الصحفى للجنرال: "مش هتقدر تبعدني.. وانا لحد دلوقتي براعي ظروفك الصحية" واللواء السابق: "الدولة لا تريدك وكيلاً للمجلس".. والنائب يرد " لو مانجحتش هسقط علاء عبد المنعم"
لم يكن الصراع الذي ظهر مؤخرًا، بين اللواء البرلماني سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف «دعم مصر»، ومصطفي بكري، عضو مجلس النواب، وليد اللحظة أو عقب انعقاد جلسات البرلمان، لكنه يعد بمثابة خلاف مناصب وأدوار بين كلا الطرفين الذي يحاول كل منهم الظهور، وكأنه المدعوم من النظام وأجهزة الدولة. وبحسب مصادر قريبة الصلة ببكري واليزل، فإن بداية الخلاف بين الرجلين ظهرت منذ وقت طويل وتحدياً في أعقاب ثورة يناير، بعدما فرض «بكري» نفسه على الساحة باعتباره متحدثا باسم قيادات الدولة العسكرية، معتبراً أن قربه من المشير حسين طنطاوي خلال فترة إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد عقب سقوط مبارك يسمح له بتقديم نفسه كمتحدث اعلامي للمشير، وكانت هذه هي البذرة الأولى للخلافات بين «بكري» و «اليزل»، خاصة وأن الاخير وهو أحد أبناء القوات المسلحة، يحاول الظهور دائمًا وأبدًا وكأنه هو وحده الذي يتحدث باسم المؤسسة. واقنع «بكري»، عدد من قيادات الدولة بفكرة تشكيل ائتلاف يكون سندًا وحليفا للنظام من خلال مجموعة من الاحزاب إلي ان تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، وبدأ قرب بكري من الأجهزة السيادية يتلاش شيئا فشيء. وجاءت فكرة استبعاد تولي بكري منصب أحد وكيلي مجلس النواب، رغم انه صاحب فكرة الائتلاف، بناء على تقييم أحد الأجهزة للرجل، وهو الامر الذي ابلغه به سيف اليزل، حين قال له اثناء انتخابات الوكلاء داخل الائتلاف، أن بعض الاجهزة لا ترغب أن تمنحه منصب قيادي داخل البرلمان، حسبما صرح بكري حينها. وعندما شب خلاف بين الصحفي والجنرال، اتهم الاول خصمه، بأنه يخطط للإطاحة به، حتى يتمكن من السيطرة على الائتلاف، وجاء رد اليزل: "الدولة لا ترحب بك وكيلا لمجلس النواب"، وهو الامر الذي اعتبره بكري وشاية من غريمه لاستبعاده ، وصرخ في وجه اليزل في احد اجتماعات الائتلاف المغلقة قبل انتخاب رئيس المجلس والوكيلين قائلا لليزل: «انت مش هتقدر تبعدني.. وانا لحد دلوقتي براعي ظروفك الصحية»، وهي الجملة التي اعتبرها اليزل اهانة من بكري. وخلال معركة انتخاب رئيس المجلس والوكيلين، وعقب اختيار علي عبد العال رئيسا للمجلس، وبدء المنافسة على منصب الوكيل، سعى بكرى لتنفيذ تهديده الذي اطلقه في أحد اجتماعات التحالف، عندما قال "لو منجحتش كوكيل هسقط علاء عبد المنعم"، وعقد بكري عدة اجتماعات واتصالات بين عدد كبير من النواب لحشدهم ضد ائتلاف "دعم مصر" زاعماً رفضه لاتجاههم للسيطرة على البرلمان، وذلك بعد حضوره للعديد من اجتماعاتهم. وبدأ الائتلاف يعقد اجتماعات مكثفة لأعضاء بدون مصطفي بكري وثمان واربعون نائبا آخرون، والذين اعتبرهم الائتلاف مفصولين نتيجة هجومهم الحاد على الائتلاف واعضاءه. وعلمت «الصباح» أن بكري يسعى لتشكيل ائتلاف يضم عدد من النواب ويحمل اسم "وحدة مصر" بشكل مبدئي، إلى ان يتم الاتفاق على اسم جديد، كما ينتظر إعلان ائتلاف دعم مصر فصله بشكل رسمي، حتي يعلن عن ائتلافه الجديد حتى لا يتخطي لوائح الائتلاف . ونفي بكري في تصريحات خاصة ل«الصباح»، أن يكون قد بلغ رسميا بفصله من الائتلاف، وأضاف "لن يجرؤا على فصلي بشكل رسمي، واذا حدث ذلك سيكون له موقف حيال هذا الفعل" . وأكد بكري، أن قيادات الائتلاف تعمدوا تجاهله وعدم دعوته للقاءات والاجتماعات المغلقة، قائلا: ما يحدث سياسة اقصاء بلا مبرر وليس لها سبب، كما انهم فصلوني عمليا من الائتلاف، لمجرد انني وقفت في صف نائب أخر في الانتخابات ضد نائب اخر، لافتاً إلى ان لائحة الائتلاف في بندها الاول تشير إلى احترام الدستور وكل ثوابت الدولة الوطنية وأن للأعضاء الحق في اتخاذ قراراتهم فيما يتعلق بالانتخابات". وتابع بكري، "النواب لا يعملون في حظيرة أحد، ويحترمون كل الاطر التنظيمية ولكن الذين لا يحترمون الناس لابد من البعد عنهم، في اى لحظة من اللحظات، ولم اقرر حتى الان الانسحاب و اذا استمر هذا الاسلوب في التعامل، لن يكون امامي خيار سوي الرد بنفس الاسلوب، ولا اتدخل في سياسة الائتلاف، واتمني ان ينجح ويقف على قدمه ولن اسيء لهذا الائتلاف تحت اى ظرف ولن انقد اى زميل، واذا انسحبت سأنسحب في هدوء، ولن اترشح لأى لجنة نوعية، موضحا انه لن يخوض حرب مع الائتلاف" .