2011: سيناريو يوم القيامة صعق نظام مبارك.. والضربة الأقوى فى الميدان 2012: القوى السياسية ترفع شعار استكمال الثورة..والجماعة المحظورة تحتفل بالغنائم 2013: الثوار على أبواب«الاتحادية »..والمقار الحكومية تحت الحصار 2014: الشعب للإخوان «انتهى الدرس »..ومئات الآلاف فى التحرير يهتفون «انزل ياسيسى » 2015: محاولات يائسة لقطع الطرق وإثارة الفوضى من أتباع المرشد..ودماء«الصباغ » توحد القوى المدنية خمس سنوات على ذكرى ثورة 25 يناير، تعنى ببساطة الكثير. كل يوم من أيام 25 يناير التى مرت علينا فى السنوات الأخيرة تحمل أحداثًا وحكايات لا تُنسى. ربما يتعين علينا أن نستعيد ذكريات 25 يناير منذ الثورة على مبارك، مرورًا بالثورة على جماعة الإخوان المسلمين، وصولًا إلى أجواء الترقب التى تغلف الذكرى الخامسة ل«25 يناير» فى أنحاء المحروسة. لم يتوقع أحد سيناريو يوم القيامة! بدا الأمر وكأنه سيمر مثل احتجاجات أخرى، بأعداد محدودة من المتظاهرين وسط طوق محكم من قوات الأمن والمدرعات، قبل أن يتم فض المظاهرة وتفريقها وربما اعتقال عدد من وجوهها. كانت الدعوة ل«يوم الغضب» قد بدأت بمبادرة من بعض الحركات الاحتجاجية والقوى السياسية المعارضة بعد ثورة تونس، واختار الداعون إليه يوم «25 يناير» المواكب لاحتفالات عيد الشرطة، للتعبير عن غضبهم من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر، واستجاب للدعوة عدد كبير من الشباب على موقع «فيسبوك» وخاصة صفحة «كلنا خالد سعيد»، إضافة إلى حركات «كفاية» و«شباب 6 إبريل» و«الاشتراكيين الثوريين» وعدد من الأحزاب. غير أن ما حدث فاق توقعات الجميع. فقد وجَّه آلاف المواطنين رسالة شديدة اللهجة للحكومة، فى مظاهرات «يوم الغضب»، التى شهدتها القاهرة، ومعظم المحافظات، وطالبوا برحيلها، احتجاجًا على تردى الأوضاع الاقتصادية، المتمثلة فى انتشار الفقر وتزايد معدلات البطالة، وارتفاع الأسعار، مرددين هتافات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية، والقضاء على الفساد، ورفع الأجور، وإجراء إصلاحات سياسية، وتعديل الدستور، وحل مجلس الشعب. بدأ المتظاهرون احتجاجاتهم قبل الظهر فى عدة مناطق، منها: التحرير وبولاق الدكرور وميت عقبة وأرض اللواء وإمبابة والمطرية وشبرا وميدان مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية وكورنيش النيل بالقاهرة. وشهدت محافظاتالغربيةوالشرقية ودمياط والإسماعيليةوالدقهلية والبحر الأحمر وأسيوط وبنى سويف وأسوان والقليوبية والفيوم وشمال سيناءوالسويس وكفر الشيخ والبحيرة مظاهرات مماثلة. وانتشرت منذ الصباح الباكر سيارات الأمن المركزى والسيارات المصفحة وعربات الإطفاء وسيارات الإسعاف فى معظم الميادين والشوارع الرئيسية بأنحاء الجمهورية، وتم إغلاقها بالحواجز الحديدية، وقوات مكافحة الشغب. وانتشر الآلاف من رجال الأمن بالزى المدنى والعسكرى، وأحاطوا بالمتظاهرين فى بداية اليوم، ثم بدأوا فى تفريقهم باستخدام خراطيم المياه، والقنابل المسيلة للدموع، والطوب والحجارة. ووقعت اشتباكات محدودة فى بعض المناطق بالقاهرة والمحافظات، انتهت بإصابة عدد من المتظاهرين، واعتقال آخرين، كما أصيب عدد من رجال الأمن. ورغم الانتشار الأمنى، الذى قدّرته المصادر الأمنية بنحو 30 ألف شرطى فى مناطق وسط القاهرة وحدها، فإن المتظاهرين نجحوا فى اختراق الحواجز الأمنية فى العديد من المناطق، أبرزها أمام دار القضاء العالى والمهندسين وميدان التحرير الذى تحول فى ساعة متأخرة من النهار إلى ساحة تجمع فيها المتظاهرون ورابطوا فى الميدان وسط حصار أمنى كثيف، وردد المتظاهرون هتافات ضد النظام الحاكم منها: «تونس هى الحل» و«مصر زى تونس» و«يسقط كل فاسد» و«لا للجوع، لا للفقر، لا للبطالة، لا للغلاء». كان صمود المتظاهرين وارتفاع أعدادهم فوزًا كبيرًا فى معركة طالت 18 يومًا حتى انتصرت ثورة 25 يناير على نظام مبارك، وأجبرت الرئيس الأسبق على التنحى.
