19 جنيهًا بدل عدوى فى الشهر ودعوى قضائية ضد الوزارة لزيادتها أطباء مصابون: المستشفيات تنقل العدوى لنا.. ولا أحد يشكو خشية تعسف الوزارة بالنقل والتنكيل نقص أمصال العدوى للأمراض الخطيرة السبب الرئيسى فى الوفاة بوفاة الدكتورة داليا محرز قبل أيام، نتيجة إصابتها بالتهاب سحائى صديدى غير وبائى، وفق ما أعلنته وزارة الصحة، تجدد الحديث عن «المرضى الأطباء» من أبناء «البالطو الأبيض» الذين يصابون بالعدوى نتيجة ممارسة عملهم، دون إجراءات تضمن سلامتهم وتحول دون تعرضهم لمواجهة الموت، نتيجة نقص الأمصال أو ضعف بدل العدوى، أو تجاهل مطالبهم فيما يخص احتياطات الصحة والسلامة المهنية. حسام. م، طبيب بأحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بأسوان أصيب بفيروس الملاريا، بسبب عدم وجود الأمصال اللازمة للعلاج. ظل الطبيب حسام وقتها محتجز بأحد المستشفيات لأسبوعين قبل أن يطالب زملاءه الوزارة بتوفير المصل اللازم لحالته. وحسام لم يكن الحالة الوحيدة التى تعرضت للعدوى بالمستشفيات الحكومية، حيث إن الدكتور أحمد. س، أحد الأطباء الذين يعملون فى مستشفيات وزارة الصحة بالغربية، أصيب بعدوى فى الجهاز التنفسى، حيث تعرض لمرض الدرن أثناء توقيعه الكشف على المرضى فى المستشفى ونتيجة نقص الأمصال التى يجب أن توفرها الوزارة بالمستشفى أصيب هو وزميل له بنفس المرض. واضطر الاثنان إلى أخذ إجازة مفتوحة من العمل، وقال أحمد إن أطباء الوزارة غير قادرين على مواجهتها بحقيقة الأزمة والأمراض التى يتعرضون لها خشية النقل إلى أماكن نائية بدعوة إثارة المواطنين ضد المستشفيات. وأوضح أحمد أنه حتى الآن يتلقى علاجًا للدرن على حسابه الشخصى، مؤكدًا غياب وحدات مكافحة العدوى فى المستشفيات الحكومية، لافتًا إلى أن أغلب الممرضين الذين يتواجدون بغرفة العمليات ويقومون بخدمة المرضى يتعرضون للعدوى بشكل دورى، ولا يستطيعون التحدث مع المسئولين خوفًا من النقل أو الخروج على المعاش وترك العمل بحجة أنهم مصابون بأمراض معدية ويضطرون إلى علاج أنفسهم سرًا حفاظًا على لقمة العيش، مشيرًا إلى أن هناك ممرضة تعرضت لعدوى بميكروب مارسا، وهو من أخطر الميكروبات المعدية بالمستشفيات، وعندما يتواجد فى مستشفى يتم غلقه وتعقيمه جيدًا نظرًا لخطورته على الأطباء والممرضين. ويعود تفشى تلك الفيروسات إلى عدم التطبيق الجيد لمكافحة العدوى ونقص الأمصال، حيث وصل حجم الأطباء الذين أصيبوا نتيجة انتقال العدوى لهم إلى 20 ألف طبيب فى المستشفيات الحكومية، وأغلبهم أصيبوا بفيروس سى، بحسب مصدر طبى. وتخوض نقابة الأطباء معركة مع وزارة الصحة حيث قاضت النقابة الوزارة ورئيس الجمهورية ترفع بدل العدوى إلى 1000 جنيه ووثقوا ذلك بحالات من أطباء تقاعدوا مبكرًا بسبب إصابتهم بأمراض من العدوى. الدكتورة امتياز حسونة عضو مجلس نقابة الأطباء أكدت ل«الصباح»، أن عدد الأطباء فى مصر يبلغ عددهم 150 ألف طبيب، منهم 60 ألف طبيب يعملون فى القطاع الحكومى، لافتة إلى أن عدد الأطباء الذين أصيبوا بالعدوى فى المستشفيات الحكومية بلغ 20 ألف طبيب مصابين بفيروس سى نتيجة اختلاطهم مع المرضى. وأشارت إلى أن نقابة الأطباء تقدمت بطلب إلى وزير الصحة السابق عادل العدوى عندما تم التعاقد على السوفالدى بأن يتم علاج هؤلاء الأطباء، كما أن هناك ما يقرب من 300 ممرضة أصيبوا بفيروس سى، وتقدمت نقابة التمريض بطلب إلى وزير الصحة لعلاجهم من فيروس سى. وعن القرار الذى يتعامل به الأطباء أثناء وقوع العدوى أشارت الدكتورة ريهام راكز عضو نقابة الاطباء، إنه قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1624 لسنة 1992 الذى ينص على صرف بدل عدوى 19 جنيهًا، ونحن نطالب حاليًا بأن يصل قيمة البدل إلى 3 آلاف جنيه، كما نطالب أن يتم احتساب الطبيب