وجود فنانات «الإثارة» المغمورات على السجادة الحمراء شوه صورة المهرجان سوء التنظيم ومجاملة الشركات الراعية وحجز تذاكر VIP لموظفيها أشعل أزمة مع النقاد منذ اندلاع ثورة يناير 2011، ومع كل دورة جديدة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يأمل صُناع السينما والمهتمون بشئونها فى دورة تعيد للمهرجان بريقه الغائب منذ عدة سنوات؛ وإعادته لمكانته الطبيعية التى احتلها طوال سنوات إقامته التى عاشها الأول بين أقرانه فى مهرجانات السينما العربية والشرق أوسطية، لكن للأسف مع بداية كل دورة جديدة تتلاشى الآمال واحدًا تلو الآخر؛ وتنضب الأحلام فى إمكانية عودة المهرجان لسابق عهده، وتتضاءل المطالب بالعودة إلى مكانته الصحيحة؛ وذلك بسبب سوء إدارة المهرجان منذ لحظة افتتاحه وحتى ختام فعالياته، مما ساهم بقوة فى تراجع مستواه وتقييمه بين مهرجانات عربية أخرى حديثة النشأة مثل مهرجان دبى وأبو ظبى وغيرهما من المهرجانات التى احتلت المكانة الأولى فى المنافسة العربية.. وشهدت الدورة ال 38 من مهرجان القاهرة السينمائى الكثير من نقاط الضعف التى قضت على آمال الكثيرين من لحظة انطلاقه؛ فحفل الافتتاح لم يرتق لمستوى مهرجان درجة ثانية، وربما كان حضور الفنان أحمد حلمى، والكلمة التى ألقاها بمناسبة تكريمه فى حفل الافتتاح هى نقطة القوة الوحيدة فى الحفل. فمنذ افتتاح المهرجان حتى ختامه شهدت الدورة الأخيرة منه العديد من الأخطاء الكارثية بسبب سوء التنظيم واختيار المنظمين بسبب ما يسمى بالصراع على «سبوبة المهرجان»، الذى يدار بطريقة محترفة من قبل البعض لتحقيق أعلى مكاسب ممكنة منه.. وفيما يلى نرصد بعض أخطاء الدورة الجديدة من مهرجان كنا نتمنى ألا نكتب عليه تلك السطور مجددًا وتمنينا فقط الإشادة به، وهو الأمر الذى لم يتحه لنا المسئولون عنه.. فقبل حفل الانطلاق شهدت أروقة المهرجان أزمة فى استخراج كارنيهات الصحفيين لدرجة أنه تمت طباعة بعضها على ورق «A4 »، ثم جاءت الكارثة الكبرى فى حفل الافتتاح بغياب نجوم الصف الأول بسبب عدم توجيه الدعوة لمعظمهم؛ ليطغى وجود فنانات لا يليق بالمهرجان حضورهم فى حفل الافتتاح أمثال الراقصة سما المصرى وغيرها من الفتيات اللاتى لم يتعرف عليهن أحد من الحاضرين، ولا أحد يعلم من صاحب فكرة توجيه الدعوة لمثل هؤلاء لتمثيل مصر فى أهم مهرجاناتها على الإطلاق؛ وذلك بسبب وجود الكثير من المجاملات التى طغت على توزيع الدعوات، وهو ما ساهم فى إظهار حفل الافتتاح فى أسوأ حالاته، كما لم يشهد حفل الافتتاح وجود نجم واحد من النجوم العالميين الذين كنا نشاهدهم دائمًا فى الدورات الماضية قبل الثورة. ومن الظواهر الغريبة أيضًا هذا العام وجود العروض الثانية من الأفلام خارج دار الأوبرا وفى صالات العرض، هى ليست بأزمة لكن أين الأفلام القوية من الأساس التى تفرض نفسها على صالات العرض وتجذب الجمهور، خاصة أن اختيار الأفلام سيئ ولا نجد ما يميزها سواء بالنسبة للأفلام المصرية أو حتى الصينية وغيرها من الأفلام التى انتقدها الكثيرون، وكانت بسببها السينمات خالية من الجمهور، وأصبحنا نشاهد قاعات خالية من الجمهور فى مهرجان خالٍ من النجوم. كما شهدت الدورة ال 38 قيام الشركات الراعية بالحصول على عدد كبير من الدعوات «VIP» وتوزيعها على العاملين بها من الموظفين، وهو ما أثر كثيرًا على وجود دعوات لكبار النقاد والفنانين، إضافة إلى تواجد الموظفين فى مقدمة الحفل، وترك النقاد والنجوم للجلوس فى أماكن بعيدة، وسيطرت الشركات الراعية وموظفيها على المهرجان بالكامل. كما حدث خلاف بين إدارة المهرجان والمخرج أسد فولادكار مخرج فيلم «ست الستات»، حيث قامت إدارة المهرجان بتأجيل عرض الفيلم وترحيله ليوم آخر برغم الإعلان عن موعده مسبقًا، وهو ما أغضب المخرج ورفض ذلك بسبب وجود فيلم مصرى فى نفس اليوم، وحدث خلاف كبير بين إدارة المهرجان والمخرج، وكانت المفاجأة للجمهور الذى حضر لمشاهدة فيلم «ست الستات»، بأنه أمام فيلم آخر بدلًا من الفيلم الذى قاموا بشراء التذاكر لمشاهدته، وهو ما يؤكد على عشوائية إدارة المهرجان بالكامل. وكشفت مصادر أن فيلم «البر التانى» الذى أثار أزمة خلال أيام عرضه بأنه تم ضمه للمهرجان فى آخر أيام التجهيزات، وقامت إدارة المهرجان باستبعاد فيلم «آخر أيام المدينة» لصالح فيلم «البر التانى»، والذى فرض منتجه شروطه على إدارة المهرجان بالكامل فى مقابل دفع مبالغ مالية ضخمة كما تردد، كما حدثت بسببه أزمة كبيرة بين إدارة المهرجان وفريق عمل الفيلم وبين النقاد والصحفيين، وكانت الأزمة الأكبر عندما فوجئ الجميع بشراء بطل الفيلم ومنتجه محمد على بشراء 450 تذكرة لصالحه من أجل إظهار قاعة العرض على أنها كاملة العدد لإيهام الجميع بأن الفيلم هو الأقوى بين المتنافسين فى المهرجان؛ وهو ما فوجئ به الصحفيون عند دخولهم، ولم يجدوا إلا قاعة واحدة خالية، كما شهد العرض وجود حراسات خاصة من أجل تأمين صناع العمل، وهو الأمر الغريب خاصة أن المهرجان له حراسة خاصة من وزارة الداخلية وأمن دار الأوبرا ؟.. كما طرح العديد من المهتمين بشأن المهرجان والنقاد سؤالًا أكثر أهمية حول ميزاينة المهرجان وطريقة إنفاقها خاصة أن معظم خدماته مقدمة من الدولة ودائمًا ما تؤكد إدارة المهرجان على قلة المصاريف المتاحة لهم. وعلمت «الصباح» أن قرارًا بصدد التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة بالتحقيق مع السيدة ماجدة واصف رئيس المهرجان من وزارة الثقافة، وأكدت مصادر أنه سيتم استبعادها وفريق عملها بالكامل من تنظيم المهرجان فى الدورة المقبلة من المهرجان؛ وأشارت المصادر إلى أن سوء التنظيم والمجاملات الزائدة عن الحد التى شهدتها الدورة الحالية من المهرجان هى السبب فى الإطاحة برئيسة المهرجان وطاقم عملها بسبب سوء إدارة الدورة الحالية من المهرجان على كل المستويات.