(2012): الفجوة بين الشعب والجماعة! تسيد الثوار، المشهد كاملًا فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، وخرج الملايين فى مختلف ميادين مصر، للمطالبة باستكمال الثورة والقصاص لأرواح الشهداء. اللافت للانتباه أن الفجوة اتسعت بين جماعة الإخوان المسلمين والقوى الثورية، فى الذكرى الأولى ل25 يناير؛ إذ رفع الثوار شعارات استكمال الثورة، رافضين الاحتفال قبل القصاص لدم الشهداء، فيما اصطبغت مشاركة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بالطابع الاحتفالى، مما تسبب فى نشوب مشادات كلامية بين الجانبين فى القاهرة وعدة محافظات، واعتبر شباب الثورة والحركات السياسية موقف الجماعة تخليًا عن مطالب الثورة واستدعى ميدان التحرير ذكريات «جمعة الغضب» يوم 28 يناير 2011، واستقبل عشرات المسيرات من مختلف أحياء القاهرة والجيزة، ومنها مسيرات من أمام مسجد الاستقامة بالجيزة والسيدة زينب ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وغيرها من المناطق، وتوافد عليه الآلاف القادمون من بعض المحافظات وهم يهتفون «عدت سنة ومفيش جديد.. يلّا نجيب حق الشهيد» و«المرة دى مش هتفوت حتى لو كلنا هنموت» و«حياة دمك يا شهيد ثورة تانية من جديد». وانتشرت اللافتات داخل الميدان التى تطالب بالقصاص، منها لافتة تحمل صورًا للرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته المسجون حبيب العادلى، وبجوارهما «حبل مشنقة»، وتحتهما عبارة «حكم الشعب»، فى الإشارة إلى أن الشعب يريد الإعدام لقتلة الثوار. اتحاد شباب الثورة الذى يضم ممثلين ل8 أحزاب و9 حركات سياسية وقوى أخرى، قرر الاعتصام فى الميدان، ووزعوا بيانًا أكدوا فيه أن الثورة مستمرة ولن تنتهى إلا بتحقيق الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية، والتى لم يتحقق منها شىء. وقال البيان إن محاكمة المدنيين عسكريًا لاتزال مستمرة، وقانون الطوارئ لم ينته، وهناك كبت للحريات، والأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ، ما يعنى أنه بعد مرور عام على الثورة سقط «مبارك» لكن نظامه لم يسقط. وشهدت الميادين الكبرى فى محافظاتالقليوبية وبورسعيد وبنى سويف والمنوفية والمنيا والأقصر والبحر الأحمر والوادى الجديد والإسماعيلية وشمال وجنوب سيناءوالشرقية وأسيوط وكفر الشيخ وأسوان والبحيرة ودمياط، مظاهرات حاشدة للمطالبة باستكمال الثورة والقصاص للشهداء وصرف التعويضات لأسرهم وللمصابين. وفى السويس، احتشد الآلاف فى ميدان الأربعين، مؤكدين رفضهم نغمة الاحتفال بالثورة لأنها لم تنته بعد، وأكدوا أنهم جاءوا للميدان للمطالبة بالقصاص للشهداء، ورددوا هتافات «اصحى يا مصر إوعى تنامى.. لسه فيكى كام حرامى» و«يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح»، وقاد الشيخ حافظ سلامة مسيرة عقب صلاة العصر واتجهت للميدان للمطالبة بالقصاص للشهداء. واجتاحت شوارع الإسكندرية مسيرات حاشدة فى ميدان القائد إبراهيم وحديقة الخالدين وكنيسة القديسين وميدان فيكتوريا ومحكمة الحقانية وجامعة الإسكندرية، مرددة هتافات «زى ماهيه زى ماهيه تمثيلية تمثيلية»، ووجه عدد من أسر الشهداء هتافات ضد الإخوان، فيما نظمت القوات المسلحة احتفالات بعروض البوارج