلاً من السعودية و تركيا و إيرانوالعراق، وأن هذا المؤتمر يمكن أن يساهم بشكل كبير في مواجهة الإرهاب في الفترة المقبلة، خاصة أن تلك الجماعات أصبحت بإمكانها أن تدخل إلى أي من الدول وتهدد انهيار جيوشها نظر للتكتيكات التي تتبعها وأن الدول عليها التكاتف وقطع الطريق على هذ الخطر الكبير وإقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل. وأكد الحكيم على دور مصر في إعادة التوازن للمنطقة وأن بإمكانها استعادة الريادة مرة أخرى وحفظ منطقة الشرق الاوسط من الانهيار المتتالي الذي تعيشه الآن وأن العراق لديها رغبة كبيرة في التعاون مع مصر في كافة المجالات. وحول بعض التساؤلات بشأن فيدرالية العراق، أوضح الحكيم ان الوضع الراهن يحتم على العراق أن تكون هناك حكومة وقوة مركزية حتى تحافظ على وحدة الدولة وأن ضعف المركز سيؤدي غلى ضعف الاطراف وامكانية تكرار ماحدث من سقوط بعض المحافظات وأن الوقت الراهن لايسمح بأية انفصالات وأن الدستور العراقي تضمن كل النقاط الخاصة بهذا الامر وتم التوافق عليه بنسبة كبيرة من العراقيين. وتابع الحكيم بأن استعادة الشعب العراقي يمثل أهمية كبرى اكثر من استعادة الأرض من داعش مستشهدا بمفارقة تتمثل في أن من استقبلوا داعش بالزغاريد هم نفسهم من استقبلوا القوات العراقية بعد أن ذاقوا الذبح والقتل على يد الجماعات الإرهابية، مشددا على أن هذا الأمر يمثل خطوة كبرى لضمان الحفاظ على النسيج الوطني. وأعرب الحاضرون عن أملهم في أن يتم تحقيق رؤية عمار الحكيم فعليا على الأرض وأن تستعيد العراق مكانتها مرة أخرى بعد أن تتخلص من الإرهاب وألا يكون هناك مجال لنزاعات سياسية أخرى من شأنها استمرار الوضع الراهن.