سكرتارية تواضروس أمرت بعدم طباعة أسطوانات للبابا الراحل.. وشائعة عن هدم قلاية شنودة القديمة أقباط يرون أن تواضروس يخالف شنودة فى قضية الأحوال الشخصية والتقارب مع الكنائس الأخرى رغم مرور أربع سنوات على وفاة البابا شنودة، معلم الأجيال، بحسب ما يلقبه الأقباط، إلا أن حضوره ما زال طاغيًا، سواء بالتقديس لشخصه أو بالخلاف عليه والخروج على تعاليمه. فهناك كثير من الأخبار المتداولة «غير المؤكدة»، انتشرت داخل الكاتدرائية بأن هناك نية مبيتة للقضاء على مقتنيات البابا شنودة، زاعمة أن سكرتارية البابا تواضروس، يتخلصون من كل الأدوات، التى كان يستعملها البابا الراحل، عن طريق البيع أو التحطيم. مصادر مطلعة نسبت تعليمات إلى سكرتارية البابا تواضروس، صدرت بشأن المكتبة الصوتية الخاصة بالبابا شنودة بعدم طبع أسطوانات عليها عظات للبابا. كما أشارت المصادر إلى خبر، عن إقدام على هدم قلاية البابا شنودة القديمة فى الكاتدرائية المرقسية فى الإسكندرية منذ سنتين، وأن اعتراض كثير من أقباط الاسكندرية أوقف هدمها، مؤكدة أن سبب تلك الشائعة، إصلاحات للقلاية وليس هدمها. وترى المصادر أن البابا تواضروس يريد أن يغير نهج الكنيسة تجاه قضية الأحوال الشخصية، حيث كان البابا شنودة يتمسك بأنه لا طلاق إلا لعلة الزنا، إلا أن البابا اللاحق، تواضروس، وفقا لمصادر، يسعى لإدخال تعديلات على قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالمسيحيين الأرثوذوكس، لكى تنأى الكنيسة بنفسها عن الصدام المحتدم مع أصحاب مشاكل الأحوال الشخصية، حى تدوولت القضية فى اروقة الكنيسة على مدار اربع سنوات وما زالت فى أدراج المجمع المقدس تنبسط تارة وتتعقد تارة أخرى. أما عن زيارة القدس ومنع شنودة لها واستمرار هذا المنع ولكن على استحياء، فى عهد تواضروس، فتستدل المصادر بعدم فرض تواضروس لعقوبة ضد المسافرين إلى القدس، ويعتبرون أن قرار المنع اصبح غير موجود، لكن بصفة غير رسمية. وبينما لا يترك البابا تواضروس فرصة للوحدة مع الكنائس الأخرى إلا ويسعى لها، فإن البابا شنودة كان متحفظًا على تلك الوحدة، ففى إحدى المرات زار سفير بابا الفاتيكان بالقاهرة أسقفية التعليم، فى يوم 5 مايو 1966، فاستقبله الأنبا شنودة أسقف التعليم (البابا شنودة الثالث فيما بعد)، حيث عرض القاصد الرسولى موضوع الوحدة بين الكنائس، فرد شنودة بأننا «لا نؤمن الا بالوحدة التى على أساس الايمان الواحد، وإلا كانت لونا من التعاون الشكلى لا غير». على الجانب الآخر، فقد أصدر دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، الذى يسجى فيه جسد البابا الراحل أكثر من كتاب، آخرها تحت عنوان «عجائب ومعجزات مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث»، منها معجزات أثناء حياة البابا شنودة وأخرى عقب وفاته، ومعظمها فى إشفاء المرضى، ويقول الكتاب «إن الدير اختار الراهب بموا والأنبا بيشوى، للتحقق من المعجزات بإرفاق الأشعة والتحاليل للمرضى قبل وبعد المعجزة، بحيث ترفق صور منها فى الكتاب». وسرد كتاب «عجائب ومعجزات»، حكاية على لسان فتاة تدعى داليا مختار، تقول «يوم 7 يوليو 2012 دخل إفرايم ابنى الوحيد، 4 سنوات، فى نوبة صراخ شديد من وجع فى بطنه فأجرينا أشعة عليه، وقال الدكتور إنه مصاب بالتهاب الزائدة الدودية، وتلزمه جراحة، وسهرت أبكى طوال الليل بعدما نام إفرايم على صورة البابا شنودة، وتحدثت أمام صورة البابا قائلة: (لو ابنى معملش العملية هتكون معجزة عظيمة وسأخبر كل فرد وسأسجلها واكتبها فى الدير عند مزارك». وتتابع داليا مختار: «اتصلت بالدكتور الجراح فوجدته مسافرًا، وفى اليوم التالى زاد الصراخ لدى ابنى فجلست جواره أبكى وأنوح وأستغيث بالبابا شنودة، وفجأة لقيت ابنى بطل صراخ، ثم ذهبت به إلى الطبيب وقال لى اعملى أشعة لإفرايم مرة أخرى وعملت الاشعة وظهرت نتيجة الاشعة باختفاء التهاب الزائدة الدودية، فشكرت