فى «مستقبل وطن» إيجار الحزب متأخر منذ ثلاثة أشهر أزمة التمويل تواجه المصريين الأحرار.. ونقل مقر حزب الدستور لظروف مادية السناوى: أحلام تشكيل الحكومة تلاشت.. ونافعة: الدولة تجرف الساحة السياسية على الرغم من اقتراب انتخابات المحليات؛ إلا أن الأحزاب السياسية لاتزال مشلولة الحركة بسبب نقص مواردها المادية لانسحاب بعض الممولين، الأمر الذى أدى لإغلاق مقار بعضها فضلًا عن تهديد فرص مشاركتها فى الانتخابات المقبلة، ومن أبرز الأحزاب الكبرى التى دخلت دائرة الأزمة المالية أحزاب (الوفد، والمصريين الأحرار، ومستقبل وطن)، فضلًا عن أحزاب تعتمد على التمويل الذاتى، ويمثل الشباب السواد الأعظم فى نسبة أعضائها مثل حزب الدستور، الذى أغلق العديد من مقراته لاحتواء الأزمة. حزب المصريين الأحرار الذى حصل على الأغلبية فى انتخابات مجلس النواب لم يسلم من الأزمات المادية، وتم إغلاق مقره فى المنصورة بقرار إدارى بحسب ما أكدته مصادر مطلعة داخل الحزب، بالإضافة إلى غلق مقر الحزب بمدينة دسوق فى كفر الشيخ، فى مقدمات تشير بأزمات مادية تعصف بالحزب فى سباق انتخابات المحليات، وأنباء على تقليص الدعم الموجه من رجل الأعمال نجيب ساويرس للحزب. أما حزب الدستور، الذى يقول أعضاؤه إنه يعتمد بنسبة 100 فى المائة على تبرعات الأعضاء، فيما اضطر الحزب إلى إغلاق 70 فى المائة من مقراته فى محافظات الجمهورية بسبب عجز ميزانية الحزب، وسيتم تغيير مقر الحزب بهدف تقليل النفقات لأن الحزب لم يعد قادرًا على دفع الإيجار للمقر القديم. وعلى صعيد الأزمات المالية أيضًا يحاول حزب «مستقبل وطن» السيطرة على الشكل الذى بدأ به الحزب الذى يموله رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، بالرغم من أن الحزب يواجه أزمات مادية طاحنة بسبب تقليص دعم الحزب، واستقالة عدد من رجال الأعمال. وقال محمد عبدالله، أمين حزب مستقبل وطن السابق، بالفيوم، إن مقرات الحزب فى المحافظة لم تٌدفع إيجاراتها منذ 3 شهور. وعلمت «الصباح» أن المهندس أشرف رشاد يواجه ما يشبه الانقلاب من رجال الأعمال خاصة فى قنامسقط رأسه، وأوقف عدد كبير منهم دعمه للحزب والبعض الآخر قدموا استقالات بسبب اختلاف رؤيتهم مع الإدارة المركزية للحزب فيما يخص انتخابات المحليات القادمة. من جانبه، قال الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، معلقًا على الأزمة الاقتصادية التى تمر بها الأحزاب فى مصر إن انسحاب رجال الأعمال من دعم الأحزاب سبقه انسحابهم من الاقتصاد ضاربًا المثال بالمهندس نجيب ساويرس الذى يعد الأب الروحى لحزب المصريين الأحرار - على حد وصفه - لم يعد لديه رغبة فى الاستمرار فى دعم الحزب، بعد أن ثبت أن الأحزاب تشتت وأغلبها اندمج الآن مع كتلة أو ائتلاف دعم مصر، منوهًا إلى أن الجميع يتعامل مع «دعم مصر» على أنه حزب سياسى، وبالتالى لم يعد هناك حاجة لوجود أحزاب سياسية أو الإنفاق عليها من قبل رجال الأعمال، مشيرًا إلى أن حماس رجال الأعمال فى تمويل الأحزاب لم يعد موجودًا ولم تعد لديهم رغبة فى نزيف الأموال لأنهم أصبحوا يرون أن هذه الأحزاب «غير مجزية». وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدولة تفعل كل شىء لقتل الأحزاب لكى يصبح هناك حالة من التجريف السياسى على الساحة.