والدها وزوجته عذباها وفقآ عينيها.. و5 من أسرتها رموا «الجثة» فى النيل الأم: والدها خطفها بعد طلاقنا.. وقبل الحادث سمعت: «سبتينى ليه يا ماما؟» مأساة إنسانية وجريمة تقشعر لها الأبدان، وتستحق بتفاصيلها أن تكون حادثة العام، بكل ما تحمله من بشاعة وتعذيب وقتل وتمثيل بجثة طفلة. «ملك»، البالغة 9 سنوات، كل ذنبها أنها ضحية تفكك أسرى، جعلها وحيدة فى يد أب وزوجة أب، ارتكبا فى حقها كل ألوان التعذيب، عقوبة فتحها للثلاجة لتروى عطشها ولتسكت جوعها. الوالد القاسى وزوجته، حلقا للطفلة شعرها وألقيا الماء المغلى على رأسها وفقآ عينها، فلم تحتمل شدة التعذيب وماتت، فوضعا جثتها فى جوال وألقياه فى النيل. العقار رقم 74 بشارع العمرانية بمحافظة الجيزة، لا حديث به سوى عن مقتل الطفلة ملك، حيث انتقلنا إلى المنزل لنعرف ملابسات وتفاصيل الحادث الذى زلزل قلوب كل من يسمع أو يشاهد صور الطفلة بعد تعذيبها. وجدنا والدتها «نورا» تتمتم بكلمات غير مفهومة والنساء يتجمعن حولها لمؤازرتها وتقديم العزاء. حكت الأم الثكلى: «تقدم محمود للزواج منى عام 2006، ولما سألنا عنه، قالوا إنه شخص طيب ومؤدب ويحب الخير، ولم يسمع أحد شرًا عنه، وعلمنا بعد ذلك أن الجميع يخاف منه ومن أسرته، لذلك أعطوا لنا معلومات خاطئة، خوفًا من بطشه». وتكمل: «تزوجنا.. وعقب أيام من الزواج فوجئت به يجبرنى على شرب الخمر ويمنعنى من زيارة أهلى لشهور، إضافة لإجبارى على النوم على سرير دون مرتبة». أضافت: «بمرور الأيام، فوجئت بقيام والدة زوجى بارتداء ملابسى الجديدة بالرغم من أنها سيدة مسنة، حتى أخذت جميع الملابس الموجودة فى الدولاب وأعطتنى ملابس قديمة، وكنت أتغاضى عن ذلك، معتقدة، أننى لابد أن أستحمل حتى لا أفشل فى أول زواج لى، ولكن وصل الأمر إلى مرحلة لا تطاق، بالحرمان من الطعام فكان لا مفر من طلب الطلاق، كى استريح من العذاب الذى أحياه كل يوم، ولكنه رفض فلم أجد أمامى سوى رفع دعوى بالخلع فوافق على الطلاق، فى شهور الحمل الأولى فى ملك، بعدما تنازلت عن كل شىء، بل ودفعت له 2000 جنيه». وتابعت الأم باكية: «ولدت ملك فحصلت على حق حضانتها على مدار 4 سنوات، بعدما تزوج والدها، فغيرت لى حياتى، وكنت أقيم لها احتفالًا بعيد ميلادها فأعلق الزينة فى الشارع بأكمله، وكان والدها يطلب رؤيتها، فوافقت بعد لجوئه للمحاكم، حيث التقاها 4 مرات خلال الأربع سنوات الأولى من حياتها، بمركز شباب العمرانية.. وفى عامها الرابع أثناء تواجدنا بالنادى، أكد لنا أنه سيصحبها لشراء الحلوى وإرجاعها مرة أخرى، وانتظرت فى النادى لرجوع طليقى بطفلتى، إلا أننى اكتشفت مع الوقت أنه اختطفها وتوجهت على الفور لقسم العمرانية، لتحرير محضر اختطاف، ففوجئت بطليقى فى القسم، حاملًا ابنتهما المصابة فى قدمها، محررًا ضدى محضر بالإهمال، مدعيًا أن (توك توك) صدمها عندما كانت معى.. وكل ذلك من أجل أن يثبت إهمالى حتى يحصل على حضانتها.. فتم حجزى 