قابلت محمود حسين وليس محمود عزت وكان موافقًا على المبادرة نور دعانى على العشاء فى منزله باسطنبول ثم قال إننى أنا الذى بادرت بالذهاب شباب الإخوان متمسكون بعودة مرسى..والقيادات توافق على الاعتذار على الرغم من إعلانه عن تضرره من الهجوم الذى لاقاه بسبب طرحه لفكرة الصلح بين النظام المصرى، وجماعة الإخوان المسلمين، وإقراره بأن المناخ الحالى غير ملائم لتحقيقها، إلا أن مدير ابن خلدون، د. سعد الدين إبراهيم، قال فى حواره ل«الصباح»، إن المصالحة لابد أن تحدث عاجلًا أو آجلًا، وتناول إبراهيم فى حواره تفاصيل اللقاء الذى جمعه بقيادات جماعة الإخوان فى تركيا.. وإلى نص الحوار: مَنْ صاحب فكرة التصالح مع الإخوان؟ - اقتراح صدر من خلالى، حيث بادرت بفكرة عمل مصالحة بين السلطة والإخوان وتناقشت مع عدد من السياسيين فى هذا الأمر، وبعدها سافرت إلى تركيا وناقشت الأمر مع القيادات الإخوانية فى إسطنبول خلال استضافتى بمنزل الدكتور أيمن نور. ولكن الدكتور أيمن نور نفى عقد لقاءات فى منزله، وأكد أن زيارتك له كانت ضمن وفد للاطمئنان على صحته؟ - لا أعلم لماذا قال ذلك، ولكننى أقول ما حدث ومسئول عن كلامى وحدى. وكيف حدث اللقاء؟ - دعانى الدكتور أيمن نور، على العشاء فى منزله، وحين ذهبت التقيت عددًا من قيادات وشباب الإخوان، وناقشنا بنود المبادرة خلال العشاء. مَنْ حضر اللقاء تحديدًا؟ - عدد كبير من السياسيين وشباب وقيادات جماعة الإخوان لا أتذكرهم جميعًا، وكان أبرزهم محمود حسين وعمرو دراج وعصام تليمة، وأسامة رشدى. وماذا عن محمود عزت؟ - لم ألتق به. ولكن هناك تصريحًا لك يفيد بلقائك معه ومناقشة المبادرة؟ - لقد أخطأت واختلط علىَّ الأمر بين محمود حسين ومحمود عزت، فقد التقيت الأول وتناقشت معه، أما محمود عزت فلم أقابله، وحين سألنى الصحفى قلت محمود عزت، بينما كنت أقصد محمود حسين. وماذا عن تضارب التصريحات بعد ذلك ونفى محمود حسين لما صرحت به - حول المبادرة؟ - هو نفى أن تكون المبادرة من الجماعة، وبالفعل هى مبادرة منى، ولكن أحيانًا التصريحات تفهم بالخطأ، ولكن النقاش حول المبادرة كان فى أغلبه مع محمود حسين. نعود لحفلة العشاء، كيف استقبل الحاضرون أمر المصالحة؟ - بالنسبة لقيادات الإخوان رحبوا بها جدًا، وأبدوا استعدادًا كبيرًا لقبولها ومنهم محمود حسين، أما شباب الجماعة وعلى رأسهم عصام تليمة وأسامة رشدى، فقد أصروا على عودة محمد مرسى للحكم، ومحاكمة المجلس العسكرى. وما أهم بنود المبادرة؟ - أولًا، أن يقلع الإخوان عن العنف ويعتذروا للشعب المصرى عما قاموا به ويكفوا عن السرية فى العمل والتحرك فى الخفاء، وأن تكون تحركاتهم مُعلنة للرأى العام والجهات الإعلامية، وفى المقابل تعفو السلطة المصرية عنهم وتفرج عن المعتقلين الذين لم يتركبوا جنايات، ومن ارتكب منهم جناية تتم محاكمته بشفافية. وهل تعتقد أن السلطات المصرية يمكن أن تقبل بهذا الأمر؟ - الظروف الآن والمناخ العام غير مهيأ لقبول المصالحة، ولكن المصالحة لابد أن تحدث إن آجلًا أو عاجلًا، فلا يعقل أن يتم تشريد 700 ألف إخوانى خارج البلاد إلى نهاية التاريخ، فعلى الإخوان أن يتوبوا عما فعلوا، وعلى السلطة أن تعيد دمجهم فى المجتمع مرة أخرى، وذلك حقنًا للدماء، أما من ارتكب جرائم فيجب محاسبته ولكن بشفافية ونزاهة. وهل تملك السلطة إعادتهم أم يجب قبولهم شعبيًا؟ - عودة الإخوان فى يد السلطة المصرية وحدها، ولكنها قد تكون الآن شاعرة بالحرج والتردد نتيجة للظروف والمناخ السياسى غير المستقر، ولكن هناك عدة صور يمكن أن تلجأ لها السلطة المصرية وتخرج من أزمة الحرج والتردد. وما هى تلك الصور؟ - أن تعلن السلطة قبولها لمبادرة التصالح وتتناقش حول بنودها، أو أن يطرح عدد من أعضاء مجلس الشعب مقترح المصالحة ويتم التصويت عليه، وفى حال رفض البرلمان والسلطة للتصالح يتم إجراء استفتاء عام للشعب ليحسم المسألة، أما الصورة الأخيرة أن تتم عملية إعادة الإخوان للعمل العام بشكل تدريجى بمعنى أن تختار السلطة المصرية عددًا من الإخوان كيفما تشاء على سبيل التجربة وتقوم بإعادتهم للحياة العامة، وإذا أحسنوا التصرف فى الأداء السياسى يقبل عودة الآخرين مرة أخرى بشكل تدريجى أيضًا، وبذلك تنتهى الأزمة إلى الأبد ودون ضجيج. وماذا عن التحركات الأمريكية التى تردد أنها وراء مبادرة الصلح التى أطلقتها خاصة أن الجماعة معرضة لحظر أنشطتها بالولاياتالمتحدة ؟ - لا شأن للإدارة الأمريكية بهذا الأمر، ولا علاقة لهم بتلك المبادرة من قريب أو بعيد، ولم أتحدث مع أحد من مسئولى الولاياتالمتحدة بشأن المبادرة، ولم أتلق منهم تعليمات أو مقترحات حول التصالح، وكل ما أثير لا صحة له. وماذا عن رؤية أمريكا للمصالحة؟ - لم أستطلع الأمر قبل إطلاق المبادرة، ولكنهم يعلمون أنها ستحدث الآن أو مستقبلًا. هل لديك نية فى عقد مؤتمرات وندوات بالمناطق الشعبية لعرض التصالح مع الإخوان؟ - هذا غير صحيح، ولم أدع لعقد مؤتمرات فى مناطق شعبية، ولن تكون هناك مؤتمرات أو ندوات خارج مركز ابن خلدون. ولكن التصريح بذلك كان على لسانك؟ - الحديث الذى تقصدينه يتعلق بالندوات التى ينظمها المركز بشكل عادى، وتتناول العديد من الموضوعات والقضايا، ومنها أمر التصالح مع الإخوان، لأنه أخطر القضايا التى يجب حلها، وهى مؤتمرات عامة من يريد حضورها نرحب به، ولكن لن نقيم فاعليات فى أى مكان آخر، ولم نقرر هذا الأمر، حتى تاريخه. جملة «حتى تاريخه» تعنى إمكانية تنظيمكم للمؤتمرات الشعبية فيما بعد؟ - نعم هذا أمر وراد مستقبلًا، ولكن حتى الآن تتم مناقشة المبادرة مع التيارات المدنية داخل المركز ونطرح خلالها أفكارنا، ونستقبل أيضًا مقترحات الآخرين وذلك يتم بشكل أسبوعى من خلال ندواتنا التى ندعو لها الجميع كما قلت، حتى نصل إلى اتفاق نهائى ورؤية. إذًا ما خطواتك المقبلة؟ - بعد الهجوم الذى حدث، سوف أتوقف عن أى تحرك جديد إلى أن تقتنع الأطراف المختلفة بالمبادرة، ونصل لصيغة ترضى جميع الأطراف خاصة أننى قدمت المبادرة بالفعل وأنتظر ردود الأفعال، ووقتها سأحدد التحرك الذى يجب أن أقوم به وفقًا لما ستصل إليه الأمور.