ولد عام 1909، وبعد أن أكمل دراسته فى دار المعلمين فى العاصمة الغانية أكرا عمل مدرسًا لبضع سنوات قبل أن يسافر فى 1935 ليدرس الاقتصاد والاجتماع بجامعة لنكولن فى الولاياتالمتحدة والتربية والفلسفة بجامعة بنسلفانيا، ولدوره البارز فى التعريف بقضايا وهموم القارة الإفريقية انتخب رئيسًا لمنظمة الطلاب الأفارقة فى الولاياتالمتحدة، وفى 1945 انتقل إلى بريطانيا ليدرس بمدرسة الاقتصاد فى لندن ولينتخب رئيسًا لاتحاد طلبة غرب إفريقيا، وأحد أمناء المؤتمر الإفريقى الخامس فى مدينة مانشستر. عاد فى 1947 إلى وطنه غانا متشبعًا برغبة جارفة فى إصلاح بلاده وقارته كلها، وليتقلد فور وصوله أمينًا عامًا لمؤتمر شاطئ الذهب، كما اصطلح على تسمية غانا وقتذاك. تم اعتقاله فى 1948 بسبب نشاطه البارز ونضاله من أجل الاستقلال، وفى أعقاب مظاهرات حاشدة عمت البلاد حينئذ مطالبة بالاستقلال كان هو أحد ألمع رموزها، وبمجرد خروجه أسس صحيفة أخبار المساء لنشرالوعى السياسى وزيادة التعبئة الشعبية ضد الاستعمار، وفى منتصف 1949 أسس نكروما حزب المؤتمر الشعبى، وليعتقل مرة ثانية فى 1950 وصدور قرار بتجميد حزبه، ولم يعتد حزب نكروما بذلك وخاض الانتخابات فى 1951، وانتصر الحزب وفاز نكروما وهو داخل السجن بأغلبية كاسحة. عندما خرج من السجن فى 1952 تقلد رئاسة الوزراء، وحصد حزبه أغلب المقاعد فى انتخابات 1954 و 1956، وحين أعلن استقلال غانا رسميًا فى مارس 1957 أصبح كوامى نكروما أول رئيس لها، وليبدأ نضالًا جديدًا من أجل تحقيق حلمه بالوحدة الإفريقية، وفى 1958 نظم فى أكرا مؤتمر شعوب إفريقيا، وفى 1959 أنشأ مع الرئيس الغينى أحمد سيكوتورى اتحاد غينياوغانا ليكونا نواة لوحدة إفريقية أكبر، الأمر الذى رفضه عدد من قادة إفريقيا مما أدى للاتفاق على صيغة بديلة، وهى إقامة منظمة الوحدة الإفريقية. فى 1960 أقر دستور جمهورية غانا وانتخب نكروما رئيسًا، وأعيد انتخابه فى 1965، ولكن عددًا من معارضى مواقفه الوحدوية والتحررية حاولوا اغتياله وعندما فشلوا استغلوا زيارته لفيتنام وأطاحوا به من الحكم. لجأ نكروما إلى صديقه سيكوتورى، وفى 1971 حدث انقلاب جديد فى غانا ودخلت البلاد فى حالة من عدم الاستقرار، وأخذ الحنين يتزايد فى غانا لعودة نكروما، لكن المرض لم يمهله وتوفى فى إبريل 1972 فى رومانيا، ليعلن الحداد عليه رسميًا فى وطنه، وفى بعض البلدان الإفريقية، ودفن فى غينيا ثم أعيد جثمانه ليوارى فى تراب وطنه شاطئ الذهب فى موكب تشييع رسمى وشعبى حاشد ومهيب.