البحرية والموسيقى العسكرية. وفى الدقهلية، ردد المئات من شباب الثورة «اعملوا حفلة وهاتوا رقاصة لسه فى جسمى مكان لرصاصة»، ونشبت مشادات كلامية بينهم وبين شباب الإخوان بسبب الهتافات المعادية للجماعة، ومنها «الإخوان عايزة انتخابات وأنا عايز حق اللى مات» و«لا إخوان ولا سلفيين إحنا شباب 25». من جانبه، وزع الجيش بيانًا على المواطنين فى بعض المناطق لتحذيرهم من محاولات بعض القوى التشكيك فى دور القوات المسلحة وجدية التزامها بالجدول الزمنى لتسليم السلطة.
(2013): الشعب يرفض الإخوان! فى عام حكم الجماعة، نزل المصريون إلى جميع الميادين، للمشاركة فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، واستحضر المحتجون الهتافات والشعارات، التى رددوها قبل عامين للإطاحة بنظام حسنى مبارك، وارتفع هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»، وتدفقت المسيرات على ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسى، للمطالبة بتحقيق باقى أهداف الثورة، ومنع سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة، لتتطور الأمور إلى حد الانفجار، إثر حدوث مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين حاصروا عددًا من مقار دواوين المحافظات. اشتعلت، أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وسقط 8 شهداء فى اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين بمحافظة السويس، وشهيد فى الإسماعيلية، وارتفع أعداد المصابين فى الأحداث إلى 379، فيما حاول معتصمو قصر الاتحادية الرئاسى ومتظاهرون ملثمون «بلاك بلوك» اقتحام القصر، وسيطر الألتراس على مترو الأنفاق بعد اقتحامه والوقوف على القضبان، كما اقتحم غاضبون الدواوين العامة ومقار حكومية فى عدد من المحافظات. وشهد محيط ديوان عام محافظة السويس، اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقال مصدر أمنى إن 6 قتلى مدنيين و2 من الشرطة، سقطوا فى الأحداث. وفى الإسماعيلية، لقى جمال محمد اليمانى، مصرعه فى اشتباكات بحى ثان الإسماعيلية. وتصاعدت حدة الاشتباكات فى محيط قصر الاتحادية، بعد أن أزال معتصمون أعضاء ال«بلاك بلوك» الأسلاك الشائكة أمام البوابة رقم 4، وألقوا المولوتوف داخل القصر وحاولوا اقتحامه، واستمرت حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين الملثمين فى الشوارع المحيطة. واقتحم أعضاء برابطة «الألتراس» محطة جمال عبدالناصر بالخط الأول لمترو الأنفاق، ومحطة السادات بالخط الثانى، ووقفوا على القضبان، وأعلنت شركة تشغيل المترو تغيير مسارات القطارات. وهاجمت قوات الأمن المتظاهرين بميدان التحرير بالقرب من مجمع التحرير، بعد الاشتباكات التى اندلعت بعد محاولة اقتحام مجلس الشورى وإزالة الجدار العازل بالقرب منه، وتفجير أسطوانة بوتاجاز داخل فناء مدرسة، خلف الجامعة الأمريكية. وأحبطت القوات المكلفة بتأمين مبنى ماسبيرو، محاولة لاقتحامه من جانب المتظاهرين، الذين احتشدوا أمامه وقذفوا القوات بالطوب ما دفعها للرد عليهم بقنابل الغاز. واقتحم متظاهرون مبانى الدواوين العامة بمحافظات كفر الشيخ، والإسماعيلية، والسويس، وفشلت محاولات الاقتحام فى سوهاج، والمنيا، والدقهلية، كما اقتحموا مقرى حزب الحرية