ربنا كتير، والبابا شنودة، على عمله العظيم مع ابنى»، وأرفقت الأم قصتها بالكتاب، صورًا للتحاليل والأشعة قبل وبعد المعجزة التى حدثت مع ابنها إفرايم ماجد منير. ويروى الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، فى كتاب «معجزات البابا شنودة للكاتب عادل البطوسى، 20 جزءًا، « فى سنة 1965، كنت مصابًا بقرحة مزمنة ونزيف خطير بالمعدة، فزارنى الراهب القس أنطونيوس السريانى (اسم البابا شنودة قبل رسامته أسقفا للتعليم فى عهد البابا كيرلس، ومن ثم بطريركا) فى المستشفى، وصلى فوق رأسى ودهننى بالزيت فى موضع العملية، وفى اليوم التالى أجريت جراحة بالمعدة فلم يجدوا أي قرح، وشفيت تماما من القرحة حتى اليوم، بفضل صلوات البابا شنودة». ويروى القمص سرجيوس سرجيوس وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس عن مواقفه الشخصية مع البابا شنودة، قائلا: «ذات يوم أهدانى البابا صليبًا مصنوعًا من الجلد، كان بالنسبة لى مصدرًا للتفاؤل والبركة، وكان له مواقف عجيبة فى حياتى، فقبل رسامتى قسًا بالكنيسة كنت مجندًا بالقوات المسلحة، ووقتها وجدت زميلًا لى من المجندين يصرخ كثيرًا ويتألم وأيقنت للوهلة الأولى أنه لا يعانى من أى أمراض جسدية أو عضوية، إنما يعانى من آلام نفسية حادة وتقلبات تشنجية، واكتشفت أن به روحًا نجسة وشريرة تجعله يدخل فى تلك النوبات المتتالية وتجعله يضرب بقدميه وكلتا يديه ويكسر ما أمامه ويتمخض ألمًا». ويضيف: «كنت أتوجع من أجله وأفكر فى عمل أى شيء لإنقاذه من تلك المعاناة، وفجأة وبطريقة عفوية أخرجت الصليب الجلدى الذى قدمه لى البابا شنودة ووضعته على جسده، ففى الحال انتفض زميلى وصرخ بشدة وخرجت منه تلك الروح الشريرة وشفى تمامًا، لدرجة أننا ارتبطنا ببعض بصداقة، بعيدًا عن كوننا زميلين بالجيش، إنها إحدى بركات البابا الراحل، وعلمت بمعجزات شفاء من هذا النوع، حدثت عند زيارة مقبرته بدير الأنبا بيشوى». ولا تعد المعجزات هى السبيل الوحيد الذى يخلد ذكرى الراحل البابا شنودة، فقد تميز عن كل البطاركة الذين سبقوه وجلسوا على الكرسى المرقسى بالاحتفاظ بمقتنياته فى ثلاثة متاحف، أولها مزاره بدير الأنبا بيشوى، الذى يضم بعض الملابس الكهنوتية الخاصة بالبابا وعصاه التى كان يستخدمها فى كل تحركاته، إلى جانب شهادات الدكتوراة الثمانية التى حصل عليها من عدة جامعات دولية، وبعض الجوائز المهمة منها؛ جائزة اليونسكو من فرنسا وجائزة حقوق الانسان من ليبيا، كما يضم المتحف آلاف الصور الفوتوغرافية التى جمعته بكبار رجال الدولة وبعدد من الشخصيات العالمية مثل الرئيس الأسبق جيمى كارتر والرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما وعدد من الرؤساء العرب. ويحوى متحف ثان، بالمركز الثقافى الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بعضًا من مقتنيات البابا شنودة من لوحات مرسومة ومهداة للبابا وتاج خاص بالبابا وكذلك صور تذكارية قديمة وحديثة، وأيقونات وبعض الأدوات التى كان يستخدمها. وأخيرا متحف البابا شنودة فى كنيسة العذراء بالزيتون، أقامه القمص بطرس بطرس جيد كاهن الكنيسة وابن شقيق البابا شنودة، ويضم جزءًا من شعر البابا شنودة والصالون الخاص به والمكتب والسرير الذى كان ينام عليه فى آخر أيامه، وتقول المسئولة عن المتحف «البابا منذ رهبنته لم يكن ينام إلا على الارض، وهذا بشهادة المقربين منه، ولكن فى آخر 6 أشهر، حين كسرت ساقه، أوصى الاطباء أن ينام على سرير ولم يوافقوا نهائيا أن يعود للنوم على الارض بسبب تدهور صحته»، كما يضم المتحف بعضًا من الأوانى التى كان يستخدمها البابا فى الطعام والنياشين التى حصل عليها وكارنيه نقابة الصحفيين الخاص به، بالإضافة إلى كتبه المقدسة وأقلامه وصلبانه وجزءًا من ملابسه، إلى جانب معرض لجميع الكتب التى قام بتأليفها، وافتتح هذا المتحف بيد البابا تواضروس الثانى فى إبريل 2013.