كيف نجا الأنبا بولا وآخرون من حادث طنطا.. والكتاتنى: 3 مراحل تتبعها داعش لتفجير الكنائس كاميرات مراقبة بكنيسة العذراء بشبرا ترصد غريبًا وصل إلى الهيكل بكيس أسود سيناريوهات استهداف «داعش» للكنائس تتطابق، بداية من البطرسية بالقاهرة وحتى المرقسية فى الإسكندرية. اللافت للنظر هنا هو إعلان وجود أعطال بالبوابات الإلكترونية للكنائس، رغم قيام شركة وهمية لصيانة البوابات بجمع معلومات أمنية دقيقة عن الكنائس، وبعدها استمرت الأعطال دون إصلاح. حوادث الاستهداف كثيرة، حيث عثر شماس بكنيسة العذراء عياد بك فى شبرا على كيس أسود داخل الهيكل الذى يعد أقدس مكان فى الكنيسة، ولا يمكن أن يدخله أى شخص، خاصة لو كان غريبًا عن المكان. وبحسب الناشط السياسى مايكل أرمانيوس، فإن الشماس الذى وجد الكيس لم يقترب منه، واستدعى على الفور قوات الأمن المسئولة عن الكنيسة، وبدورها أبلغت خبراء المفرقعات، وفى غضون 15 دقيقة تحول المكان إلى ثكنة أمنية، وتم إخلاء الكنيسة من المصلين. ورغم أن قوات الأمن أكدت على أن الكيس الذى عثر عليه لم يكن يحوى متفجرات، إلا أن تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة، وفقًا لأرمانيوس، كشف عن دخول شخص فى غضون الثالثة عصرًا بنفس الكيس الأسود، وتجول به حتى وصل إلى الهيكل، وكان الغرض منها استهداف قداس «خميس العهد». وأشار أرمانيوس إلى أن الأمن كانت نيته واضحة، وهى تهدئة الأمور والحفاظ على هدوء الأقباط. وأكد أن الشخص الذى دخل إلى الكنيسة، استخدم نفس سيناريو تفجير كنيسة مارجرجس فى طنطا بحسب الشهود، واعتمد على أن البوابة الإلكترونية للكنيسة عطلانة. وكانت شركة صيانة «وهمية» جمعت معلومات أمنية عن الكنائس والبوابات الإلكترونية العطلانة، بهدف صيانتها مجانًا كخدمة للكنائس، لكن اتصل بعض الأقباط بالرقم الذى أرفقته الشركة فى إعلانها على صفحة التواصل الاجتماعى، وتأكدوا أنه ليس لها وجود، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مصير المعلومات الأمنية التى استطاعت الشركة أن تجمعها حتى الآن. الخبير الأمنى محمد نور الدين، أكد أن العثور على قنبلة فى كنيسة العذراء بشبرا يعد كارثة، حتى لو كانت القنبلة غير حقيقية، طبقًا لتصريحات الأمن، إلا أن الطريقة التى وصل بها الكيس إلى داخل أقدس مكان فى الكنيسة يكشف عن طرق تفجير كنيستى طنطاوالإسكندرية، ومن قبلها كنيسة البطرسية.
وشدد على أن البوابات الإلكترونية تلعب الدور الأهم فى التأمين، لأنها تمنع دخول الأجسام الغريبة، لكن دخول متفجرات إلى الكنيسة، مثلما حدث فى طنطا، دليل على خلل فى الدائرة الأمنية وتحديدًا فى تلك البوابات الإلكترونية. فيما أكد إسلام الكتاتنى، الإخوانى المنشق، أن أسلوب داعش بات معروفًا فى استهداف الكنائس، حيث يقوم التنظيم بتشكيل خلية تكون المسئولة عن الاستهداف التى تنفذه على ثلاث مراحل؛ الأولى هى مراقبة الكنيسة ورصد أفراد التأمين، وذلك يتزامن مع تجهيز القنبلة بالشكل والطريقة المناسبة لكل كنيسة، حسب موقعها وطريقة تأمينها والقوة العددية، والمرحلة الثانية محاولة جس نبض، أو اختبار لمدى قدرة قوات الأمن فى الكنيسة على التعامل مع هذه المواقف، واستجابة إدارة المفرقعات للبلاغات، عبر وضع أجسام غريبة بالكنائس يكون العثور عليها سهلًا نسبيًا، وهذه المحاولة تهدف للتأكد من نجاح العملية، وهذا ما حدث بالفعل فى كنيسة مارجرجس بطنطا قبل تفجيرها ب 10 أيام، حيث عثر على قنبلتين استطاع الأمن إبطال مفعولهما. أما المرحلة الثالثة فهى التنفيذ واختيار ساعة السفر، وفى الغالب تكون فى مناسبات واحتفالات للأقباط، ولا تكون فى الأيام العادية. وفى سياق حادث طنطا، فقد كشف شهود عيان من داخل كنيسة مار جرجس؛ أن الإرهابى الذى فجر الشحنة الناسفة، فقتل وأصاب العشرات، جرى قبل التفجير ليلتصق بخلفية الكرسى الذى يجلس عليه الأنبا بولا، أسقف طنطا، لكن الله؛ كان قد كتب للأسقف النجاة. القدر ساق الأنبا بولا، إلى تغيير عاداته فى العيد، حيث توجه يومها إلى الصلاة بإحدى كنائس القرى التابعة لإبراشيته، بدلًا من الصلاة بكنيسة مار جرجس مثلما اعتاد من قبل. شهود العيان، نجوا أيضًا من الموت المحقق، ومنهم جورج حليم، 63 سنة، يسكن بجوار الكنيسة قال إنه ذهب للتسوق فى السابعة صباح يوم الحادث، واشترى بعض السلع وعاد لبيته فى الثامنة والربع، وطالب زوجته بالاستعداد للذهاب للصلاة داخل الكنيسة كما تعودوا، لكنها أخبرته أنها مُتعبة ولن تستطيع، وطالبته بالانتظار قليلًا حتى تتحسن لتتمكن من الذهاب معه، فكان تعبها سببًا فى نجاة أسرته من الموت. وأضاف «حليم»: «مكثت فى المنزل مع زوجتى حتى سمعت انفجارًا مدويًا، ظننت فى البداية أن المنزل يسقط، لكن عندما خرجت من شقتى مسرعًا علمت أن التفجير داخل الكنيسة، وعندما دخلت إلى قاعة الصلاة وجدتها رأسًا على عقب، وأشلاء الضحايا متناثرة فى كل مكان، والدماء أغرقت الأرض، حتى صورة المسيح وتلاميذه بسقف الكنيسة لم تسلم من الشظايا، وفوجئت باستشهاد صديق عمرى ميشيل عبد الملك». أما بيتر أشرف، 25 سنة، موظف بإحدى المدارس القريبة من الكنيسة، فأكد أنه «اعتاد الصلاة فى كنيسة مار جرجس صباح كل أحد، لكن فى هذا اليوم دفعه شىء إلهى إلى الصلاة فى كنيسة أخرى قريبة من مارجرجس بشارع ابن الفارض فى طنطا». وأشار إلى أنه عندما علم بتفجير كنيسة مار جرجس، ذهب إليها مسرعًا على قدميه ليصدم بمشهد الدماء فى كل مكان وقاعة الصلاة المدمرة وساعة الكنيسة بزجاجها المكسور والمتوقفة عند التاسعة و5 دقائق، ويجد أن معظم الضحايا من شماسة الكنيسة الذين يشاركون فى الصلوات، وذلك لأن التفجير حدث فى المقاعد الأمامية بجانب الرجال».