أشاد أحمد الجربا رئيس تيار الغد السورى والقيادى بمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية بسياسة مصر تجاه الأزمة فى بلاده، وقال إنها واحدة من أكثر السياسات توازنا فى التعامل مع هذه الأزمة منذ أن استعادت دورها كشقيقة كبرى فى القضية الأكثر تعقيدا عربيا، وهو ما تجلى فى رفضها أن تكون طرفا فى تأجيج الصراع وحرصها طوال الخط على طرح الحلول الواقعية الممكنة للحل السياسى وفتح أبوابها الرسمية والشعبية لكل أصحاب المبادرات السلمية الساعية لإيجاد مخرج سياسى للاستعصاء. وكان سامح شكرى وزير الخارجية قد التقى الجربا أمس الأول وقال حول اتفاق الهدنة الذى بدأ تنفيذه منتصف الليلة قبل الماضية برعاية دولية، ان الطرفين اظهرا اهتمامهما وتشجيعهما لهذه العملية، مطالبا بأن تشمل كافة مناطق سوريا. وأشار الجربا إلى “أنها جاءت متأخرة وكان بالإمكان تنفيذها قبل سقوط حلب وليس بعدها وهو ما كان بوسعه أن يوفر تشريد الآلاف من العائلات”. وفيما يتعلق بالاتفاق الروسى الإيرانى التركي، أكد الجربا حتمية انتماء سوريا للعالم العربى واستحالة تهميش هذا الانتماء فى أى عملية، وقال إنه فى ضوء ذلك لا بد أن يكون لهذا العامل الأولوية فى مشاريع الخروج من حالة الحرب إلى حالة السلم، ولا يمكن فى أى حال تهميش هذا الدور وإلا ستحمل المبادرة عوامل فشلها قبل ولادتها. وأكد أهمية الدور العربى فى الحل السياسى الذى لا يتعارض أبدا مع الأدوار الإقليمية والدولية، مطالبا بأن تكون الأٍسبقية لهذا الدور على غيره من الأدوار. وانتقد غياب العرب عن الاتفاق الثلاثي، مشدددا على ضرورة اتفاق العرب والدخول يداً بيد من أجل الوصول إلى الحل السياسى للموضوع السورى الذى أصبح ضرورة لا بد منها”. وقال الجربا إنه تم بحث مع شكرى المفاوضات المزمع عقدها فى العاصمة الكازاخستانية، الآستانة، معربا عن أمله فى أن تشارك فيها كل الأطراف السورية الساعية إلى إيجاد حل سياسى بكل جدية ومسئولية وأن تواصل الأطراف الضامنة لهذه المفاوضات على الاستمرار فيها حتى الوصول إلى صيغة مناسبة للحل النهائى الذى من خلاله تستعيد سوريا عافيتها ودورها كدولة عضو فى جامعة الدول العربية والهيئات الدولية. وأوضح أنه لم يتلق حتى الآن أى دعوة للحضور ولم يُعرف عنه حتى الآن شيء “وانهم غير متهافتين على الحضور وأن حضوره لمفاوضات الآستانة “ متعلق بأجندة هذه المفاوضات والأطراف الذين سيحضرون وما زال الوقت مبكرا” وأن علاقاته بروسيا جيدة جدا ومن أعلى المستويات. وكشف الجربا عن إنه اتفق مع وزير الخارجية على خطوة مفادها “دعوة المعارضين السوريين لعقد مؤتمر فى القاهرة بمنزلة القاهرة 3 لتشكيل جسم جديد” مشيرا الى انه يرى أن الهيئة العليا للمفاوضات مطالبة بتنفيذ القانون الذى ينص على أن مهمتها عام وقد انتهى العام، ولم تقدم شيئا وغلب على خطابها التخبط والمراهقة السياسية .