وبينما كان صوته المرتعش بحكم السن "واحد وثمانون عاما" يستدعى بعض من روح الزعامة الزائفة، كانت سقطة جديدة في انتظار الزعيم " العجوز" بفعل قلة الأعداد المشاركة في الاجتماع، والتي حاول رؤساء التحرير ورؤساء الأقسام تفاديها بإجبار شباب الصحفيين بمؤسساتهم الحضور أسباب خروجه للمشهد مرة أخرى وحلم الزعامة الزائفة
لم يكن مكرم محمد أحمد ليخسر فرصة سعى إليها منذ شهور ليتودد للرئاسة ويعيد علاقته بالسلطة، حيث جاءت معركة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية والتى سعى مكرم لتحويلها إلى صراع مع النظام بأكمله، فرصة مناسبة ليعيد صاحب الشعر الأبيض والتاريخ الملطخ بعار موالاة نظام المخلوع مبارك، تقديم نفسه للسلطة التى تجاهلته أكثر من مرة وفى أكثر من لقاء جمع الرئاسة ورموز الدولة، بعد أن فشلت نصيحته التى قدمها للرئيس السيسى بعدم الارتجال والابتعاد عن الحديث بعفوية أثناء خطاباته حتى لا يتم تصيد كلامه، فى تحقيق أى تقدم فى العلاقات، كذلك تجاهل مطلبه المعلن فى إحدى اللقاءات على قناة صدى البلد فى إجراء حوار مع الرئيس وبينما لعب مكرم في ساعات معدودة عدة أدوار وأجرى اتصالات مكثفة برجاله والمقربين منه والعمل على شق الصف وتحريض أعضاء مجلس النقابة على تقديم استقالاتهم اعتراضا على بيان النقابة لتصدر مشهد موالاة السلطة فقط، ولكن أيضا للانتقام من التيار الناصري الذي يكن له مكرم كل الكراهية و ويراه مسيطرا على نقابة الصحفيين ممثلا في شخص النقيب يحي قلاش فيما لعبت رغبة مكرم في العودة لمقعد النقيب، الذي أعلن عنها مكرم فبراير الماضي فى تصريح له، أحد أهم أسباب صحوته الأخيرة التي لم تحركها حملات القبض على الصحفيين وتعديات وزارة الداخلية على عدد كبير منهم، والتصريح بأن مجلس النقابة الحالي فقد شرعيته في قلوبنا، ليضرب ذئب الصحافة بتلك المعركة المقصودة أكثر من هدف بحجر واحد
عار موالاة نظام مبارك
رغم محاولته التخلص من تهمة الولاء لنظام مبارك على مدار سنين إلا أن دفاعه المستمر عن المخلوع كان يؤكد الاتهام، ولعبت تصريحاته التي كان أبرزها أن مبارك قاد مصر بشكل جيد وانه أنجز على مدار تاريخه الكثير في تأكيد دوره الاساسى ضمن " شلة " المخلوع ، خاصة وأنه كان " كاتبا" لخطابات مبارك لأكثر من خمسة عشر عاما، قبل أن تتشكل لجنة السياسات بالحزب الوطني وتطيح به خارج عن المشهد وتتولى تنظيم أمر خطابات المخلوع وبينما كان التوريث يتم على قدم وساق، تولى مكرم مهمة الترويج لفكرة أن مبارك غير راض على التوريث ويرفضه بشدة، كما دافع عن مبارك وحاول تبرأته من عار الخنوع الأمريكي ونفى في تصريحات أن يكن مبارك رجل أوباما كما أشيع.
علاقته بالإخوان لم تكن علاقة مكرم أقل من علاقته بمبارك وإن كان " طرده" من الجماعة المحظورة في بداية الخمسينيات بعد أن كان عضوا بها بسبب دخوله السينما ، أثر على علاقته بها والتي حاول استعادتها بعد وصول الإخوان للحكم حين داعب محمد مرسى وطلب منه تعديل مستشاريه القانونيين وصرح بأن حوله مجموعة من المنافقين يعملون على إيقاعه في الخطأ، حيث كان رد الجماعة وضعه في قائمة الأعداء الأمر الذي كشف عنه محمد مرسى خلال مؤتمر " المكاشفة" ليبدأ مكرم في الابتعاد عن المشهد حتى لا يصطدم بهم
تاريخه النقابي " بدأ بنقيب للصحفيين 3 دورات وانتهى بالطرد من النقابة"
شغل مكرم محمد أحمد منصب نقيب الصحفيين على مدار ثلاث دورات بدأت من 89 حتى 91 والثانية من 91 حتى 93 والأخيرة من 2007 حتى 2010، لينتهي دوره بعد الاصطدام بشباب الصحفيين ببهو النقابة عقب ثورة يناير حيث قاموا بطرده من مقر النقابة لولائه لنظام مبارك
نشأته وتدرجه بدأ المشوار الصحفي لمكرم بعد تخرجه حصوله على ليسانس الأدب قسم الفلسفة جامعة القاهرة عام 57 حيث عمل كمحررا بقسم الحوادث بجريدة الأهرام، ثم تدرج حتى تولى إدارة مكتب الأهرام بسوريا، كما عمل مراسلا باليمن عام 67 واستمر فى التدرج حتى تولى رئاسة مجلس إدارة دار الهلال ورأس تحرير مجلة المصور لفترة تخطت العشرون عاما
استطاع دخول سيناء بتصريح من الأممالمتحدة قبل خروج القوات الصهيونية بشهرين، كما ساهم في وضع المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية خلال التسعينيات والتقى بالعديد من القيادات الجهادية بسجن العقرب والتي انتهت بإعلانهم نبذ العنف
حاول التقرب من لسلطات والأنظمة المتوالية على حكم مصر ومشاركة الأستاذ " هيكل" فى علاقاته بالسلطة ولكنه فشل لنقص الأدوات التي يمتلكها مكرم مقارنة بالأستاذ، لذلك يعلم المقربين من مكرم عدم تقربه من هيكل وغيرته الشديدة منه ومن ثقة الرؤساء فيه