والعدالة، فى مركز دمنهور بالبحيرة والمنيا. وفى الشرقية، تصدت قوات الأمن لمحاولة العشرات من شباب «بلاك بلوك» اقتحام منزل الرئيس مرسى بالشرقية، مرددين هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد»، وأشعل العشرات من المتظاهرين إطارات السيارات أمام مقر الحرية والعدالة بالزقازيق، فى محاولة منهم لاقتحامه. وقدمت إلى «التحرير» أكثر من 13 مسيرة، كان أبرزها من مصطفى محمود، والتى قادها الدكتور محمد البرادعى، ومسيرة دوران شبرا، ومسيرة حزب الوفد التى انطلقت من الدقى، ومسيرة إمبابة ومسيرة مسجد الفتح، إضافة إلى مسيرة نسائية من السيدة زينب، وردد المشاركون فى المسيرات جميعًا هتافات ضد حكم الإخوان والحكومة، ودعوا إلى تحقيق جميع أهداف الثورة، وعلى أطراف ميدان التحرير تصاعدت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بشارع الشيخ ريحان، وبالتحديد خلف الجامعة الأمريكية. أما الجيش فقد دفع بعدد من المدرعات والدبابات عند مداخل بعض المحافظات الحيوية والطرق الرئيسية، وتم نشر مدرعات عند مداخل القاهرة الكبرى. كما رفعت القوات المسلحة درجة الاستعداد داخل الوحدات العسكرية تحسبًا ل«الطوارئ».
(2014): انزل يا سيسى توافد مئات الآلاف من المصريين على ميدان التحرير وغيره من ميادين الثورة فى جميع المحافظات، لإحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وأكدوا أن سلسلة الأعمال الإرهابية التى وقعت خلال اليومين السابقين من جانب تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية المتحالفة معها لن ترهبهم، وأن «وقت الإخوان انتهى». وشهد ميدان التحرير تدفق حشود هائلة من المواطنين، منذ ساعات الصباح الأولى، رافعين الأعلام المصرية، ومرددين هتافات مناهضة لتنظيم الإخوان ومؤيدة للقوات المسلحة، كما رفع بعض المشاركين فى الاحتفالات صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت. وأحيا مئات الآلاف المصريين الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير بميدان التحرير، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث وزعت قوات الأمن من الداخلية والقوات المسلحة بوابات إلكترونية عند جميع مداخل الميدان، وخضع كل المتظاهرين لعمليات تفتيش دقيقة قبل دخولهم الميدان تحسبًا لأى عمليات إرهابية، فيما تجول عدد من رجال الشرطة فى الميدان بالكلاب البوليسية المدربة على كشف المفرقعات. وبدأت المنصة الرئيسية والوحيدة بالميدان بأغنية «تسلم الأيادى» التى اجتذبت غالبية المشاركين للمنصة الذين رددوا وراءها، وسط هتافات ورقص يشبه الاحتفاليات، فيما رفع غالبية المتظاهرين صور عبدالفتاح السيسى، لإعلان تأييدهم للفريق أول وتجديد تفويضهم له لمواجهة الإرهاب ومطالبته بالترشح للرئاسة، مرددين «انزل يا سيسى» ما دفع المنصة لتشغيل أغنية «السيسى عمهم» فيما هتف الميدان «الشعب يريد إعدام الإخوان». وتوافدت إلى الميدان عشرات المسيرات الصغيرة رفعت صور السيسى. وصنع أحد المتظاهرين «مشنقة رمزية» كتب عليها «دم الشهداء» وصورة لأم أحد الشهداء تحتضن فقيدها وأسفلها صورة للرئيس المعزول محمد مرسى، فى إشارة إلى مطلب بإعدام المعزول. وأرسل وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، فرقة