برهامى يستعد لزيارة السعودية ردًا على جولة الحوينى بالخليج.. والأخير يقدم نفسه كوسيط لإعادة تجميع التيار الإسلامى الحوينى التقى مفتى المملكة وإمام الحرم المكى وبرهامى خارج نطاق المفاوضات إسلام مهدى: الحوينى أعلى من برهامى لدى الخليج.. والمانح يهمه من يطمئنه على استثماراته فى السياسة معارك نجوم السلفية خرجت من مكمنها، خلف اللحى الحمراء والجلباب القصير، إلى ساحة العلن، بعد أن حركت مليارات الخليج مياهها الراكدة، ووسط هذه المعارك صراع قديم بين قطبى التيار السلفى ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية وأبى إسحاق الحوينى، أحد أهم شيوخ التيار بالدلتا، والأقرب إلى سلفيى القاهرة، المناوئين للدعوة. ومؤخرًا، زاد لهيب الصراع بين الطرفين بعد أن استغل الشيخ الحوينى توتر العلاقات بين الدعوة السلفية بالإسكندرية وبين بعض دول الخليج الممولة لها، وعلى رأسها السعودية، التى قللت من حجم إمداداتها المادية للكيان الدعوى بالإسكندرية منذ ما يقرب من العام. وقام الحوينى بعدة جولات إلى قطر، ومنها إلى السعودية، فى زيارة التقى خلالها عددًا من شيوخ ومسئولى المملكة والشخصيات القريبة من حلقة اتخاذ القرار، وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن الحذيفى وعدد كبير من أئمة الحرم المكى، وكذلك التقى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتى المملكة، فى استقبال حافل للحوينى هو الأول من نوعه، وفتح باب التساؤلات. وتناول الحوينى خلال جلساته، خاصة مع الشيخ عبدالعزيز، الوضع الذى وصلت إليه الدعوة السلفية فى مصر، والتى أصبحت مهددة بالانهيار- فى إشارة لفشل برهامى فى قيادة التيار السلفى فى مصر-، بالإضافة إلى مناقشة ملف الإخوان والخلافات القطرية/ المصرية، وكيفية الخروج من الأزمة، وتوحيد التيار الإسلامى مرة أخرى كما كان من قبل، وتقديم حلول تم الاتفاق عليها سلفًا مع بعض قادة الإخوان بقطر. وكشف مصدر بالدعوة أن الحوينى أثار غضب برهامى بتلك الجولة المفاجئة، خاصة بعد أن وصل للأخير تفاصيل اللقاءات والمناقشات التى دارت حول وضع الدعوة بالإسكندرية تحت قيادة برهامى. وأكد المصدر أن برهامى قرر الرد بزيارة إلى السعودية مطلع الشهر المقبل لأداء العمرة ولقاء عدد من شيوخ وأئمة المملكة خلال الزيارة، حتى لا يترك الفرصة للحوينى. وحول طبيعة هذا الهدف قال المصدر «إن سلفية القاهرة كانت ولا تزال تبحث عن سحب البساط من تحت أقدام الدعوة السلفية بالإسكندرية، وذلك أن الأخيرة هى الأقرب من دول الخليج خاصة السعودية، التى تعد أصل وأساس التيار السلفى بالعالم الإسلامى كله، وتلك المحاولات كانت تفشل نتيجة للعلاقات الجيدة التى جمعت بين قيادات الدعوة السلفية وأمراء وأئمة المملكة، ولكن مؤخرًا توترت العلاقات بين الطرفين، خاصة بعد الدخول إلى عالم السياسة، والآن تستغل سلفية القاهرة بقيادة الحوينى الفرصة، وتقدم نفسها كبديل لدى السعودية، مستغلين رغبة الأخيرة فى إعادة شمل التيار الإسلامى لمواجهة المد الشيعى الذى تقوده إيران. وأضاف المصدر «جولة الحوينى الأخيرة كشفت القناع عن تحركاته وتقديم نفسه بديلًا عن قادة الدعوة بالإسكندرية، خاصة أنه انتقل أولًا إلى قطر وعقد عدة لقاءات مع الشيخ محمد حسين يعقوب وعدد من قيادات جماعة الإخوان وحلفائهم، ثم انتقل بعدها مباشرة إلى السعودية لمناقشة الأمر مع أئمة المملكة، وسيعود مرة أخرى إلى قطر قبل عودته إلى مصر حتى يقدم لأتباعه آخر تطورات المحادثات التى قام بها». وكشف الباحث الإسلامى المنشق عن الدعوة السلفية إسلام المهدى أن الخلافات بين الحوينى وبرهامى هى خلافات إجرائية إدارية وتنافسية أيضًا على الموارد المادية، لأن الدعم القطرى والكويتى كانا يأتيان للحوينى بشكل حصرى، وهو من يتولى توزيعهما كيفما يشاء لمن يرضى عنهم. ويضيف إسلام» فى فترة قبل ثورة يناير بعدة سنوات، تم الاتفاق بين الحوينى وبرهامى أن يعملا لصالح بعضيهما، فكان رجال الحوينى فى كفر الشيخ وعلى رأسهم محمد سعد الأزهرى يدعمون برهامى، وكذلك الأمر بالنسبة لرجال برهامى فى الإسكندرية، وذلك خلق للطرفين أتباعًا فى كل المحافظات، ولكن الأمر اختلف الآن بعد أن بدآ يتعاملان بندية ورفض الحوينى دعم برهامى فى أكثر من موقف». وحول الأزمة الأخيرة قال المهدى، «سبق وأشرت إلى أن الحوينى له رتبة أعلى من برهامى، لأن الأخير دائمًا ما كانت الدول المانحة تعتبره مربى شباب ومتخصصًا فى العقيدة ليس أكثر، بينما كان المقدم والحوينى شيخين كبيرين، ولكن أعتقد أن الأمر تغير بعد الثورة، خاصة بعد ابتعاد الحوينى عن المشهد، فحاول برهامى حاول جاهدًا أن يحل محل الحوينى ونجح بعض الشىء لدى قادة السعودية والكويت، بينما ظلت قطر كما هى تدعم الحوينى».