رسائل تطلب من المواطنين الدخول فى مسابقات وهمية وتعدهم بجوائز قيمة خبير اتصالات: المافيا تستخدم مراكز عالمية فى النصب وتستعين ببرامج أجنبية برسالة تعلن فوزه بمائة جنيه ذهب، وتدعوه للرد بأخرى تتضمن بياناته على الرقم 1915 ، بدأت رحلة مصطفى شديد، 34 عامًا، موظف بشركة جنوبالقاهرة للكهرباء،الشهر الماضى، مع مسلسل النصب عبر رسائل ال .SMS الرسالة التى انطلقت من الهاتف المحمول لشديد، وكلفته خمسة جنيهات لم تسفر عن شىء، رغم ما كان يظنه من أنها ستجلب له مائة جنيه ذهب، بينما تكفلت الرسالة نفسها بنقل بياناته إلى لشركة وهمية تدعى «حلم »، ليبدأ بعدها حلقة أطول من برنامج النصب الطويل. لم يعلم «شديد » وقتها أنه ضحية لعملية نصب يقع فيها الملايين يوميًا، وظل يتجاوب مع الرسائل التى تصل إليه،وفقد أكثر من مائة جنيه من رصيده مع كل مكالمة ورسالة وإجابة على سؤال، وتكرر الأمر مع ثلاثة من زملائه، فتقدم ببلاغ لقسم شرطة روض الفرج لإثبات الواقعة، وشكوى إلى جهاز حماية المستهلك، المنوط به التحقيق فى مثل تلك الوقائع، حتى اكتشف أنه واحد من مئات يقعون فريسة النصب يوميًا. اللافت فى قصة من يتعرضون للنصب، أن جميع الضحايا لا يعرفون كيف وصلت بياناتهم إلى المتورطين فى التحايل عليهم، وهو ما يوضحه المهندس بدر عبدالله،الخبير بمجال تكنولوجيا المعلومات، بالقول إن «هناك مافيا تكسب يوميًا ملايين الجنيهات مقابل رسائل النصب على المواطنين، وآخرون يستخدمون بيانات العملاء فى عمليات الابتزاز، خاصة أن عدد مستخدمى خطوط المحمول فى مصر يقارب نحو حوالى 91 مليون شخص، وفقًا لإحصائية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويمررون نحو 900مليون رسالة شهريًا فى المتوسط، وهو الأمر الذى انتبه إليه المحتالون. ويكشف عبدالله، أن بعض الموظفين فى شركات الهاتف المحمول يسربون بيانات العملاء من قاعدة بيانات مقدمى خدمات المحمول مقابل مبلغ مالى، ليبدأ بعدها النصابون ببث الرسائل عن طريق مراكز إرسال تكنولوجية .» واقعة نصب أخرى تعرض لها، أحمد إبراهيم،محاسب، الذى يقول إنه استقبل فى يونيه الماضى رسالة تفيد بأن رقم هاتفه مرشح للفوز بجائزة سيارة مرسيدس من أحد المنتجعات السياحية، مع ملحوظة تضمنتها الرسالة بأنه يجب عليه الرد بأخرى لدخول السحب على الجائزة. يقول إبراهيم، أنه نفذ التعليمات الواردة فى الرسالة الأولى، وقدم بياناته عبر رسالة، غير أنه اكتشف أن رصيد هاتفه يخصم منه يوميًا 4جنيهات مقابل الاشتراك فى خدمة لا تُقدم له من الأساس. ويضيف إبراهيم، «حينما توجهت إلى خدمة العملاء بشركة الهاتف المحمول التابع لها خط تليفونى، أخبرونى بأن المبلغ لا يتم تحصيله من خلالهم، وعليه توجهت إلى جهاز حماية المستهلك لأكتشف بأننى وقعت فريسة لعملية نصب، وتعرفت هناكعلى حالات نصب عليها فى مبالغ مالية، وصلت إلى 50 ألف جنيه دفعها البعض كقيمة مبلغ تأمينى مقابل الحصول على الجائزة التى تقدر بالملايين .» وبحسب خبير الاتصالات والانترنت، حسام صالح، فإن الرسائل التى تصل إلى الضحايا ويكون مصدرها أفراد وعصابات منظمة تعمل أحيانًا من خارج مصر، بغرض الحصول على قاعدة بيانات العملاء وأرقامهم من خلال عمليات تبادل قواعد البيانات عبر الإنترنت للوصول إلى أرقام المستخدمين، بينما تعود الرسائل التى تصل للمواطنين بأرقام غريبة مثل »7766« إلى بعض البرامج. فى المقابل، أوضح عمرو بدوى، رئيس الجهاز القومى للاتصالات سابقًا، أن الجهاز مجرد قناة توصيل بين المستهلكين ومقدمى الخدمة، وليس له دخل بالمحتوى والمضمون الذى تحتوى عليه تلك الاتصالات والرسائل، موضحًا أن الجهة المسئولة عن مراقبة ومراجعة المحتوى هى مباحث الاتصالات التى ترصد عمليات النصب والاحتيال. من جانبه، أكد اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك ل «الصباح »، أن الجهاز رصد خلال الفترة الأخيرة ظاهرة النصب على المواطنين من خلال رسائل المحمول الوهمية وتتبع الرسائل للقبض على المحتالين. وأكد مصدر بجهاز حماية المستهلك ل «الصباح »، أن الجهاز يستقبل ب اغات عن جرائم نصب عبر التليفون ورسائل البريد الالكترونى، تقدر بنحو 300 بلاغ شهريًا، يتم استقبالها عن طريق بريد الجهاز أو عبر البلاغات المباشرة،ويتم فحصها وتحويلها إلى إدارة التحريات لاتخاذ القرار فيها والتأكد من صحتها.