الذى يتعرض لعدوى فى مقر عمله بأن يتم احتسابها إصابة عمل، وبالتالى يحصل على معاش له ولأسرته إذا توفى. دكتور محمد عز العرب استشارى أمراض الكبد ورئيس وحدة الأورام بمعهد الكبد، أكد أن هناك الكثير من الأمراض التى يتعرض لها الأطباء فى المستشفيات ولا توجد لها تطعيمات بالشكل الواقى، حيث إن تعرض الطبيب للمريض المصاب بأعراض الجهاز التنفسى هو أكثر عرضة للإصابة مثل «الميكروللازما»، وأغلب هذه الأمراض ليس لها تطعيم، كما أن مرض الدرن الذى يصيب الإنسان على الرغم من أن له تطعيم إلا أن تعرض الطبيب لهذا المرض سواء الدرن الذى يصيب الصدر أو الغدد الدرقية لفترة طويلة من الصعب علاجه، كما أن مرض الجزام المتواجد فى منطقة أبو زعبل فقد أصيب أطباء كثيرون وممرضون وانتقلت إليهم العدوى. عز العرب أوضح أن الأمراض الجلدية أيضا من أكثر الأمراض المعدية التى تصيب الأطباء أثناء الكشف، مشيرًا إلى أن بدل العدوى للأطباء والممرضين متدنٍ جدًا، حيث يصل إلى 19 جنيهًا للأطباء و15 جنيهًا للتمريض، وهذا مبلغ ضعيف جدًا فى حين أن المحاسبين فى البنوك يصل بدل العدوى لهم نتيجة مخالطتهم للنقود إلى 1000 جنيه، كما إن القضاة يحصلون على بدل عدوى قدره 3 آلاف جنيه، على الرغم من أن الطبيب هو الذى يتواجد طوال اليوم بين المرضى وسط الدم وانتشار العدوى. دكتور خيرى عبد الدايم نقيب الأطباء السابق أوضح أن هناك منظومة تسمى مكافحة العدوى من المفترض أن تكون جزءًا أساسيًا من أقسام المستشفى، وتكون مهمتها الرئيسية هى منع انتقال العدوى من طبيب إلى آخر أو من ممرض إلى آخر، ولها واجبات كثيرة جدًا منها أخذ عينات من الأسر الخاصة بالمرض، ومن غرف العمليات والأرضيات، وهذه الإجراءات تكفل مكافحة العدوى، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات غير مطبقة بشكل سليم فى المستشفيات، وهى السبب الرئيسى فى انتقال العدوى للأطباء والممرضين بالمستشفيات. وأشار إلى أن هناك أمراضًا مثل الإيذر وفيروس سى ليس لهما أمصال متوافرة بالمستشفيات، وبالتالى إذا أصيب بها الطبيب تؤدى إلى وفاته، كما أن ميكروبات الإنفلونزا الموسمية وأمراض الجهاز التنفسى على الرغم من أن لهم أمصالًا إلا أن تحور الفيروس يؤدى إلى إصابة الطبيب بالمرض، مشيرًا إلى أن النقابة قد قامت بعمل حملة لتطعيم الأطباء ضد فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى بى فقط، لافتًا إلى أن التطعيم ضد إنفلونزا الطيور والخنازير يتم فى مستشفيات الحميات ومستشفى الأمراض الصدرية، مؤكدًا أن نقابة الأطباء تلقت العديد من الأطباء المصابين بالعدوى، وقد توفى بعضهم مثل الدكتور أحمد عبد اللطيف، ومنهم أطباء قاموا بعلاج أنفسهم من الأمراض، مشيرًا إلى أن من ضمن الأمراض التى تصيب الأطباء منها الالتهاب الرئوى والحصبة والدوزنتاريا والدرن. الدكتور رشوان شعبان الأمين المساعد لنقابة الأطباء، أوضح أن وزارة الصحة دائمًا تنكر إصابة الأطباء بالأمراض المعدية لافتًا إلى أن النقابة ستقوم بعمل وقفة احتجاجية يوم 28 من الشهر الجارى أمام مجلس الدولة، وهو يوم الحكم بالنطق فى القضية المرفوعة بشأن بدل العدوى، وهذا اليوم سيكون فرصة لأن تكون هذه القضية عامة وليس مشكلة فردية. وقد أكدت وزارة الصحة فى بيان رسمى صادر عنها أن الوزارة قامت بتوفير عقار الفانكوميسين الفعال ضد بكتيريا المارسا والتى انتشرت مؤخرًا. وأشارت الوزارة فى بيانها أنها قامت بتطبيق البرنامج القومى لمكافحة العدوى بالمستشفيات منذ عام 2013، والذى يتضمن سياسات وضوابط واضحة للتحكم فى استخدام المضادات الحيوية وتطبيق احتياطات مكافحة العدوى، كما توفر مستلزمات الوقاية التى يرتديها الأطباء وأعضاء هيئة التمريض لمنع انتقال العدوى بين المرضى وحماية الأطباء وأعضاء هيئة التمريض.