في مكتبة الإسكندرية.. 4 مراكز لحفظ ورقمنة التراث المصرى والعالمي

الحفاظ على التراث لا يقف عند حد فهرسته وإتاحته للباحثين والمهتمين، لكنه يتخطى ذلك إلى عدة أمور أخرى، تتضمن حفظه ماديًّا باستخدام تقنيات الترميم، والتخزين، والصيانة، ورقمنة التراث كوسيلة لحفظه وإدارته، سواء تراث المكتبة أو مصر، بما فى ذلك مصر القديمة واليونانية والرومانية والبيزنطية والقبطية والإسلامية والحديثة، والعالم الإسلامى وحوض البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
وتتولى 4 مراكز متخصصة بمكتبة الإسكندرية مهمة رقمنة وحفظ وإدارة التراث، منها مركز توثيق تراث مصر الحضارى والطبيعى CULTNAT، ومركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط Alex-Med، ومركز الخطوط، ومركز المخطوطات الذى يحتوى على معمل للترميم. ويعرض متحف المخطوطات المقتنياته، إما بصورتها الأصلية أو بنسخ مصورة أو بشكل رقمى، إضافة إلى دور المعهد الدولى للدراسات المعلوماتية ISIS، من خلال توفير الأدوات اللازمة لذلك، وتسهيل العملية، وإتاحة الناتج لرواد المكتبة.
ونجح مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى فى تطوير أساليب متنوعة لعرض نتائج المشروعات على الجمهور، من بينها موقع مصر الخالدة www.eternalegypt.org، الحائز على عدة جوائز، إضافة إلى قاعة البانوراما الثقافية CULTURAMA، وهى نظام العرض الأول من نوعه فى العالم ويشمل تسع شاشات بانورامية.
وساهمت المكتبة فى رقمنة مقتنيات دار الكتب والوثائق المصرية، وتوثيق التراث القبطى، وتوثيق الصحف المصرية القديمة، ووثائق شركة هليوبوليس، ووثائق بنك مصر، وطلعت حرب، وتوثيق محتويات القصور الرئاسية المصرية، وخرائط ووثائق الجمعية الجغرافية المصرية.
أعد مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى العديد من قاعات العرض والمعارض، مثل معرض النجوم Star Riders Gallery ومعرض بانوراما الفلكلورFolkrama بالإضافة للمعرض المصغر الذى يعرض كل مشروعات المركز للزوار.
وتمر عملية الرقمنة بمراحل عديدة، تبدأ بعمل مسح ضوئى للكتب والمخطوطات والصحف وغيرها من الوثائق، ثم تمر بمراحل من التعديل بالفوتو شوب، لحذف أى شوائب، بعدها تخضع لعملية مراقبة جودة وفقاً لمعايير دولية، بالإضافة إلى عملية الفهرسة لتسهيل استرجاعها والحصول عليها، إلى أن يتم اعتمادها فى النهاية، وتعاد العملية إلى مراحلها الأولى إذا اتضح وجود أى خطأ.