2000 أسرة بعرب شركس على وشك التشريد ومئات الشكاوى لمحافظ القليوبية ورئيس الحكومة دون تحرك 800 فدان، بامتداد مساحة 4 قرى بأكملها، تقع فى محافظة القليوبية، تحولت الحياة فيها إلى جحيم، بعد اكتشاف أهاليها، بالصدفة البحتة، بأن الأراضى الزراعية التى يدفعون إيجاراتها سنويًا، هم وأجدادهم من قبلهم منذ ما يقرب من 150 عامًا، باعتبار أنها أرض «أوقاف» لم يعد لها صاحب، حين فوجئوا بتنصل الحكومة والمحافظة من ملكيتهما لها، فلم يعد لها أى مالك ولا وريث شرعى، لتشتعل الحرب عليها بين الأهالى وبين من يفرضون الإتاوات عليهم بالقوة. البداية كانت بتجمهر عدد كبير من الفلاحين فى منطقة عرب شركس التابعة لمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، رافضين دفع أى رسوم أو إيجار مقابل انتفاعهم بالأرض الزراعية إلا بعد أن يظهر مالك لتلك الأرض ولا بد للدولة أن تتدخل لحل تلك الأزمة وتمليك الأرض للفلاحين بموجب وراثتهم لها بنظام الايجار، منذ 150 سنة. تضم تلك الأرض قرى «البرادعة، بهادة، مركز القناطر شلقان، الحارث، عزبة إحسان، صنافير» ويرجع تاريخها إلى أكثر من 150 سنة، وكانت للمالك «أحمد بك إحسان» تركى الأصل، وكانت عبارة عن حدائق، فاستأجرها أكثر من 100 فلاح من المالك بعقود رسمية حصلت «الصباح» على نسخة منها وأقاموا منازلهم واستصلحُوها حتى أصبحت مركزًا مهمًا من مراكز السوق الزراعى المصرى، وأيضًا مصدر دخلهم الوحيد وأسرهم. وعلى الطريقة التى كانت متبعة فى كل القطر المصرى وقتها، كان الفلاحون يدفعون الايجار عن طريق شخص كفلهُ المالك للتعامل معهم، سماه الفلاحون «ناظر العزبة» ويعطى لهم إيصالات بما دفعوه. «أنا مولود هنا ومتجوز ومعايا 7 أطفال ومعنديش شغلانة غير الأرض ومعرفش أعمل غيرها، همشى أروح فين بعيالى؟!»، الحاج حسن عبد الرحمن أحد الفلاحين، معبرًا عن نفسه وعن حوالى 1000 فلاح يستغيثون بالحكومة والمحافظة، للوقوف بجانبهم ضد من يريد قطع رزقهم ودخلهم الوحيد، ويصادر مسكنهم أيضًا، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الإتاوة الزائدة، فحفيد ناظر المزرعة المدعو عصام الدين سليمان محمود خليفة، قرر دون وجه حق طرد الفلاحين الذى يصل عددهم إلى أكثر من 2000 شخص الآن من بين رجال ونساء، بأطفالهم، ويحكى المستأجرون «بداية الأمر قرر عصام زيادة الايجار100 فى المائة وبعدها إلى 200 فى المائة، بحجة أن الورثة الملاك هم من يقررون هذا، فى محاولة فاشلة منه لإخراج الفلاحين من الأرض، ومع ذلك يدفع الفلاحون المغلوبين على أمرهم». الحاج أبو سريع يقول «عندى 70 سنة وعمرى ما شفت للأرض صاحب، وقررنا البحث عن الورثة من خلال المحاكم فلم نجد مالكًا لها، وعندما وجد عصام الفلاحين يبحثون عن الملاك، قرر استخدام حيلة أخرى وهى إرهابهم وإخراجهم من الأرض بالعنف، باستئجار بلطجية وضرب الرصاص بجانب منازل الفلاحين، لكى يخافوا على أولادهم وزوجاتهم ويتركون الأرض، ولكن الفلاحين قرروا عدم الاستسلام» ويضيف الحاج أبو سريع «محمود سليمان محمود خليفة أخو عصام، مسجون فى قضية قتل لأحد الفلاحين بسبب الأرض، وتم الحكم عليه بالحبس لمدة 15 سنة». وقدم الفلاحون شكاوى إلى جهات مختلفة من بينها مجلس الوزراء، ومديرية أمن القليوبية، والإدارة الزراعية بقليوب، المشرفة على الأرض، وإلى قصر عابدين، وإلى وزارة الأوقاف ووزارة الداخلية، وعلى الرغم من ذلك لم يتحرك المسئولون لحل المشكلة، فقرر الفلاحون عدم دفع الايجار حتى يظهر للأرض مالك. أحد الفلاحين، رفض ذكر اسمه، كشف أن عصام حاول بيع الأرض له وعندما طلب منه عقد الشراء، قال له: (مفيش عقود، شفوى بس) وقال «أشترى السماد المخصص للأرض من الإدارة عن طريق عقد مزور، لأن بينى وبين موظف الإدارة صلة قرابة تسهل الأمور، وعندما يذهب إليه الفلاحون لأخذ السماد يبيع لهم بسعر أغلى بكثير من سعره فى السوق». كان عصام الدين سليمان قد زعم للفلاحين أنه اشترى الأرض بالكامل، لكن عندما طالب الفلاحون بعقود شرائه للأرض تهرب، بحسب الحاج حسن أحد مستأجرى الأرض، الذى أضاف «لو ظهر لنا مالك واحد للأرض وعاوزنا نمشى مش هنقول لا، لكن ميجيش واحد فاسد كان شغال كلاف عند صحاب الأرض فجأة وبقى معه كل الأرض دى، وعاوز يمشينا، لأنه بيستغل الفلاح الذين لا يعرف القراءة والكتابة، ويبصمهم على عقود إيجار لمدة عام على أنها ايصال شراء سماد، وبعدما يمر العام يخرج الفلاح وأسرته من أرضه».