استقبل السيد سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية، السيد أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري والقيادي بمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، لتجديد التأكيد على دور عربي في الحل السياسي للمقتلة السورية المستمرة منذ ما يقرب من السنوات الست، وهو الدور الذي يعد من أكثر الضرورات إلحاحا لإنجاح خرائط الطريق المطروحة للحل، وهو ما أكد عليه الطرفان. وتعتبر سياسة مصر العربية واحدة من أكثر السياسات توازنا في التعامل منذ أن استعادت دورها كشقيقة كبرى في القضية الأكثر تعقيدا عربيا، ورفضت أن تكون طرفا في تأجيج الصراع ودأبت طوال الخط على طرح الحلول الواقعية الممكنة للحل السياسي وفتحت أبوابها الرسمية والشعبية لكل أصحاب المبادرات السلمية الساعية لإيجاد مخرج سياسي للاستعصاء. وكان في صلب لقاء السيدين، شكري والجربا، التوقيع على قرار الهدنة الجاري تنفيذه برعاية دولية، وقد أظهر الطرفان اهتمامهما وتشجيعهما لهذه العملية وثمن الجربا عليها وطالب بضمها كافة مناطق سوريا وأشار الى" انها جاءت متأخرة وكان بالإمكان تنفيذها قبل سقوط حلب وليس بعدها ولكنا وفرنا تشريد الآلاف من العائلات".
اما موضوع الاتفاق الروسي الإيراني التركي، فقد أكدا على حتمية انتماء سوريا للعالم العربي واستحالة تهميش هذا الانتماء في أية عملية، وبناء على لا بد أن يكون لهذا العامل الأولوية في مشاريع الخروج من حالة الحرب إلى حالة السلم، ولا يمكن في أي حال تهميش هذا الدور وإلا ستكون المبادرة تحمل فشلها قبل ولادتها، مع الإشارة إلى أن أهمية الدور العربي في الحل السياسي لا تتعارض أبدا مع الأدوار الإقليمية والدولية، إلا إن البداهة تستدعي إلى أسبقية وضرورة هذا الدور على غيره من الأدوار، وأن سبب ضعف هذا الدور الذي " تبدى في غياب العرب عن الاتفاق الثلاثي وأن ضرورة اتفاق العرب والدخول يداً بيد من أجل الوصول إلى الحل السياسي للموضوع السوري ضرورة لا بد منها".
كما أثنى الطرفان على المفاوضات المزمع عقدها في العاصمة الكازاخستانية، الآستانة، متأملين أن تشارك فيه كل الأطراف السورية الساعية إلى إيجاد حل سياسي بكل جدية ومسئولية وأن تواصل الأطراف الضامنة لهذه المفاوضات على الاستمرار فيها حتى الوصول إلى صيغة مناسبة للحل النهائي الذي من خلاله تستعيد سوريا عافيتها ودورها كدولة عضو في جامعة الدول العربية والهيئات الدولية.
وقال السيد الجربا:" إنه لم يتلق حتى الآن أي دعوة للحضور ولم يُعرف عنه حتى الآن شيء " وانهم غير متهافتين على الحضور وأن حضوره لمفاوضات الآستانة " متعلق بأجندة هذه المفاوضات والأطراف الذين سيحضرون وما زال الوقت مبكرا" وأن علاقاته بروسيا جيدة جدا ومن أعلى المستويات.
من جهة أخرى أعلن رئيس تيار الغد في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء: إنه اتفق مع السيد الوزير على خطوة مفادها "دعوة المعارضين السوريين لعقد مؤتمر في القاهرة بمثابة القاهرة 3 لتشكيل جسم جديد" وأنه يرى أن الهيئة العليا للمفاوضات مطالبة بتنفيذ القانون الذي ينص أن مهمتها عام وقد انتهى العام، ولم تقدم شيئا وغلب على خطابها التخبط والمراهقة السياسية وكان كل همها محاربة روسيا ورفض لقاء الطرف الروسى إلى أن تم الاتفاق بين موسكو وأنقرة فبدلت خطابها كليا وكأنها لسان حال تركيا وهذا ما ظهر في بيانها الأخير حول مأساة حلب فقد تناول البيان المأساة وكأنها حدثت في بلدة افريقية وليست سوريا.
وأما عن بيان الإخوان حول حلب والذي تناول روسيا وإيران، قال الجربا:" إن الاخوان يقولون شيء ويفعلون عكسه وأنهم "كما أدانوا حضور المعارضة لجنيف 2014 وحضروا صبيحة اليوم الثاني بخمس أعضاء ومنهم نائب المراقب العام فإنهم أصدروا بيانا وهم متورطون في تحالفات مع الفصائل الإرهابية وكانوا أول من فرض نظام المحاصصة على هيئات المعارضة السورية وهم من أسباب فشل الثورة" وإنه يرى في تركيا " دولة جارة وان انعطافتها الأخيرة صوب روسيا هو انقلاب على كل مواقفها السابقة من سوريا ويدين قصفها للمدنيين في الباب".