24 ساعة حتى بانت الحقيقة وحضر الجيران وسلمنا للقسم خطابًا من مأمور مركز شباب العمرانية يفيد بأن طليقى خطف ملك، أثناء تنفيذ الرؤية.. وأكدت التحريات صحة كلامى وتم الإفراج عنى». وتستكمل: «على مدار ال5 سنوات الماضية لم أر ملك، فقامت الشرطة بعدة حملات للبحث عن الطفلة دون فائدة، فعندما نتأكد من تواجدها بشقة طليقى، نقوم بالاتصال بالشرطة، ولكن فى دقائق قبل وصولهم لا يجدون أحدًا، واستمر هذا الوضع 5 سنوات». وأشارت إلى أن شخصًا تقدم للزواج منها منذ سنتين، وأنجبت طفلًا ولكن لم تستسلم، فراحت تبحث عن ابنتها فى كل مكان، مضيفة: «جاء موعد الدراسة، فأخبرتنى إحدى الجيران بأنها رأت ابنتى فى مدرسة بالعمرانية وعلى الفور توجهت بطلب للمدرسة للعمل (دادة) وظللت بالمدرسة لمدة شهرين، فحصت جميع الطالبات ولكن وجدت التلميذة تشبه ابنتى وليست هى». وتصل إلى الحادث، فتقول: «قبل يومين من علمى بالجريمة، كنت أسمع صوت طفل يلازمنى بعبارة: (أنتى سبتينى ليه يا ماما)، حتى فوجئت بأحد الأشخاص يبلغنى بأن طليقى قتل ملك بمساعدة زوجته وجدتها وشقيقته، لم أصدقه فى البداية فهرعت إلى قسم العمرانية لأتأكد مما سمعته، فاكتشفت أن ما قيل صحيح، وأن الحادث تم تداوله بوسائل الإعلام، دون أن أعرف». وهنا دخلت الأم فى حالة من البكاء الهستيرى، ثم سقطت مغشيًا عليها، فتجمع حولها النساء. وقالت الجدة، والدة أم الطفلة الضحية: «علمنا بحادث مقتل حفيدتى من أحد الأشخاص وتقدم شقيق القاتل للشهادة ضده، وكانت المفاجأة أن والدها كان يمنعها من الطعام وعندما يطعموها يلقون لها أكياس (الشيبسى) فى البلكونة ثم يغلقون عليها الباب، وفى يوم الحادث شعرت ملك بالجوع وتوجهت إلى الثلاجة وعندما لاحظ والدها بدأ فى تعذيبها وحلق شعرها وألقى عليها مياه مغلية، وفقأ عينها، وعندما تأكدوا من مقتلها وضعوها فى جوال وألقوا بالجثة فى نهر النيل، حيث تم كشف الواقعة بعد انتشال الجثة ب 4 أيام، حين جرفها التيار إلى كورنيش قصر النيل». وكانت شرطة العمرانية، تلقت بلاغًا من «سعدية. أ»، 73 سنة، ربة منزل، بغياب حفيدتها وتدعى «ملك»، 9 سنوات. وبتقنين الإجراءات والتحريات، تبين وجود شبهة جنائية وراء اختفاء الطفلة، وأن الجدة المبلغة وابنها «محمود. أ»، 30 سنة، عامل، والد الطفلة، وزوجته «إيمان»، 30 سنة، تعدوا على الطفلة بالضرب، ما تسبب فى حدوث إصابات بها ووفاتها، واستعانت الجدة بابنتها «زينب»، 36 سنة، عمة الطفلة، وزوجها «ضياء»، 40 سنة، وحفيدها إسلام، 15 سنة، للتخلص من جثة الطفلة ونقلها داخل سيارة وإلقائها من أعلى كوبرى الدائرى فى نهر النيل بمنطقة المنيب. وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين والسيارة المستخدمة فى الحادث، واعترفوا بارتكاب الواقعة وأكدوا أن الطفلة المجنى عليها تقيم مع والدها وزوجته بعد انفصال والدها عن والدتها.. وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.