مثلما كان متوقعًا، توج البرتغالى كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسبانى بجائزة الكرة الذهبية التى تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية كأفضل لاعب فى العالم لعام 2016، وذلك للمرة الرابعة فى تاريخه بعد أعوام 2008، 2013 و2014. رونالدو حسم الجائزة الأغلى والتى عادت إلى مظلة المجلة الفرنسية الأشهر بعد فض الشراكة مع الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» مثلما كان الحال منذ عام 2010. وحصد كريستيانو رونالدو فارقًا رقميًا تاريخيًا حينما جمع 745 نقطة متفوقًا بفارق 429 نقطة كاملة عن الأرجنتينى ليونيل ميسى نجم برشلونة الإسبانى وصاحب مركز الوصافة برصيد 316 نقطة، وهو أكبر عدد من النقاط يحصده لاعب فى تاريخ الكرة الذهبية. فيما حل الفرنسى أنطوان جريزمان لاعب أتليتيكو مدرى فى المركز الثالث.
وشهد الترتيب الأخير حدثًا تاريخيًا عربيًا باحتلال النجم الجزائرى رياض محرز المركز السابع، وهو أفضل مركز لأى لاعب عربى فى تاريخ تلك الجائزة.
تتويج كريستيانو رونالدو بالكرة الذهبية جعل الدورى الإسبانى الشهير باسم «الليجا» هو الأكثر تمثيلًا بين الدوريات الأوروبية من حيث اللاعبين الحاصلين على الجائزة منذ بدايتها فى عام 1956. وتمكن 19 لاعبًا من أندية إسبانيا من حصد الجائزة، بينما يأتى الدورى الإيطالى فى المركز الثانى ب18 لاعبًا. بينما توج 9 لاعبين من الدورى الألمانى «البوندسليجا» بالجائزة، فى الوقت الذى يأتى فيه الدورى الإنجليزى «البريمييرليج» فى المركز الرابع بستة لاعبين.
كما رفع ريال مدريد غلة لاعبيه من الكرة الذهبية إلى ثمانى مرات ليعادل رقم يوفنتوس الإيطالى، لكنه ظل ثانيًا فى الترتيب خلف الغريم التقليدى برشلونة صاحب ال10 كرات ذهبية للاعبيه.
وأصبح رونالدو ثانى أكثر لاعب فى التاريخ يفوز بالكرة الذهبية بواقع أربع مرات، بعد الأرجنتينى ليونيل ميسى الذى حصد الجائزة الأغلى فى عالم لاعبى كرة القدم خمس مرات أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015.
وعقب فوزه بالجائزة، قال كريستيانو رونالدو لمجلة فرانس فوتبول «إنه لشرف عظيم أن أستلم الكرة الذهبية الرابعة لى. أشعر وكأنها الأولى، هذا حلم جديد تحقق. لم أتصور أننى سأفوز بهذه الجائزة 4 مرات. أنا سعيد حقًا، وهذا يعطينى الواجب لأشكر زملائى فى ريال مدريدوالبرتغال. لولاهم لما كنت سأفوز بهذه الجائزة».
وبسؤاله عن هدفه التالى إن كان تحقيق الألقاب مع النادى أو المنتخب فقال: «من الصعب الاختيار، ولكن بالنسبة لى الفوز مع كليهما أمر مهم للغاية، لذلك سوف أبذل قصارى جهدى كما أفعل فى كل عام».
وأضاف: «بالنسبة لى سوف يبدأ الآن تحدٍ جديد. أنا أحب كرة القدم وسأفعل كل ما بوسعى للفوز مع ريال مدريد مرة أخرى لأن هذا هو فريقى. أما مع منتخب البرتغال فنحن سوف نحاول، ولكن الجميع يعلم أن الأمر معقد وصعب للغاية. سوف أبذل قصارى جهدى أيضًا للفوز بكرة ذهبية أخرى العام المقبل».
وعن الفرق بين شعوره فى المرة الأولى وهذه المرة قال: «عندما تفوز بشىء لأول مرة يكون الأمر خاصًا وعاطفيًا جدًا، لا أستطيع أن أقول الشعور هو نفسه دائمًا. فى عام 2008 كانت فرحتى هائلة للفوز بالكرة الذهبية للمرة الأولى، لقد كانت لحظات فريدة لى ولعائلتى. أنا أعمل وأضحى لكى أفوز ومن دون ريال مدريد والمنتخب البرتغالى لم أكن سأفوز بهذه الجائزة».
وعن فوز البرتغال باليورو قال: «كما سبق وأن قلت عام 2016 كان الأفضل فى مسيرتى كلاعب. لقد فزت بأول لقب مع المنتخب فى التاريخ، وهو كان شيئًا مفقودًا فى سيرتى الذاتية، ولكننى أصبحت أملكه الآن. كما أننى فزت بدورى الأبطال مع ريال مدريد لا يجب أن ننسى ذلك».
وعن تفضيله لدورى الأبطال أو اليورو قال: «ريال مدريد فاز بدورى أبطال أوروبا 11 مرة، هذا ليس تقليلًا من دورى أبطال أوروبا، ولكن المنتخب البرتغالى فاز للمرة الأولى فى تاريخه باللقب الأوروبى. الفوز مع البرتغال كان مستواه أعلى بالنسبة لى، إنه مثل فوزى بالكرة الذهبية لأول مرة فى عام 2008».
وتابع: «كل مرة الفوز بالجائزة يكون أمرًا ذا نكهة خاصة بالنسبة لى، وبعد أن أفوز بها أقول لنفسى: كريستيانو لقد كان هذا يستحق منك هذا العمل والتضحية. فى بعض الأحيان من الصعب التعبير عما أشعر به، ولكن بداخلى هناك فرحة كبيرة دائمًا».
وواصل: «لقد عملت بجد للوصول هنا. ما زلت أصبح أفضل عامًا بعد عام، قليلين من يستطيعون الحفاظ على نفس المستوى دائمًا هم معدودون على الأصابع». واختتم: «سيكون من دواعى سرورى أن أظهر بالجائزة فى سانتياجو برنابيو، إنه ملعبى والجماهير تحبنى، لقد ولدت وأنا أحب ريال مدريد، مانشستر يونايتد كان قويًا، ولكن أمام ريال مدريد لا يوجد شىء يذكر».