النفيس: التربة المحيطة بقبر الحسين بالعراق وقيادات الشيعة يجلبونها إلى مصر حيدر قنديل: لا أستطيع شراءها وأصلى على ورقة.. وأحمد كريمة: مذكورة بمراجع الشيعة فقط لكل ملة طقوسها التعبدية المختلفة، ولصلاة الشيعة فروض تمنح التراب قيمة «تبر»، فيمكن أن يباع بالجرام، لكن تلك الميزة لتراب مدينة كربلاء العراقية فقط، التى قتل بها سيدنا الحسين بن على رضى الله عنه.. فمنذ أيام رصدت وزارة الأوقاف مجموعة من الطلاب يصلون على قطع فخار داخل مسجد الحسين ثم اتضح أنهم شيعة، «الصباح» بحثت فى هذه العادة فوجدت أن حجر الفخر، ويسمونه «شقفة»، يبلغ سعره 10 آلاف جنيه، أما قطعة الطين من تلك التربة، فتباع ب5 آلاف جنيه. يقول الناشط الشيعى عماد قنديل «الشقفة عبارة عن حجر كريم مصنوع من تربة كربلاء، وهو غالى الثمن فلا يستطيع كل الشيعة شراءه، وهو أكثر رواجًا فى العراق وإيران ولبنان، ولكن مركز صنعها بالعراق حيث مقتل الحسين بمدينة كربلاء، ففى الصلاة لابد من السجود على الأرض أو على أى شىء لا يؤكل ولا يلبس مثل الحصير، والتربة الحسينية هى تراب خلط بالماء، كالطوب عندنا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «جعلت لى الأرض مسجدًا وطهورًا» أى للسجود عليها والتيمم، والأحكام الشرعية فى كتاب السُنة الصحيحة والروايات صريحة ودالة على وجوب وضع الجبهة على الأرض أو ما يصح السجود عليه، وعندنا ذكر الشيخ الحر العاملى فى كتابه (وسائل الشيعة) تحت عنوان (باب أنه لا يجوز السجود بالجبهة إلا على الأرض أو ما أنبتت غير مأكول ولا ملبوس) عن أبى العباس الفضل بن عبد الملك قال: قال أبو عبدالله الحسين (لا يُسجد إلا على الأرض أو ما أنبتت الأرض، إلاّ القطن والكتان)». ويضيف قنديل «أصلى على الْخُمْرَة، وهى عبارة عن حصيرة أو سجادة صغيرة تنسج من سعف النخل وترمل بالخيوط ويحبذ عند الشيعة أن تكون الحصيرة أصغر من المصلى، ففى كتاب لسان العرب الجزء الرابع أن الخمرة الحصير الصغير الذى يسجد عليه، وفى الحديث أن النبى (ص) كان يسجد على الخمرة، وهو حصير صغير على قدر ما يسجد عليه ينسج من السعف، وهناك جملة من الأحاديث التى تدل على أن النبى كان يسجد على الخمرة المصنوعة من الحصير أو السعف فى جميع كتب السُنة مثل فتح البارى لابن حجر». تفاصيل أكثر عن «الشقفة»، يضيفها القيادى الشيعى الدكتور أحمد راسم النفيس، قائلًا «التربة الحسينية مصنوعة من المناطق المحيطة بقبر سيدنا الحسين بكربلاء بالعراق وهى تربة وليست أكثر من ذلك، ويتم وضعها فى شكل قرص حتى يسهل الصلاة عليها، ويتم شراؤها من العراق، والقيادات الشيعية تقوم بجلبها من العراق فهى غالية الثمن، وليس كل القيادات الشيعة يقومون بالصلاة عليها، وتم وضع تربة كربلاء داخل الأحجار الكريمة لأن لتلك الأحجار لها دلائل روحانية، فهى تعطى رسالة للشيعة عند الصلاة عليها». ويقول الناشط الشيعى حيدر عماد قنديل «أصلى على ورقة، رغم سفرى المتكرر إلى العراق، إلا أننى لا أستطيع شراء تربة كربلاء، لأنها باهظة الثمن، وتربة كربلاء تقرب روحيًا من الحسين، لكننى أعوض ذلك بالذهاب إلى مقام سيدنا الحسين والصلاة هناك على الورقة». ويرد دكتور أحمد محمود كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر على كلام الشيعيين السابق، مؤكدًا أن المراجع الشيعية فقط هى التى بها نصوص عن قيمة السجود على تربة كربلاء، وليس لهذا أى وجود بكتب السُنة». ويُفصِّل دكتور أحمد العيسوى أستاذ الفقه والعقيدة بجامعة الأزهر، قائلًا «الشيعة لديهم أنواع من السجود، بحسب الشخص ومستواه المادى، فهناك تربة كربلاء التى يتم وضعها داخل أحجار لا يستطيع الإنسان البسيط شراءها، لأنها غالية الثمن، فمن الممكن أن يتم وضعها داخل سبحة ويضعون جبينهم على سبحة بالإضافة إلى الحجر الترابى، وهناك الشيعة الفقراء الذين يضعون جبينهم على منديل أو ورقة أو شريط، معلوم أنه ليس بنجس، وهؤلاء يطلقون عليهم فقراء الشيعة وهم ملتزمون بعقيدتهم، ولكن بأقل الأسعار، وأصبحت تربة كربلاء تجارة، فباتوا يبيعون التراب لتجاره، ولجهل أهل المذهب وأتباعهم فهم يقومون بتنفيذ المطلوب من معتقدات الشيعة بدون علم بما يفعلون، ومن الممكن أن يسجدوا على الطين أو الرمل العادى باعتقاد منهم أن هذا يجعلهم يشعرون أنهم يصلون بكربلاء». ويضيف «كربلاء تجارة معتقدات وأفكار ليس أكثر من ذلك، بالإضافة إلى أنها تدخل المطار مهربة، وأكثر من مرة تم حجز قيادات شيعة داخل المطار وكانت معهم العديد من حجارة وتربة كربلاء، وليست هناك حسينية بمصر تخلو من تربة كربلاء، فهى أساس الحسينية وبسبب صعوبة دخولها مصر، فهى لدى القليل من القيادات الشيعة الأثرياء، فعندما يقومون بالصلاة عليها يعتقدون أنهم يصلون على تربة مقتل الحسين، وأن هذا سوف يجعلهم قريبين من روح الحسين، ومن معتقداتهم أيضا أنه لابد من صلاة الإمام على اثنين من أحجار تربة كربلاء سفل جبينه، لتمييزه عن الباقين، الذين يضعون حجرًا فقط».