موسيقية إلى الميدان، حيث اعتلت المنصة وعزفت عددًا من الأغانى الوطنية وسط مشاركة المتظاهرين. فيما تجول مساعد مدير أمن القاهرة، اللواء أسامة الصغير، بالميدان وسط تهليل وترحيب المواطنين الذين هتفوا «شرطة وشعب وجيش إيد واحدة». ونظمت مجموعة من الفرق الشعبية وراقصى التنورة عرضًا فى الميدان، وسط احتفاء من المشاركين، فيما جابت عدة مسيرات التحرير رفعت خلالها لافتة كبيرة للفريق السيسى مكتوبًا عليها «80 مليون مصرى يأمروك بالترشح للرئاسة أيها القائد الشجاع». وشهد الميدان اشتباكات محدودة بسبب رفع أحد مؤيدى المعزول والجماعة الإرهابية إشارة رابعة وسط الميدان، ما تسبب فى هجوم واعتداء المشاركين عليه، وتدخلت قوات الأمن فى محاولة لإنقاذه من أيدى المشاركين. واضطرت قوات الأمن لفتح بوابة لدخول الميدان من ناحية شارع باب اللوق بعد اصطفاف عدد كبير من المواطنين الراغبين فى دخول الميدان، وقامت مجموعة من المواطنين بتشكيل لجان شعبية لمساعدة قوات الشرطة والجيش فى تنظيم عملية دخول المشاركين. فيما منعت قوات الشرطة والجيش واللجان الشعبية الباعة الجائلين من دخول الميدان، وقامت بتفتيش عربات المأكولات خوفًا من إخفاء أسلحة داخلها. وعلى المنصة الرئيسية نظمت فرقة الأوبرا عرضًا غنائيًا للأغانى الوطنية. وقامت إحدى السيدات بتوزيع كمية كبيرة من أعلام مصر مجانًا على المواطنين فى الميدان، وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض على 4 أعضاء من حركة 6 إبريل حاولوا توزيع منشورات بعنوان «لم يتحقق شىء من الثورة و25 استكمال». وتسبب الزحام وصعوبة دخول الميدان فى وصول الاحتفاليات إلى الميادين المحيطة بالتحرير، حيث تجمع المئات من المواطنين بميدان باب اللوق حول سيارة تحمل سماعات «دى جى» ورددوا معها الأغانى الوطنية. ومع اقتراب منتصف الليل أنهت منصة التحرير فعاليتها الاحتفالية بسبب مشادات وقعت بين شباب من اللجان الشعبية وبعض المتحرشين الذين اندسوا وسط الجماهير، فيما واصل الآلاف احتفالاتهم حتى ساعة متأخرة من الليل. كما شهدت شوارع القاهرة والجيزة مسيرات اتجهت لميدان التحرير، احتفالًا بذكرى ثورة 25 يناير، ورفع المشاركون فيها علم مصر وصور السيسى، ورددوا هتافات منددة بجماعة الإخوان. وتوجه الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، إلى الميدان للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، ودعا المواطنين إلى النزول والاحتفال، وعدم التخوف من العمليات الإرهابية. وفى المحافظات، احتفلت القوى السياسية والشعبية، بذكرى الثورة، وخرج المواطنون فى شوارع وميادين المحافظات ليعلنوا تأييدهم للقوات المسلحة والشرطة وخارطة الطريق. فى المقابل، حاول تنظيم الإخوان تعكير صفو الاحتفالات، ونظم عددًا من المسيرات المحدودة فى أماكن متفرقة بالقاهرة مثل المهندسين ومدينة نصر وشارع عبدالخالق ثروت، وكذلك فى عدة محافظات، حيث اشتبك معهم الأمن والأهالى. من ناحيتها، قدمت القيادة العامة للقوات المسلحة تهانيها لشعب مصر العظيم بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، فى بيان له، إن «الجيش لن يسمح لجماعة أو جهة بأن تُفسد على المصريين احتفالاتهم، مهما كلفه ذلك من جهد أو تضحيات».
(2015): عنف «المحظورة».. وظلال شيماء
سيطرت أحداث العنف والاشتباكات على معظم فعاليات الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير الرابعة وسط تراجع أنشطة القوى المدنية وشباب الثورة الذين شاركوا بكثافة فى جنازة شيماء الصباغ التى لقيت مصرعها، قبيل ذكرى 25 يناير، أثناء فض الشرطة مسيرة سلمية فى ميدان طلعت حرب، فيما سالت دماء جديدة فى عدد من المواقع خلال هجمات إرهابية واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر جماعة الإخوان، أسفرت عن سقوط نحو 20 قتيلًا. كما شهدت محافظات مصر محاولات يائسة لجماعة الإخوان المسلمين للحشد فى ذكرى 25 يناير، ولجأت تجمعات بسيطة إلى قطع الطرق وإثارة الفوضى، بينما تصدت قوات الشرطة والمصريين لهذه المحاولات اليائسة. وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط 600 من الإخوان ومثيرى الشغب قبل تنفيذ أحداث عنف فى المحافظات، خلال ذكرى ثورة 25 يناير، فى حملات أمنية استباقية خلال الأيام الماضية، وتمت إحالتهم للنيابة العامة. يذكر أنه تم نشر أكثر من 250 ألف ضابط ومجند وفرد، بينهم مجموعات قتالية، على جميع الطرق والميادين فى كمائن ثابتة ومتحركة لمنع أى محاولات لأحداث عنف، وتم دعم القوات الأمنية بقوات إضافية فى الأماكن التى تتمركز فيها عناصر إخوانية، بالإضافة إلى نشر مجموعات قتالية لتأمين مبانى مديريات الأمن والمراكز الشرطية، والسجون وكل المنشآت الحيوية، لافتًا إلى أنها نجحت فى مهمتها. وشهد عدد من المحافظات أعمال عنف وقطع طرق، خلال المسيرات التى نظمها الإخوان، فيما ساد الهدوء محافظات أخرى من بينها البحر الأحمر وسوهاج وأسيوط وأسوان، ولم تسجل أى مظاهرات أو خروج على القانون. فى الإسكندرية، شيع الآلاف من الأهالى وممثلو القوى السياسية جثمان شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وردّد المشيعون هتافات: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«يا شهيد نام وارتاح.. مش هنبطل الكفاح»، و«القصاص القصاص». على صعيد أحداث العنف، استهدفت العناصر الإرهابية شبكة الكهرباء فى عدد من المحافظات، مثل المنوفية والبحيرة. وتصدت أجهزة الأمن لأكثر من 15 عبوة ناسفة بدائية الصنع تم إحباط معظمها، وانفجر بعضها فى عين شمس والفيوم وطنطا والشرقية، وشهدت منطقة المطرية بالقاهرة اشتباكات دامية، فيما قام عناصر جماعة الإخوان بقطع الطرق وتنفيذ أعمال تخريبية ضد المنشآت العامة فى عدد من المحافظات. وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالى ضحايا الاشتباكات التى وقعت فى مناطق متفرقة بلغ 18 قتيلًا بينها 13 بالمطرية و60 مصابًا. وسقط 3 مجندين، وأصيب 14 ضابطًا وجنديًا فى أحداث العنف التى شهدتها القاهرة الكبرى.